انخرطت جبهة المستقبل في “مبادرة القوى الوطنية للإصلاح” على الرغم من أنها كانت السباقة لطرح مبادرتها السياسية يوم 3 ماي الفارط، وهي المرّة الأولى التي تنضم فيها هذه التشكيلة للمبادرة والتكتل المكون من أحزاب وشخصيات ومنظمات من المجتمع المدني بعد رفضها لكافة المبادرات التي عرضت عليها في السابق.
كشف المكلف بالإعلام في جبهة المستقبل، رؤوف معمري، في تصريح لـ”الجزائر” أن “تشكيلته السياسية هي طرف في مبادرة القوى الوطنية للإصلاح وهذا بعد اقتناعها خلال مرحلة المشاورات بهذه المبادرة التي تهدف لتشكيل فضاء للنقاش والعمل السياسي بين كافة الفاعلين السياسيين وغيرهم والمساهمة في خدمة البلاد بنسيان الخلافات والمصالح الضيقة التي لم يعد لها مكان في جزائر اليوم” والتي هي بحاجة – على حد تعبيره – لالتفاف الجميع حول المصلحة العليا للبلاد بالنظر لما تعيشه الجزائر في الداخل من ظروف وما يحيطها على الحدود من وضع غير مستقر يقتضي اليقظة الدائمة وتابع قائلا: “جبهة المستقبل منذ نشأتها تبنت لغة الحوارمع الجميع وسيما إذا كان الهدف هو مصلحة البلاد وخدمتها بعيدا عن أي مصالح شخصية أو أهداف خفية.. قبلنا العديد من دعوات الحوار في السابق وتلقينا انتقادات حول ذلك غير أنني اؤكد أن جبهة المستقبل ستكون حاضرة في أي مبادرة يكون هدفها الأسمى هو خدمة البلاد”، وأضاف: “اتصلت بنا حركة البناء الوطني وتم عرض علينا مقترح بلورة مبادرة سياسية من أجل صالح البلد وأريد التذكير أنها مبادرة ليست لحركة البناء الوطني بل كانت نتاج مشاورات بين الأحزاب السياسية والشخصيات ومنظمات المجتمع المدني وكان لجبهة المستقبل اجتماعين في هذا الخصوص لغاية بلورة مشروع “مبادرة مبادرة القوى الوطنية للإصلاح” والتي سيتم الإعلان عنها للإعلام يوم 11 أوت”، وأشار إلى أن الجميع يتساءل عن انضمام جبهة المستقبل لهذه المبادرة وهي التي كانت السباقة لطرح مبادرة خاصة بها شهر ماي الفارط، ومآل هذه الأخيرة بحيث أكد أنه لم يتم التخلي عن مبادرة: “من أجل تشكيل جبهة وطنية مفتوحة للجميع لمواجهة التحديات والتمسك بثقافة الدولة دعما لمسار البناء الوطني بمؤسسات دستورية قوية” بل أرضيتها موجودة ولا تزال قائمة وسيتم دمجها مع المبادرة الحالية بالنظر لعديد نقاط التشابة وقال: “نحن لم نتخلى عن مبادرتنا وهناك نقاط مشتركة بين المبادرتين ولهذا انخرطنا في مبادرة القوى الوطنية للإصلاح”.
وعن جدوى هذه المبادرة السياسية في الوقت الحالي بالنظر لسابقاتها والتي كان مآلها الفشل، رد معمري “سنوفر لها كافة ظروف النجاح ولا يمكن مقارنتها مع المبادرات السابقة والتي جاءت في بيئة مغايرة للحالية فنحن في الجزائر الجديدة والجميع يريد الحوار والمساهمة في بناء جزائر اليوم كل من موقعه نحن بادرنا وننتظر النتائج الإيجابية من ورائها”.
وكانت جبهة المستقبل من الأحزاب السياسية السباقة لطرح مبادرة على الساحة السياسية يوم 3 ماي الفارط، تحت مسمى “مبادرة وطنية من أجل تشكيل جبهة وطنية مفتوحة للجميع لمواجهة التحديات والتمسك بثقافة الدولة دعما لمسار البناء الوطني بمؤسسات دستورية قوية ” وكان من المنتظرأن تكشف عنها بعد عيد الفطر المبارك غير أن الأمورتأجلت وظلت الأمورالمتعلقة بها حبيسة الأدراج إلى حين قرار الحزب الإنخراط في مسعى المشاورات الذي طرحته حركة البناء الوطني الذي أفضى لطرح “مبادرة القوى الوطنية للإصلاح”.
وتجدر الإشارة إلى أن حركة البناء الوطني أعلنت الخميس الماضي، عن إطلاق “مبادرة القوى الوطنية للإصلاح” لتكون “إضافة إيجابية وقوة اقتراح لتجسيد إصلاحات حقيقية عميقة تحقق الإرادة الشعبية في التغيير” وسيتم كشفها للساحة الوطنية يوم 11 أوت .
وأشارت الحركة إلى أن الهدف منها “بناء إطار للقوى الوطنية النزيهة الوفية للثوابت الوطنية المؤمنة بالتحول الديمقراطي الآمن والمسار الدستوري وحماية مكتسبات الحراك الشعبي وتجسيد تطلعاته وضمان تحصين هوية الأمة وتعزيز الوحدة الوطنية ودعم المكاسب الديمقراطية وحماية النسيج المجتمعي الوطني وتعزيز تماسكه وتجريم محاولات تمزيقه وكذا المبادرة بإجراءات ناجعة للتكفل بالوضعية الاجتماعية للمواطن وتبعات الأزمة الصحية جراء وباء كورونا وإنعاش الاقتصاد الوطني”.
واعتبرت أن القوى الوطنية النزيهة والوفية لتطلعات الشعبي وبعد جهود ومساعي ولقاءات وورشات عمل شاركت فيها مكونات فاعلة في الساحة الوطنية أعلنت عن إطلاق هذه المبادرة لازالت مفتوحة أمام مكونات الساحة الوطنية”.
زينب بن عزوز