أكد الهاشمي جعبوب، وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، للمدراء والمفتشين الولائيين، إن “مناصبهم ليست إرثا لهم وأنهم ملزمون بإتباع الضوابط والمعايير المهنية والتقيد بتوجيهات السلطات العمومية الرامية إلى تعزيز القانون والشفافية”، وشدد على أهمية التكفل الأمثل بالمواطنين وبانشغالاتهم والإصغاء إلى تظلماتهم، وبالمقابل تحدث جعبوب عما أسماه بـ” قوى خفية أو الثورة المضادة” قال إنها تعمل على عرقلة النمو الاقتصادي من خلال تعطيل المشاريع الاستثمارية.
وأوضح جعبوب خلال افتتاح أشغال الملتقى الوطني للمدراء الولائيين للتشغيل والمفتشين الولائيين للعمل بالقول: ” ..بإعتباركم في صلب العملية الإجتماعية بالنظر إلى تزايد إختصاصات الموكلة إليكم نتيجة توسع مجال تدخلكم وتعدد المطالب المترتبة عن بروز أنماط وأشكال جديدة من علاقات العمل وما يترتب عنها من مشاكل ونزاعات جديدة “، وشدد الوزير على أهمية تعزيز آليات الرقابة من خلال تكثيف عمليات التفتيش والتنسيق مع مختلف المتدلخين من داخل وخارج القطاع والسهر على مدى تطبيق التشريع والتنظيم المعمول بهما في هذا المجال في إطار إرساء مبادئ الأسياسية للإدارة الرشيدة و الفعالة وفرض القانون “.
وأرفد وزير العمل قائلا:” يتوجب عليكم أيضا مواكبة التحولات و التحديات على المستوى المحلي ووضع استراتيجيات وقائية جديدة وإعتماد أساليب عمل مبتكرة في هذا الشأن “، وأضاف:” لن يتأتى ذلك إلا بالإعتماد على أفضل الممارسات الكقيلة بإيجاد حلول فعالة للمشاكل و الصعوبات التي قد تفرزها الوضعيات الصعبة المستجدة خاصة في الوضع الراهن القائم حاليا في ظل وباء كوفيد19 “.
وعبر الوزير دعمه الكامل لأبناء قطاعه نظير المجهودات يبذلونها يوميا رغم الإكراهات التي قال إنهم يواجهونها في الميدان ، ومؤكدا بالقول:” إنني سأتصدى وسأكون صارما في محاربة كل مظاهر وأشكال الممارسات السلبية لا سيما التماطل والتخاذل والتقاعس في أداء المهام المنوطة بكم ومظاهر الفساد المالي والأخلاقي والتصرفات البيروقراطية التي استفحل أمرها وجب قطع شأفتها اليوم قبل الغد “.
يخاطب المدراء الولائيين: “سنعمل على تعزيز صلاحياتكم ومهامكم ..”
ودعا وزير العمل التحلي بالإنظباط في خدمة الوطن وفي خدمة الجزائر وفي خدمة المواطن ، وشدد على أهمية الإلتزام بالضوابط والمعايير المهنية والتقيد بتوجيهات السلطات العمومية الرامية إلى تعزيز القانون والشفافية والتكفل الأمثل بالمواطنين وبانشغالاتهم والإصغاء إلى تظلماتهم وحسن استقبالهم وتوجيههم، وأضاف:” باعتباركم أعضاءا في بالمجالس التنفيذية الولائية كلامي موجه للمديرين ..أنتم ملزمون بتنفيذ سياسية القطاع بكل عزم والحزم المطلوبين دون تراخ أو تهاون وبكل كفاءة و الإنضباط المطلوبين “، وخاطب للمديرين بالقول:” سنعمل على تعزيز صلاحياتكم ومهامكم ..أنتم مدراء التشغيل الولائيين لمتابعة تنفيذ مبادئ الحكامة التي تستهدف عقلنة تسيير الموارد المالية والبشرية في كل الهيئات التابعة للقطاع وتعزيز التكامل و التناغم المنشودين لاسيما في مجال النهوض بالتشغيل المنتج وتوسيع الحماية الإجتماعية والتغطية الصحية “.
واستطرد وزير العمل قائلا:” يتوجب عليكم أيضا أنتم إطارات القطاع على المستوى المحلي العمل على ضمان المناخ الإجتماعي السليم والدائم والمشجع على الاستثمار قصد بلوغ تنمية إقتصادية مستدامة قادرة على إحداث فرص عمل وافرة للتشغيل وإعتماد آليات ناجعة لتسيير سوق العمل”.
“سيتم تقييمكم حسب أدائكم ونتائج عملكم”
وأعرب عن استعداده الدائم للإصغاء لكم ولانشغالاتكم بخصوص القضايا المتصلة بالتشغيل والعمل والضمان الإجتماعي وغيرها مما تطلعون به ميدانيا ..سأعمل بكل حزم للقضاء على الإنفصام الواقع بينكم كمديرين ولائيين وبين مصالح الهيئات التابعة للقطاع “، وجدد تعهده بأن كل الإطارات المركزية بإعتبارهم هيئة أركان الوزارة سيكونون تحت تصرفكم لمساعدتكم ومرافقتكم ودعمكم وحمايتكم في أداء مهامكم دعما كاملا غير منقوص من أي ضغوطات قد تعرضون لها أو إكراهات قد تواجهونها ..سيتم بالمقابل تقييمكم بحسب أدائكم ونتائج عملكم”.
“سأعمل على تطوير أنماط التسيير في القطاع”
وقال:” سأعمل شخصيا على تطوير أنماط التسيير في القطاع من خلال متابعة أكبر ومراقبة صارمة ومستمرة لأداء كل الإطارات على المستوى المركزي والمحلي قصد تحقيق نتائج ملموسة لترقية الخدمة العمومية واسترجاع ثقة المواطن في دولته”، منوها بالنقلة النوعية التي قال إنها وقعت في الأسبوعين الماضيين على مستوى الإدارة المركزية بوزارة العمل والشغل حيث لمست جدية كبيرة لدى المسؤولين المركزيين على مستوى الوزارة ونقلة نوعية في آداءاتهم وأرجوا أن يكونوا قدوة لكم لتفعيل آداءاتكم ..ولن أتسامح مع المتخاذلين والمتقاعسين الذين لا يبادرون بمساهماتهم الناجعة ميدانيا ..جميعنا في خندق واحد”.
“إيجاد مناصب عمل دائمة للبطالين تحدٍ حقيقي لنا جميعا”
وأشار الوزير إلى ظاهرة البطالة، في قوله:” إن إحصاء عدد البطالين من صلب مهامنا ومهامكم ومسؤوليتنا جميعا”، مؤكدا على “أهمية إيجاد مناصب عمل دائمة لهم ..ذلك هو التحدي الحقيقي لنا جميعا كحكومة وكوزارة مكلفة بالعمل والتشغيل”، وأضاف:” إن خلق مناصب عمل مرتبطة إرتباطا بالوضع الإقتصادي للبلاد وهذا ما يستدعي استنفار كل القطاعات الوزارية المعنية أجل دفع عجلة التطور الإقتصادي قدما وخلق مناصب عمل لشبابنا ..إن أولى عمليات الإصلاح الإقتصادي الخلاق لمناصب العمل يكمن في تحرير الإستثمار من ظلم الإدارة والبيروقراطية “.، متأسفا لوجود مشاريع استثمارية من شأنها خلق آلاف مناصب العمل للشباب معطلة لأسباب بيروقراطية بحثة – حسبه- .
“لم نسجل أي تحسن للأوضاع وكأن هناك قوى خفية تدفع بالشباب نحو اليأس”
وقال جعبوب:” لم نسجل ولحد الساعة أي تحسن للوضع ..ما زالت المشاريع الإستثمارية تعاني في أدراج المسؤولين المحليين من البيروقراطية والتكاسل ..وكأن هناك قوى خفية أو ثورة مضادة تعمل على عرقلة النمو الإقتصادي وحرمان آلاف من أبناء الوطن من مناصب عمل تضمن لهم العيش الرغيد والرفاه في وطنهم وتدفع بهم نحو اليأس”، مؤكدا أن وزارة العمل ستحارب البيروقراطية بلا هوادة لتحرير الفعل الاستثماري من العراقيل”، وأضاف:” ستعمل الوزارة على حماية المؤسسات القائمة من خطر الإفلاس جراء الوضعية الوبائية الحالية وجراء تخلي البنوك عن تمويلها”.
“أريد منكم أن تكونوا جنودا مجندين ..”
وأضاف:” إنكم مدعوون لمراجعة أدائكم والتأقلم مع متطلبات الظرف الراهن ..”، وشدد على أهمية أن يكونوا قدر المسؤولية ..إنكم تمثلون الخط الأمامي للوزارة وسندها القوي”، وأكد على أهمية تحسين الخدمة العمومية ، لافتا :”..أريد منكم أن تكونوا جنودا مجندين ..”، مذكرا :” المناصب النوعية من المديريين التنفيذيين ومفتشين جهويين ومفتشين ولائيين ..هذه المناصب التي أوكلت لكم ليست إرثا لكم ولا مكسبا إجتماعيا كسبتموه ..بل هي تكليف وتشريف من طرف دولتكم والمحافظة على هذا المنصب تستدعي منكم جميعا أن تكونوا أصحاب بمبادرة “، وأضاف:” البقاء للأصلح وقد أعذر من أنذر “.
الدستور محطة مفصلية في تأسيس “جزائر جديدة”
وفي سياق مغاير قال وزير العمل:” الدستور محطة مفصلية في تأسيس جزائر جديدة تكرس دور المجتمع المدني في صناعة السياسيات العمومية ومراقبة تنفيذها “، وشدد على أهمية المساهمة الفعالة في تنفيذ سياسيات القطاع “.
خديجة قدوار