نفى المكلف بالإعلام لحزب جبهة التحرير الوطني، محمد عماري، أن يكون “الأفلان” يعيش أزمة، مشيرا إلى أن الأمور تسير على أحسن ما يرام من استكمال مسار ترتيب البيت الداخلي وتوطيد الصلة بين القيادة والقاعدة النضالية أكثر والتي هي من الأولويات على عكس الفترة الماضية، ما ساهم –حسبه- في إضعاف الحزب وهو ما تعمل القيادة على تفاديه بالقضاء على كافة الممارسات السابقة.
ويأتي حديث البعض عن أزمة داخل الحزب وذلك بعد لقاء الأمين العام بعجي أبو الفضل مع السفير الفرنسي وما تلا ذلك من حملة انتقادات في الآونة الأخيرة حيث قال عماري في تصريح لـ”الجزائر” : “البعض لم يعجبهم تعافي الأفلان وتجاوزه لمرحلة تشتت الصف واللاشرعية والمضي قدما في ترتيب البيت وذهبوا لشن حملة شرسة على الحزب عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإضعافه متناسين أن الحزب اليوم بجملة الانتقادات التي تطاله لأنه على إطلاع بالأهداف الخفية التي تقف وراء ذلك ولن يلقي لها بالا لأنه سطر أهداف وسياسية لتسيير الحزب وهو ماضي ومركز عليها وهذا هو الأهم بالنسبة له”، وتابع: “الحزب مستقر من الداخل وهناك التفاف حول القيادة ووعي كبير من طرف المناضلين وهذا ما يهمنا”.
في السياق ذاته، قابلت حملة الانتقادات التي طالت حزب جبهة التحرير الوطني عقب استقبال الأمين العام، أبو الفضل بعجي للسفير الفرنسي وتكريمه وابلا كبيرا من بيانات المساندة والدعم من مختلف القواعد النضالية للحزب والتي وصفت ما يتعرض له الحزب بالحملة الشرسة التي تهدف بالدرجة لضرب استقراره وتشتيت صفه وإعادته لنقطة الصفر والإستمرار في سياسة إبعاده عن المشهد السياسي بعد أن تجاوز مرحلة اللاشرعية ويعمل بصفة تدريجية عللا ترتيب بيته واعتبرت أن البعض يعمل على إضعاف الحزب وذلك على مقربة من الاستحقاقات التشريعية.
وأجمعت مختلف المحافظات والقسمات واللجان الإنتقالية في بياناتها على موقف الدعم للقيادة الحالية ولمختلف القرارات المنبثقة عنها ولسياساتها في تسيير الحزب وكافة توجهاتها منذ تزكية بعجي أبو الفضل أمينا عاما شهرماي الفارط، وشددت على ضرورة اليقظة والإلتفاف حول الحزب و تقوية الصف والوقوف ضد ما من شأنه المساس بالحزب وأكدت على أن هذه “الهجمة لن تضر الحزب ولن تضعف الأفلان من الداخل لأن السياسة الحالية للقيادة قائمة على التكامل بين القيادة والقاعدة والعودة لهذه الأخيرة في الأمور والمسائل الخاصة بالحزب.
“الأفلان” ينتظر مضمون قانون الانتخابات
ورفض عماري الخوض في قانون الإنتخابات ولا حتى إعطاء موقفه منه أو تقديم مقترحات الحزب بخصوصه، مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية أعطى تعليمات بتحضير هذا القانون في أقرب الآجال وأن الحزب ينتظر مضمون هذا القانون وقال: “لا حديث عن قانون الإنتخابات الآن ولا موقف أو مقترحاتنا وننتظر الكشف عن مضمونه من طرف اللجنة المكلفة به والأفلان جاهز للإستحقاقات المقبلة”.
مرحلة ثانية في عملية تنظيم الهياكل
وكشف عماري أن عملية التنظيم على مستوى الهياكل لا تزال مستمرة وهو الأمر الذي شرع فيها الحزب بغية ضخ دماء جديدة وتفعيل الهياكل، مشيرا إلى أن الأمر ليس تطهيرا مثلما ذهب البعض في وصف العملية بل ضخ دماء جديدة لمواكبة المستجدات المرحلة.
هذا وكان الأمين العام، بعجي أبو الفضل، أعطى مؤخرا الترخيص لعدد من مكاتب اللجان الانتقالية للمحافظات للقيام بتدعيم مكاتب القسمات واللجان الانتقالية للقسمات وإجراء تغييرات عليها بغرض إعطائها فعالية أكبر لمسايرة الديناميكية والحيوية التي تعرفها المحافظات واللجان الانتقالية للمحافظات ومكاتب المحافظات واللجان الانتقالية التي تلقت الضوء الأخضر للقيام بتعديلات على مكاتب القسمات هي غرداية و الحجار وخميس مليانة.
وتعد هذه العملية هي المرحلة الثانية من خطة عمل الأمين العام للحزب في قطاع التنظيم والهياكل بعد أن شهدت المرحلة الأولى تعديلات وتغييرات في أغلب المحافظات واللجان الانتقالية للمحافظات تم فيها تصحيح الاختلالات النظامية وضخ دماء جديدة من الشباب والكفاءات.
تعليمات للمحافظات والقسمات بتشكيل لجان شباب في ظرف أسبوع
في السياق ذاته، وجهت قيادة الحزب عبر عضو المكتب السياسي، محمد سي فضيل، المكلف بالشباب تعليمة للمحافظات والقسمات طالبت فيها بضرورة تشكيل لجان شباب على مستواها وإرسال القائمة الاسمية وحاضر التنصيب في ظرف أسبوع.
وجاء في مذكرة الحزب أمس الإثنين: “في إطار تفعيل عمل لجان الشباب على مستوى المحافظات والقسمات نطلب من سيادتكم تشكيل لجنة شباب على مستوى المحافظات والقسمات حيث يكلف المحافظ أو رئيس اللجنة الإنتقالية بالتنسيق مع عضو مكتب المحافظة المكلف بالشباب بتنصيب هذه اللجان والتي يتكون عدد أعضائها 15 عضوا على الأقل بالنسبة للمحافظات و 10 أعضاء بالنسبة للقسمات”.
كما طالب الحزب بموافاته بمحاضر التنصيب الخاصة بهذه اللجان مرفقة بالقائمة الاسمية تحمل المعلومات الشخصية للأعضاء وأرقام هواتفهم في أجل أقصاه أسبوع.
زينب بن عزوز