جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
دعا الباحث في علم الفيروسات، محمد ملهاق إلى “عدم التهوين والتهويل” فيما يتعلق بمرض “جدري القرود” لاسيما في ظل المعطيات العلمية الحالية، والتي تؤكد أنه من عائلة الجدري وهو مرض معروف ومعروفة أعراضه وطرق العلاج منه، وكشف بالموازاة مع ذلك بأن منظمة الصحة العالمية أكدت أن 85 بالمائة من الملقحين من الجدري لديهم مناعة من الإصابة بجدري القرود.
وأضاف ملهاق، لدى نزوله أمس ضيفا على منتدى “الشعب أون لاين” أمس، أن “جدري القرود من نفس عائلة الجدري المعروفة ويعد أقل خطورة منه وأن فترة حضانته هي من يوم واحد إلى 6 أيام، لتظهر بعدها الأعراض هذه الأخيرة التي قال إنها تمر عبر مرحلتين الأولى المسماة بالغزو والتي تصاحبها حمى وأوجاع كبيرة في العضلات، وفي الظهر وصداع كبير للرأس وتضخم في الغدد الليمفاوية”.
أما المرحلة الثانية التي أكد الدكتور ملهاق بأنها فترة الطفح الجلدي بظهور البثور والحويصلات التي فيها بثور، وأكد في السياق ذاته، أن اكتشاف هذا المرض يكون بظهور هذه الأعراض أو عن طريق إجراء تحليل PCR.
وأضاف “الجميع يتساءل هل لجدري القرود لقاح أو دواء؟ فالشفاء تلقائي بعد 14 أو 15 يوما من ظهور أعراض المرض وينبغي التذكير بأن الأمر مرتبط أيضا بمناعة الشخص، ونطمئن بأنه وحسب الأبحاث الجينية التي أجريت فإن عدد حالات الإصابة الآن مشابهة لتلك التي ظهرت سنة 2018 في بريطانيا وفلسطين وسنغافورة”.
وتابع “بعض الدول شرعت في حملة تلقيح ضد جدري القرود مستعملة في ذلك لقاح الجدري”، ولم يستعبد ملهاق ظهور حالات الإصابة بجدري القرود في الجزائر، بالنظر لكونها ليست معزولة عن العالم، مستشهدا في ذلك بفيروس كورونا الذي اكتشفت أول حالة منه في مدينة ووهان الصينية غير أن العدوى انتقلت ومسّت العالم بأكمله بما فيها الجزائر.
هذه الفئات الأكثر عرضة للإصابة
وعن الفئات الأكثر عرضة للإصابة بجدري القرود، ذكر ملهاق، هي الفئات التي لديها جهاز مناعي ضعيف وأصحاب الأمراض المزمنة وحتى الأطقم الطبية عند تشخيصهم لحالات الإصابة”، وأضاف “الأطفال أيضا هم الأكثر عرضة ونسبة الوفيات لديهم تكون أكبر”.
تلاقي كورونا مع “جدري القرود”.. هل هناك خطورة؟
واغتنم المتحدث ذاته، الفرصة للحديث عن فيروس كورونا بالتأكيد على أن هذا الوباء “لا يزال موجودا على الرغم من حالة الإستقرار التي تعيشها البلاد بالنظر للحصيلة اليومية الإيجابية بتسجيل عدد قليل من الإصابات وغياب لعدد الوفيات وحالات الإستشفاء”.
وأشار بالموازاة مع ذلك بأن بلادنا تعيش اليوم الإستقرار الحذر وأن كل الإحتمالات واردة بالمقارنة مع الوضعية الوبائية العالمية في بعض الدول.
وقال في هذا الصدد “صحيح تعيش الجزائر وضعية وبائية مستقرة، ولكن هذا الإستقرار لا يعني التراخي ونسيان الإجراءات الوقائية، فالجميع يشاهد الوضعية الوبائية العامية وكيف أن بلدانا لجأت لتشديد الإجراءات الوقائية وهناك من يعيش الموجة السادسة”.
وتابع في السياق ذاته “الإستقرار الذي نعيشه حذر ولسنا في منأى عما يحدث في العالم وكل الإحتمالات واردة بما فيها موجة جديدة من فيروس كورونا وهذا الكلام ليس تهويلا بل مبني على معطيات علمية”.
وعن مدى خطورة التلاقي بين فيروس كورونا ومرض جدري القرود، رد ملهاق قائلا: “لقد كسبنا تجربة وخبرة في التعامل مع فيروس كورونا حتى مع ظهور المتحورات الجديدة والإجراءات الإستباقية التي اتخذتها السلطات منذ بداية الجائحة أثمرت بإيجابية وجعلتنا في وضعية استقرار”.
وأضاف “مرض جدري القرود نعرفه لأنه من سلالة الجدري المعروفة أعراضه حسب المعطيات العلمية الحالية والتي تؤكد أنه نفسه ومن العائلة ذاتها”.
وأكد الباحث في علم الفيروسات أنه من “المعروف عن جدري القرود بأنه مستقر وثابت بالمقارنة مع كوفيد -19 المتحور وأقل خطورة من كورونا”.
وتجدر الإشارة إلى أن معهد باستور أكد في بيان له أول أمس، عدم تسجيل أو تأكيد أي حالة إصابة بمرض جدري القرود أو حالة مشتبه بها إلى غاية اليوم بالجزائر، لافتا إلى أنه سيعلم عن أي معلومة جديدة تخص هذا الموضوع عبر موقعه الالكتروني www.pasteur.dz وصفحته الرسمية على الفايسبوك.
زينب. ب