أعلن، أمس، رئيس مجلس الشورى لجبهة العدالة والتنمية لخضر بن خلاف في تصريح ل«الجزائر «عقب انتهاء الدورة الطارئة للمجلس الشوري للحزب والتي خصصت لتحديد موقف الجبهة من الرئاسيات، أن قرار الجبهة استقر على عدم مشاركة الحزب في هذه الانتخابات الرئاسية بمرشح عنه إلا أنه يظل يتتبع المستجدات والتطورات في الساحة الوطنية لتحديد مسار العملية الانتخابية ونزاهة التصويت وستترك الجبهة، على حد تعبير لخضر بن خلاف، الباب مفتوحا لإمكانية التحالف والتوافق مع أطراف سياسية أخرى خدمة لمصلحة البلاد.
وبهذا يكون رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله قد قرر عدم خوض غمار السباق الرئاسي ل12 ديسمبر القادم وذلك خلال اجتماع الدورة الاستثنائية لمجلس الشورى للحزب، وكان في كلمة افتتاح الدورة قد دعا إلى معاقبة الوجوه والشخصيات ممن تقلدوا المسؤولية في عهد رئيس الجمهورية السابق عبد العزيز بوتفليقة وذلك عن طريق إقصائهم من الترشح للرئاسيات القادمة، كما دعا إلى استئناف الجهد الذي كانت قد بدلت قوى التغير تحت هذا الاسم أو تحت مسمى آخر لتوضيح الرؤى اللازمة، وأكد أن حزبه يعتبر أن المؤسسة العسكرية هي أهم مؤسسة لكن تبقى فرعا من أصل وهو الشعب ويجب أن تكون خادمة للشعب لا متحكمة فيه، و حذر من جانب آخر من محاولة القضاء على «الثورة الشعبية السلمية» لان ذلك سيكون باهظا التكاليف.
و أوضح جاب الله أن ما يجري في الجزائر اليوم هو ثورة شعبية حقيقية، غير أن الإشكال الواقع أن هناك أطرافا لا تريد الاعتراف بأنها ثورة، وقال أنه لو أن الكل مؤمن بذلك لكان هناك توافق في الحلول المناسبة ولما وقع كل هذا الاختلاف والذي يدل على أن المنطلق ليس بواحد، و يرى جاب الله وجود الاختلاف دليل أيضا على الاختلاف في التكييف.
من جانب آخر، هاجم جاب الله وجوه النظام «البوتفليقي» الذين ترشحوا للانتخابات الرئاسية القادمة –في إشارة إلى عبد المجيد تبون، و علي بن فليس دون أن يذكرهم بالاسم- وقال أن حزبه ضد سياسية الإقصاء لكنه ضد ترشح هؤلاء قائلا» نحن نؤمن بعدم الإقصاء لكن نؤمن أيضا أن من قاد الشعب إلى الحطام وقاد البلاد إلى حافة الإفلاس أن يعاقب ويحرم من المشاركة في الرئاسيات و يجب أن يكون ذلك أولى الأوليات».
وقال جاب الله أن حزبه يؤمن بان أهم مؤسسة في الدولة هي المؤسسة العسكرية، و لكنه «يؤمن أيضا أن هذه المؤسسة هي أصل من فرع و أن الشعب هو الأصل و يجب أن تكون هذه المؤسسة في خدمة الأصل و ليس متحكم فيه».
واعتبر جاب الله أنه من الضروري العودة واستئناف قوى التغيير جهدها سواء تحت هذه التسمية أو تحت تسمية أخرى، قائلا:« هناك حاجة ماسة لاستئناف جهد قوي التغيير تحت هذه التسمية أو تحت تسمية أخرى لتدقيق الرؤى اللازمة في الإصلاح التي تكون كفيلة بتحقيق مطالب الشعب المشروعة، تكون ذات نصوص واضحة،و رؤية واضحة ببرامجها ومراحلها و شخصياتها…» و أكد أن حزبه» يؤمن انه من الواجب أن يتواصل مع الآخرون و التعاون مع الأخر لبحث الحلول الأفضل الذي يخدم مطالب الشعب.
ويرى جاب الله إن «الثورة الشعبية» للجزائريين هي ثورة حقيقية و تختلف عن كل الثورات التي شهدها مختلف دول العالم عبر العديد من المراحل التاريخية لأنه ليس لها قيادة يمكن أن تهدد بالسجن، أو فئة محددة إذا ما تغيرت تغير الوضع، بل على العكس هي من دون قيادة و تجمع كل الفئات، و حذر من محاولة القضاء على هذه الثورة لان هذه المحاولة حسبه ستكون تكاليفها باهظة، في الأرواح والممتلكات وعلى كل الأصعدة.
رزيقة.خ
ترك الباب مفتوحا لتوافقات ممكنة:
الوسومmain_post