ثمن رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله المظاهرات السلمية المطالبة بالتغيير والرافضة للعهدة الخامسة واصفا إياها بالهبّة الشعبية الدالة على وعيه ورغبته في تقرير مصيره وصنع مستقبله بنفسه بعيدا على الأساليب المنتهجة من قبل السلطة القائمة والمستمرة في انتهاج سياسة الأمر الواقع والرافضة للرأي الآخر.
وقال جاب الله خلال الندوة التي نشطها أمس:” كانت هبة شعبية بالأمس للمطالبة بالتغيير و ضد فرض العهدة الخامسة هي هبة حملت معها الوعي والرد على سياسة الاستهتار والاحتقار التي يقابل بها من طرف السلطة القائمة ” وتابع :” هذه الهبة الشعبية هي بمثابة استفتاء شعبي وانتخاب مسبق والإعلان عن موقف ووضع الحد لما يتحدثون بإسمه و شعاراتهم كانت واضحة ” لا نريد الاستمرارية” ونحن ضد العهدة الخامسة ” و حمل ذات المتحدث تساؤلا عما إذا كانت السلطة القائمة ستستجيب لصوت الشعب هذه المرة وتستجيب لمطالبه المشروعة في رفض ش سياسة الأمر الواقع وذكر:”هؤلاء الملايين الذين خرجوا للشارع يوم الجمعة هل يستجيبون لهم ولهذا الرفض ولهذا الاستفتاء الشعبي وأن يتركوا الحرية للشعب في اختيار من يريدون أن يسير شؤونهم وأمور البلاد ” وأضاف :” لقد قال الشعب كلمته و نحن نلتزم بكلمة الشعب نحتضنها و ندعمها و نعمل من أجل احترامها ما وجدنا في ذلك سبيلا”.
وانتقد جاب الله بشدة السلطة القائمة بالقول إنها أوصلت البلاد للهاوية و حافة الإفلاس على كافة الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية و غيرها من المجالات و أن الجزائر تعيش اليوم إفلاسا حقيقيا لا مثيل له متعدد و متنوع مؤكدا أن ما يحدث في البلاد هو مظهر من مظاهر انهيار الدولة وقال :” منذ إقرار التعديدية السياسية نجد أنفسنا قد عشنا في وهما كبيرا اسمه الديمقراطية التي كانت مجرد واجهة و شعار يردد و لم يعرف الواقع تجسيدا لها فالنظام الجزائري ديمقراطي ظاهريا و تيوقراطي في أصله و باطنه .”
وأكد جاب الله أنه في الوقت الذي كان الجميع ينتظر التغيير يُفاجئ بإعلان الرئيس ترشحه لولاية رئاسية جديدة و يتم الترويج على أنها استجابة من الرئيس لنداءات ومناشدات الشعب هذا الأخير- على تعبيره- رد بقوة على ما أسماه يادعاءاتهم داعيا في السياق ذاته لجعل الانتخابات فرصة للتغيير والكف عن انتهاج سياسة الأمر الواقع و التي لن تزيد الأمور إلا تعقيدا وذكر :” تعتبر الانتخابات فرصة للشعب لممارسة سلطته في اختيار من يحكمه بكل ديمقراطية في الدول الأخرى غير أن الأمر ليس ذاته في الجزائر وأضحت فرصة لفرض سياسة الأمر الواقع و تغييب الإرادة الشعبية”. وأضاف :” بالرغم التعددية السياسية غير أن الجزائر لا تزال تسير بعقلية الحزب الواحد والبرنامج الواحد والديمقراطية هي واجهة فقط.”
وعاد جاب لله للحديث عن المرشح التوافقي بالتأكيد أن الاتصالات بين الأحزاب و الشخصيات الوطنية لا تزال متواصلة و كان الخيار يتأرجح بين المرشح التوافقي أو المقاطعة وبعد الحراك الشعبي قررنا الوقوف لجانب الشعب و السير معه و مع ما يطالب.
زينب بن عزوز