كشف مساء اول امس السفير الفرنسي في الجزائر، كزافيي دريانكور، عن نية فرنسا في فتح مدارس في الطور الثانوي والجامعي بالجزائر مستقبلا.
وخلال زيارة العمل والتفقد التي قادته إلى ولاية تلمسان، أشار السفير الفرنسي إلى أهمية المدرسة الفرنسية التي تم افتتاحها بوهران، في ظل علاقات التعاون والشراكة بين البلدين بفتح مؤسسات تتطلب التكوين اللغوي لليد العاملة بها، كما عبر عن أمله في أن تأخذ العلاقات الودية بين الجزائر وفرنسا أبعادا متقدمة في المجال الاقتصادي والعلمي.
ودعا كزافييه إلى تكثيف الجهود في مجال البحوث العلمية، مع التركيز على تبادل الخبرات في مجال الطب ومختلف التخصصات العلمية والأدبية التي تزخر بها جامعة تلمسان، معربا عن فتح فرص لإجراء تكوينات في فرنسا للطلبة المتفوقين.
وقد أودع في وقت سابق خواص 5 ملفات للحصول على تراخيص من أجل افتتاح فروع لثانويات دولية فرنسية في ولايات جزائرية، وقد وافقت السلطات حسب سفير فرنسا في الجزائر على السماح بافتتاح فروع لثانوية الكسندر دوما في الجزائر بكل من عنابة ووهران، الا ان الطلبات الخاصة بافتتاحها بكل من العاصمة تلمسان وسطيف تحتاج لموافقة من مجلس الوزراء.
للاشارة، يستمر المعهد الفرنسي بالجزائر العاصمة في تقديم دروس مخصصة للشباب بما يعادل 50 ساعة من الدروس الجماعية لمدة 10 أسابيع بمبلغ يضاهي 12 الف دينار، كما تقترح معاهد اللغة الفرنسية بالمعهد الفرنسي بالجزائر برامج تكوينية لتعليم وتحسين والتخصص في اللغة الفرنسية على الصعيدين الجامعي والمهني، والتي تحوز على العلامة الفرنسية لنوعية تعليم اللغات الأجنبية وتتوافق مع المعايير الأوروبية بهذا الشأن.
ويؤمّن الدروس فريق بيداغوجي مؤهل، حيث ستتوج الدورة التكوينية بتسليم شهادات معترف بها من طرف الوزارتين الفرنسيتين للتربية والتعليم العالي، كما تعتبر هذه المعاهد أيضا مراكزا لامتحانات مستوى اللغة الفرنسية أيضا.
وحسب المعد الفرنسي في الجزائر، تسجل الفروع الخمس للمعهد الفرنسي بالجزائر كل سنة 20 الف ممتحن وهي المراكز الوحيدة المخولة لتنظيم هذه الامتحانات.
الى هذا، يدعم التعاون الفرنسي بقوة تطوير اللغة الفرنسية في المدارس من خلال تطوير البرامج، حيث يضمن تكوينا مهنيا مدته 3 سنوات لفائدة 3000 أستاذ في اللغة الفرنسية في المؤسسات التي تعاني صعوبات.
كما يساهم في تكوين لغوي مكثف لفائدة 4000 أستاذ في اللغة الفرنسية في الجنوب الكبير من خلال التعليم عن بعد، ناهيك عن تكوين المفتشين والأساتذة في التقييم والجانب الشفهي في القسم، بالاضافة الى توفير عمليات توأمة رقمية بالفرنسية والعربية بين التلاميذ الفرنسيين والجزائريين، ومنح امتياز للأوائل والمتخرجين في اللغة الفرنسية وخريجي المدارس العادية.
كما أتاح إنشاء شبكة مختلطة للغة الفرنسية والعبارات الفرونكوفونية، التي تجمع أربعين جامعة ومختبر أبحاث جزائري وفرنسي، نسج روابط جد قوية بين فرنسا والجزائر. فهي تكوّن حسب موقع سفارة فرنسا في الجزائر دكاترة مستقبليين وتنظم أيام دراسية وملتقيات وأعمال بحث مشتركة.
وقد تم تعريب التعليم الجامعي بالجزائر عدا التخصصات التقنية والعلمية التي بقيت فرونكوفونية ولكنها تعاني صعوبات كنقص الأساتذة المؤهلين وجمهور يود تلقي دروس في هذه اللغة، حيث من بين 1.3 مليون طالب، 35 % منهم يتلقى دروسه الجامعية باللغة الفرنسية.
نحو المزيد من المؤسسات الفرنسية في الجزائر
واعرب كزافييه عن نية فرنسا في منح فرص جديدة لجلب بعض المؤسسات الفرنسية إلى الجزائر في إطار الشراكة الاقتصادية.
للاشارة تتواجد 450 شركة فرنسية مستقرة في الجزائر، و7 آلاف شركة تنشط في الجزائر، وهو ما يخلق 40 ألف منصب شغل مباشر و100 ألف منصب شغل غير مباشر.
وفي ما يتعلق بالتبادلات التجارية بين البلدين، بلغ حجم الاستثمارات المباشرة 139 مليون أورو، وهو ما يعادل 10 بالمائة من الاستثمارات الأجنبية في الجزائر، و2.3 مليار أورو حجم مجمل الاستثمارات الفرنسية في الجزائر سنة 2016، و7.5 مليار أورو حجم المبادلات التجارية بين الجزائر وفرنسا، وهو ما يمثل 13 بالمائة من إجمالي التجارة بالجزائر.
لم يتم بعد تحديد موعد زيارة ماكرون
من جانب أخر، نفى السفير الفرنسي بالجزائر، التصريحات المتداولة من قبل بعض وسائل الإعلام الخاصة بزيارة مرتقبة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال، شهر فيفري من سنة 2018، مؤكدا أن لم يتم بعد تحديد موعدها.
وقد تداولت وسائل إعلامية في وقت سابق انباء تفيد بزيارة ماكرون إلى الجزائر في 6 فيفري المقبل، تدوم ثلاثة أيام يبحث خلالها مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ملفات تعاون متعددة على رأسها التعاون بين البلدين ودعم الاستثمارات الفرنسية في الجزائر ومنها التعاون في مجال صناعة السيارات والطاقة والمالية والصناعات الصيدلانية والفلاحة والصناعات الغذائية والسياحة.
نسرين محفوف