لم يفوت الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني محمد جميعي في ثاني لقاء له بالمحافظين وأمناء القسمات منذ انتخابه على رأس الأمانة العامة أمس تصريحات رئيس حركة مجتمع عبد الرزاق مقري عن حل الأفلان ليؤكد إن الشعب لن يفصل في مستقبل الأفلان فقط بل كافة الأحزاب السياسية بما فيها “حمس” وأكد في السياق ذاته أن حزبه مستهدف من طرف بعض الجهات التي تقود حملات تشكيك و تشويه ضده .
وأضاف جميعي أن بعض مسؤولي الأحزاب السياسية نصبوا أنفسهم أوصياء على الشعب و يريدون تشتيت صفوف الأفلان وقطع صلة الشعب مع كل ما يرمز للتاريخ و ثورتها المجيدة وقال:”تصريحات بعض مسؤولي الأحزاب نصبوا أنفسهم و كأنهم أوصياء ليس على الشعب بل على أحزاب أخرى و دعوتهم و بكل خبث إلى تفريق صف مناضلي ومناضلات حزب جبهة التحرير الوطني بل تعدوا ذلك لمحو حزبنا من الوجود أليست السيادة ملك للشعب نقول لهؤلاء :” لقد سمعنا جميعا صوت الشعب وهو وحده المخول لتحديد مستقبل حزبنا وأحزابهم كذلك فنتركه يقرر فإننا لراضون بقراره في جميع الأحوال .”
“أيدينا مفتوحة لكل إطاراتنا السابقة”
وجدد جميعي دعوته للإطارات السابقة بضرورة العودة للحزب وهو الأمر الذي قال إنه تفرضه وضعية البلاد و الحزب اللذان يحتجان لخبرتهم و أفكارهم و تصوراتهم و ذكّر في السياق ذاته بالوضعية التي عاشها الأفلان سابقا من التسيير الفوقي و التعليمات و تغييب صوت المناضلين كلها أمور وصفها بالحقائق المرّة التي أكد أنه لا مكان لها في الحزب من الآن فصاعدا و قال :”تعرفون أن حزبنا عانى كثيرا من الخطابات الفوقية و القرارات الانفرادية و من التقارير التي تعد على مقاس الأشخاص و قتل روح المبادرة لدى المناضلين و إسكات أصواتهم و مصادرة إرادتهم و حقوقهم و فوق كل هذا و ذاك اختطف الحزب وتم السطو على شرعيته و تلطيخ سمعته و تشتيت صفوفه و التصرف باسمه على حساب مناضليه الأوفياء ومبادئه الراسخة هي حقائق مرة يجب أن نضعها نصب أعيننا من أجل تجاوز الماضي بمخلفاته ورواسبه و التوجه معا نحو المستقبل في وحدة و تماسك” و أضاف :” أتوجه بنداء مخلص إلى كل القيادات الإطارات و المناضلين و كل أبناء الحزب الذين تعرضوا إلى الإقصاء و التهميش أقول لهم و بكل صدق :'” إنا أيدينا ممدودة إلى كل واحد و إن حزبهم في هذه الآونة بالذات في أمس الحاجة إليهم لخبرتهم و عطائهم و قدراتهم و أفكارهم و تصوراتهم .”
“الإخفاق لا يتحمله الأفلان وحده”
وعبر ذات المتحدث عن امتعاضه من بعض السياسيين الذين لا يزالون يحمّلون الأفلان تبعات سوء التسيير التي غرقت فيه البلاد في الوقت أن البعض كان جزء و شريكا في الحكم و بعد خروج من” عباءة ” الحكم راح ليوجه أسهم الاتهام كاملة على الأفلان وقال :” منذ التعددية حزب جبهة التحرير الوطني لم يكن لوحده في الدولة فمن غير المعقول ان تلصق شماعات إخفاق غيرنا كلها بحزب جبهة التحرير الوطني تحضرني فهذا عنف سياسي ضدنا سواء من الشركاء أو المنافسين السياسيين.”
“أقلية تريد زعزعة الثقة بين الجيش والشعب”
ورافع المسؤول الأول لحزب جبهة التحرير الوطني لصالح المؤسسة العسكرية و قيادتها وحكمتها في مرافقة الحراك الشعبي وخارطة طريقها للخروج من الأزمة و التي وصفها بالمثلى ستجنب البلاد الدخول في المجهول لكونها مستمدة من الدستور لا خارجه داعيا الطبقة السياسية للانخراط في هذا المسعى و الكف عن انتقادها وزعزعة الثقة بين الجيش و الشعب بنشر الأكاذيب معلنا دعمها له ق و سياسات الدولة الحالية و قال :” المؤسسة العسكرية تتعرض لجملة تشويه كبيرة من طرف بعض المغامرين يريدون تشويه صورة المؤسسة العسكرية و زعزعة الثقة بين الجيش والشعب بنشر الأكاذيب في الوقت أن هذه الأخيرة ترافق الحوار و قدمت خارطة طريق للخروج من الأزمة لبنتها الأولى الحوار و الذهاب في أقرب الآجال لانتخابات رئاسية فالأفلان يدعم قيادة الجيش و سياسات الدولة” و أضاف :” الحملات حاقدة التي تقاد ضد المؤسسة العسكرية و قيادتها ضد الجيش من طرف أقلية إنما تريد تحقيق مآربها الشخصية على حساب الوطن و أمنه و استقراره”.
واعتبر جميعي أن هذه الحملة الشرسة كان وراءها بعض السيناريوهات التي نسجتها أقلية بالحديث عن طموحات سياسية لقيادة الجيش وهو الأمر الذي نفها نائب وزير الدفاع في خطابه الأخير خلال الزيارة التفقدية التي قادته وذكر في هذا الصدد :” الجيوش عادة ما تستغل الأزمات لكي تستولي على الحكم ولكن هنا العكس وتصريحات الفريق أحمد قايد صالح واضحة لما شدد بأنه لا طموحات سياسية للقيادة العسكرية بل الوصول بالجزائر لبر الأمان .”
“دعاة المرحلة الانتقالية مغامرون”
و لم يفوت جميعي الفرصة ليوجه انتقادات لاذعة لدعاة المرحلة الانتقالية هذا المصطلح الذي أثار الجدل على الساحة السياسية هذا الأخير الذي دفع مقري للتأكيد على ضرورة وضع حد لهذا الجدل العقيم بالاتفاق على مصطلح توافقي فيما فضل جميعي إطلاق صفة المغامرين على الراغبين في الذهاب لهذه المرحلة وقال: “لا يمكن لجماعة من المغامرين أن تفرض أجندتها المستوردة على الشعب الجزائري من شأنها البث بمصير أمة وتاريخ الوطن فعلى دعاة المراحل الانتقالية أن يتعضوا بما حدث في الكثير من البلدان التي تبنت هذه الطريقة وأخذ العبر لما آ لت إليه هذه الدول وشدد ذات المتحدث على ضرورة تكاثف الجهود بين الطبقة السياسية وكافة الحساسيات الممثلة في المجتمع لإنجاح الحوار الذي دعت له المؤسسة العسكرية والسلطة القائمة الأمر الذي من شأنه التسريع في تنظيم الانتخابات الرئاسية في أقرب الآجال وذكر: “ندعو الجميع لإنجاح مسعى الحوار البناء وغير الإقصائي الذي يفضي لتنظيم الانتخابات في أقرب الآجال “.
زينب بن عزوز