نظمت جمعية نادي “الكلمة” للثقافة والأدب، أول أمس جلسة تكريم للصحافي الكاتب والخطاط الفنان، أحمد فريد الأطرش، وذلك في القاعة الكبرى للمكتبة الوطنية بالحامة، حضرها عدد من أصدقائه، وزملائه ممن رافقوه في مهنة المتاعب، على غرار: الشاعر الكبير سليمان جوادي، والإعلامي المخضرم الأستاذ خليفة بن قارة، محمـد فراد أرزقي، مشري بن خليفة، سعيد مقدم، جمال غلاب، صادق سلايمية، أحمد ختاوي… وغيرهم.
وكانت الفرصة مواتية للمشاركين، حيث أضاء المتدخلون الذين تداولوا على منصة الشهادة، زوايا، ربما لم تكن معروفة من شخصية فريد الأطرش، ولكنهم أجمعوا على احترافية الرجل في الكتابة، مما أكسبه مصداقية لم تحز عليها، إلا قلة قليلة من الصحافيين، مشيدين بطيبته وأخلاقه العالية، وارتفاع منسوب حب الآخر لديه، وغضبه الشديد في الحق، والذي يستحق أعلى أوسمة التكريم، لن تذكره الصحافة فيمن تذكرهم فقط، إنما سيذكره كل أولئك المواطنين، الذين لا يُعرَف لهم عنوان، والذين ساهم في حل مشاكلهم التي كانت تدفعهم دفعا إلى اليأس من الحياة في ظل استقلال، حرمهم الفساد من استطعامه والتلذذ بنكهته.
المبادرة التي أتاحتها هذه الجمعية الفاعلة الواعدة، تعد لحظة وفاء لقلم لم ينكسر، حينما تكسرت الأقلام، ولم ينثن لمّا أصبح التلون لغةً طغت على جلّ الكتابات، كما قال الإعلامي خليفة قارة، الذي اعتبر أيضا أن المثقف هو شرف الأمة، وأعماله هي آخر ما يحفظ للوطن ملامحه، حينما تنحته السنون، والدولة الراشد حكامها هي التي تحضن مثقفيها، وسي أحمد فريد الأطرش، واحد من هذا العقد الثمين الفريد …
تكون الجمعية بهذا التكريم، إنما قامت بما كان على مؤسسات الدولة ذات الصلة، أن تقوم به تجاه هذا الرجل، باعتباره شخصية وطنية، ظلت تناضل – بدون مقابل- من أجل أن تظل جزائر الشهداء قائمة، يوم تفرّق الشمْل هروبا أو هجرة أو انزواء .
صبرينة ك