– لا مناص من المعالجةِ المسؤولةِ المُنصفةِ والنزيهة لملف الذاكرة والتاريخ
أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أن التطلع لبناء جزائر صاعدة يستوجب إعادة الاعتبار لقيمة الجهد، العمل والحرص على تعزيز الأمن القومي والسهر على وحدة الصف وتعميق الشعور بالواجب الوطني والاضطلاع بالمسؤوليات على أتم وجـه، في مختلف القطاعات، وفي كل المواقع تجاه الأمة والوطن.
وذكر رئيس الجمهورية بمناسبة إحياء ذكرى الـ 60 لعيد النصر، أمس: “إنَنا ونحنُ نعيش مع العالم في هذه الظُّروف الخاصة الـمعقَّدة مُتغيِّـراتٍ إقليميــــةٍ ودوليــــة حاسمـة، نُؤكِّدُ أَنَّ تَطلُّعَنا إلـى بنــــاءِ جزائرَ صاعدةٍ، يَسْتوجِبُ إعادةَ الاعتبارِ لقيمة الجهد والعمل، والحرصَ على تعزيز أمنِنا القومي بتَعَدُّدِ جوانبه وفي كُلَ أبعاده، من العوارضِ والطواريء المحتمَلَة، والسَّهرَ على وحدة صَفِّنا، وتكاتُفِ جُهودنا، وتعميق الشُّعُور بالواجِبِ الوطني، والاضطلاع بالـمسؤوليات على أتمِّ وجـه، فـي مختلف القطاعات، وفي كُل المواقع تجاه الأمة والوطن. واعتبر الرئيس تبون أن إعلان وقف إطلاق النار بعد مفاوضاتِ إيفيان كان نصرا وإيذانا بدحر ظُلْمِ وظَلاَمِ المُعتدين.
وجاء في الرسالة: “نحتفل بمرور ستين سنة على يوم وطني تاريخي، خلدته تضحيات الشعب الجزائري وقوافل الشهداء الأبرار رمزا للنَصرِ، وللخلاص مِن هيمنةِ الاستعمارِ البغيض فَلقدْ كان إعلانُ وقفِ إطلاقِ النار، بعد مفاوضاتِ إيفيان، نَصْرًا وإيذانًا بدَحْر ظُلْمِ وظَلاَمِ المُعتدين على أَرْضِنا الطاهرة، الذين رَاوَدَهم وَهْمُ مَسْخِ هُويتِنا، وطَمْسِ حضارتِنا وثقافتِنا وتُراثِنا، فَخَابُوا أمامَ إرادةِ شعبٍ حُرٍّ ومُصمِّمٍ على البقاء حرًا أصيلا”.
وأضاف: “إن هذه اللحظةَ التاريخيةَ في مسيرةِ الأُمَّةِ المُظفَّرة، ما كانتْ لتكون بذلك الصدى الـمُدَوِّي العظيم الـممتدِّ إلى أصقاع الدنيا، لَوْ لم تَكُن تَتْوِيجًا سَاطعًا، لثورةٍ ملحميةٍ مجيدة، ومُحصِّلةً حتميةً، لِتَضحياتٍ سَخيَّةٍ مريرةٍ، تَوالتْ مُنذ أنْ وطأَتْ أقدامُ المستعمر أَدِيمَ وطننا المفدى، عَبْر مقاوماتٍ شعبيةٍ بطولية، ترسَّختْ في سِجِّلاتِ الذَّاكِرة والتاريخ، لتَسْتلهِمَ منها الأجيالُ – اليومَ وغدًا – الوفاءَ للشهداء، وتَبْعثَ في نُفُوسِ شَبَابِنا الهِمَّةَ والنَّخْوةَ، وإرادةَ البِنَاءِ والنماء.”
وأكد رئيس الجمهورية، أن “جرائم الاستعمارِ البشعة، لن يطالَهـا النسيان ولن تَسقُــطَ بالتقـادم إذ لا مناص من المعالجةِ المسؤولةِ المُنصفةِ والنزيهة، لملف الذاكرة والتاريخ في أَجْواءِ المصارحة والثقة”، وجدد التأكيد أن “هذه المَسألةٌ ستظلُّ في صلب اهتماماتِنا”.
وأشار أيضا، إلى أنه “لا مناص من المعالجة المسؤولة المنصفةِ والنزيهة، لملف الذاكرة والتاريخ في أَجواء المصارحة والثقة”.
وذكر في رسالته: “لقد أشرقتْ في سماءِ الجزائر المجاهدة في ذلك اليوم تَباشيرُ النَّصر..واسْتمد منها الشعبُ الجزائري القوةَ والعزيمةَ، لمجابهةِ آثارِ دَمارٍ وَاسِعٍ مَهُول..وخَرابٍ شَامِلٍ فَظِيعْ، يَشْهدُ على جرائمِ الاستعمارِ البشعةِ، التي لن يَطالَهـا النسيانُ، ولن تَسقُــطَ بالتقـادم، إذ لا مناص من المعالجةِ المسؤولةِ المُنصفةِ والنزيهة، لملف الذاكرة والتاريخ في أَجْواءِ المصارحةِ والثِّقةِ، وفي هذا المنحى أُجدِّدُ التأكيد أن هذه المَسألةٌ ستظلُّ في صُلب اهتماماتِنا.”
وتابع “وسَنُواصِل بدون هوادة، وبِلا تفريطٍ، استكمالَ مساعينا بالإصرار على حقِّ بلادنا في استرجاعِ الأرشيف، واستجلاءِ مصير الـمفقودين أثناء حرب التحرير الـمجيدة، وتعويضِ ضحايا التجارب النووية وغيرها من القضايا الـمتعلقة بهذا الملف صَوْنًا للأمانة، وحِفْظًا لوديعةِ الشهداء الأبرار”.
واعتبر الرئيس تبون بأن الاحتفاء بهذه المناسبة التاريخيةِ الـمتجدِدة وغيرها من أعيادنا الوطنية، يعيد إلى أَذْهانِنا تضحيات الشجعان الأبطال الذين تدافعوا إلى جبهات القتال، في الجبال والأحراش والأودية فَعانوا وتحمَلوا – بعزَة ومجد – مَشاق طريقِ الحرية والكرامة .
وذكر: “ولأنَّ لِلْجزائرياتِ والجزائريين صلةَ الأبناءِ والأحفاد بأولئك الأمجاد الأفذاذ، وبالإرثَ التاريخيّ العظيم للجزائر، فإنهم أَحْرَزُوا بذلك أَسَاسًا صَلبًا، تَقُومُ عليه اليوم الدَّولةُ الوطنيةُ المستقلة، التي صَمَدَتْ وانْتَصرتْ بمرجعيةِ نوفمبر، أمام الهزَّاتِ والمِحَنِ، وهي اليومَ مُدْرِكةٌ للتحوُّلاتِ العميقةِ على الصَّعيدِ الإقليمي والدولي، وتَتَّجِهُ في كَنَفِ الأمنِ للعمل عَلَى تَهْيِئَةِ الأسبابِ الْتِي تَحْفظُ للجزائرِ مكانتَها وموقعها في سياقٍ عالميٍ، تَطبعُه التقلُّبات والاضطرابات، وفي عالمٍ لَنْ يَكونَ في المستقبل، بِنَفْسِ التأثيـرات التي تَحكَّمَتْ منذ عُقُود فـي العلاقـاتِ الدوليـة، ولا بِنَفْسِ مُرتكزات التوازناتِ السِّياسية والاقتصادية العالـمية.”
زينب. ب