أشاد القيادي السابق في حزب جبهة القوى الاشتراكية جمال زناتي مطولا بالحراك الشعبي بالتأكيد أنه دليل وعي الشعب الجزائري رافقته السلمية و الحضارية التي طبعت مسيراته عبر أربع جمعات متتالية عبر مختلف ولايات الوطن داعيا للحفاظ على سلمية و عدم الانسياق وراء أية إنزلاقات من شأنها أن تنهي و تفشل هذا الحراك التاريخي المنظم والحضاري كما شدد على ضرورة تعزيز الحراك وتوسيعه.
وقال زناتي لدى نزوله أمس ضيفا على منتدى جريدة ليبرتي أمس :” إن جزائر الغد ستولد من الشارع و ستحض بالشرعية لأنه تم احترام الإرادة الشعبية وتم الاستماع لكلمة الشعب التي غيبت لسنوات و أشدد على المحافظة على الطابع السلمي وأحذر من اللجوء إلى العنف لتجسيد المطالب لأن ذلك سيكون ضد المسار الحضاري الديمقراطي للحراك وسيكون فرصة سهلة وبوابة للانشقاقات والصراعات والنظام يتعنت وعلى المتظاهرين التحلي باليقظة والحذر وتعميق الديناميكية.”
وفي الوقت الذي يرفض الشعب الجزائري للمثلين له في الحراك الشعبي و الإبقاء على طابعه الشعبي بعيدا عن زعامات وقيادات ابرز زناتي أنه من غير المعقول أن يبق الحراك الشعبي دون ممثل له للحوار وهو الذي من شأنه إيصال الصوت و شرح المطالب و التفاوض حتى على المرحلة المقبلة والاتفاق على عريضة مطالب يتممن خلالها محاورة السلطة و الجلوس لطاولة الحوار معها و ذكر” الحراك الشعبي السلمي المتواصل يجب أن يخرج من دائرة الخروج للشارع و رفع اللافتات لمرحلة أخرى أكثر أهمية وهي تعيين ممثلين لهم ووضع أرضية مطالب واضحة أن ينظم نفسه ويختار ممثليه ثم علينا ان نتفق على اقتراحات ومبادئ جدية ولا نضع على طاولة الحوار معطيات ندرك من قبل أنها سترفض من الطرف الأخر” و تابع في السياق ذاته :” لابد من قنوات للحوار بين الشعب والسلطة للخروج من المأزق الذي تتخبط فيه البلاد اليوم ولا بديل للحوار .”
وأبرز القيادي السابق في حزب جبهة القوى الاشتراكية أن العهدة الخامسة للرئيس هي بمثابة الجرعة التي أفاضت الكأس وجعلت الشعب يخرج للشارع ليس ضد هذه الأخيرة بل بمغادرة النظام بأكمله وغيرها من الشعارات التي لخصت العديد من الأمور التي كانت تتخبط فيها البلاد من فساد نخر كافة القطاعات مشددا على إنجاح الحراك الشعبي سيما و أنه أصبح اليوم محط أنظار العالم وقال :”العالم بأكمله يراقب ويتابع الجزائر وليس من حقنا أن نخطأ أو أن نخيب آمال الأجيال الصاعدة “.
وفي السياق ذاته أكد أن السلطة الحالية هي اليوم في عزلة و أنه بداية من 28 افريل المقبل، ستدخل الجزائر في مرحلة غير دستورية في حال عدم انسحاب الرئيس الحالي بوتفليقة مؤكدا أن هذا الأخير مطالب بالانسحاب وتجسيد بعدها ما هو موجود في الدستور بإعلان حالة شغور الرئاسة و تنفيذ البنود المتعلقة بهذه الحالة للدخول في الشرعية و قال :”السلطة وأعوانها في حالة عزلة … فلا تقلقوا و تابع “فكل مبادرة من شأنها تحقيق تطلعات هذا الشعب على أصحابها أن يطرحوها بشفافية وليس في الظل”.
ولم يفوت الفرصة ليوجه انتقادات لحزب جبهة التحرير الوطني بطبعته الحالية و قال ” الأفالان هو عبان، بوضياف وأيت احمد والجبهة هي ملك جميع الجزائريين. والشعب هو الوحيد الذي يقر استمرار الجبهة أو حلها.”
“على المعارضة أن تلعب دورها”
وحضرت المعارضة في خرجة زناتي أمس بحيث دعاها لطي صفحة خلافاتها ورص صفوفها من أجل مصلحة الوطن والعمل على إسترجاع دورها الحقيقي وأن تكون لها اليوم بصمة في ظل ما تشهده الجزائر اليوم من حراك عن الحوارات العقيمة حول المبادرات التي هي بالدرجة الأولى خدمة لمصالح حزبية بحثة وقال :”على المعارضة الاجتماع لتسترجع مكانتها في الساحة والاتفاق على كيفية الإجماع على طريقة ترفع بها مطالب الشعب إلى السلطة” وأضاف في السياق ذاته:” على المعارضة اليوم أن تضح في حسبانها اليوم أن الحوار اليوم يكون على مصلحة البلاد وليس على المبادرات السابقة التي كانت تروج لها في وقت سابق والتي كانت عقيمة في الأساس فالحوار اليوم محوره الأساسي ” مصلحة البلاد و ليس “المبادرات العقيمة” وهذه الأحزاب عليها أن تستغل هذه الوضعية ليس لتحقيق أهدافها الضيقة بل العمل على مصلحة المواطن.”
زينب بن عزوز