انتقد رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، ما أسماه بـ”تعطيل الجماعات والجمعات”، مؤكدا أن غلق المساجد وتعطيل الصلوات بسبب انتشار فيروس “كورونا” يحتاج إلى التريث، داعيا لتعليق المسيرات الأسبوعية وتوقيف الرحلات والتجمعات مؤقتا لدفع وللتمكن من مواجهة “كورونا”.
وأوضح جاب الله في منشور “فايسبوك”، بالقول: “إننا نعيش في زمن عطل الناس فيه العمل بشرع الله تعالى وناصبه معظمهم العداء، وشنوا عليه أنواعا من الحروب لإبعاده عن حياتهم”، وتحدث جاب الله عن إنتشار الفساد والمنكر والفواحش كما ربط ظهور الأمراض الجديدة بتفشي الفاحشة ، وقال جاب الله “وباء كورونا الذي انتشر في العالم بسرعة غير مسبوقة، وأصبح الناس منه في هلع خالع غير مسبوق، ووقفت الأنظمة والحكومات أمامه عاجزة لحد اليوم رغم ما عليه دول الغرب من تفوق تكنولوجي عظيم، وتقدم طبي هائل، وتمكن من أنواع متعددة من القوة الفعالة والأسلحة الفتاكة،” نووية وكيماوية وبيولوجية وغيرها”.
غلق المساجد وتعطيل الصلوات يحتاج إلى “التروي”
وتحدث رئيس جبهة العدالة والتنمية عن “محاولات الهروب من كورونا” من خلال تطبيق “الحجر الصحي” وذلك لحماية المواطنين، وقال بهذا الشأن: “لجؤوا إلى محاولات الهرب منه بتطبيق الحجر، محاولة منهم لحماية مواطنيهم وحدا النظام في الجزائر حذوهم فلجأت السلطات إلى سلسلة من إجراءات وقائية رغم محدودية الانتشار لهذا الفيروس لحد اليوم”، وأضاف: “ساند هذه الإجراءات العديد من الجهات العلمية وبالغت بعضها فدعت إلى غلق المساجد وتعطيل الصلوات بها دون النظر إلى قدسية الجماعات والجمعة وبلا توري ولا تثبت”.
ويرى جاب الله أن غلق المساجد وتعطيل الصلوات بسبب كورونا يحتاج إلى تروي وتفصيل، وقال: “فأمر المساجد والصلوات فيها ليس كغيره ولا يقاس بغيره، فالصلاة هي أحب الأعمال إلى الله تعالى”- يقول رئيس الجبهة-، مسترسلا: “هي الفريضة التي لا تسقط على المسلم أبدا من ساعة تكليفه إلى الوفاة، وتؤدى في جميع الأحوال والظروف بالطريقة المقدورة، وهي عنوان التحرر من كل عبودية إلا العبودية لله تعالى”.
التعامل مع الصلاة والمساجد يكون بكثير من الحذر والتحفظ
ويؤكد عبد الله جاب الله : “كان السلف الصالح يولي المساجد والصلاة فيها عناية خاصة، وكانوا يحرصون على اللجوء إلى الله تعالى وبخاصة في مناسبات الفزع للتضرع إلى الله تعالى بصفة جماعية وسؤاله المغفرة والرحمة والفرج وقضاء الحاجات، لأنهم يؤمنون أن البلاء لا ينـزل إلا بمعصية ولا يرفع إلا بتوبة”، وقال جاب الله إنه “كان الأولى في مثل هذا الظرف العصيب أن يلجؤوا إلى المساجد يتضرعون إلى الله تعالى بصفة جماعية وفردية ليرفع عنهم هذا البلاء، وكان الأولى أن يتعامل مع الصلاة والمساجد بكثير من الحذر والتحفظ”.
على الأئمة التعجيل في إقامة الصلاة وعدم الإطالة فيها
وتابع رئيس جبهة العدالة والتنمية: “إذا صار الداء ظاهرة عامة أو غلب الظن بأنه سيصير ظاهرة عامة عندئذ يمنع المرضى من الذهاب إلى المساجد، وينصح غيرهم بالتقليل من ذلك أو التقليل من المكوث فيها، وخاصة كبار السن لضعف المناعة عندهم “، داعيا الأئمة بالتعجيل في إقامة الصلاة بعد الأذان وعدم الإطالة فيها، مقترحا غلق المساجد بعد الصلوات إلا بعد المغرب لقصر الوقت بينه وبين العشاء والحرص على تنظيف أماكن الوضوء وتعقيمها المستمر، مشددا على أهمية إحياء سنّة القنوت في الصلوات مع تذكير الناس بالتوبة الصادقة.
تعليق المسيرات الأسبوعية لدفع الضرر
من جهة أخرى، دعا عبد الله جاب الله لتعليق المسيرات الأسبوعية وتوقيف الرحلات والتجمعات مؤقتا في هذه الظروف دفعا للضرر المتوقع وحماية للمواطنين، وقال إن “الوقت وقت مراجعة النفس على ضوء ما أمر الله تعالى به ونهى عنه”.
خديجة قدوار