تتوجه الجزائر بمعية دول الجوار، إلى عقد لقاء مستعجل في تونس لبحث سبل توقيف الحرب الدائرة حول العاصمة طرابلس منذ 4 أفريل الماضي، وهي الحرب التي فتحت جبهة جديدة في الأزمة الليبية حيث يريد من خلالها قائد جيش شرق ليبيا المشير خليفة حفتر إسقاط حكومة الوفاق الوطني التي يترأسها فايز السراج بدعم واضح من قوى دولية وإقليمية معروفة.
من المنتظر أن تحتضن تونس في الأيام القادمة، لقاء ثلاثيا مع الجزائر ومصر في العاصمة تونس، سيتم خلاله العمل على حث الليبيين على وقف الاقتتال.
ووجه وزير الخارجية خميس الجهيناوي، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، مؤخرا، دعوة إلى المجموعة الدولية بأن تسعى بصوت واحد لوضع حد للاقتتال داخل ليبيا، دون وضع شروط لذلك والعودة إلى طاولة المفاوضات في أقرب فرصة ممكنة.
كما أشار الوزير التونسي إلى أن الموقف التونسي يعبر عنه رئيس الجمهورية ووزير الخارجية والدولة التونسية متمثلة في مختلف أجهزتها الرسمية.
وسبق للجزائر أن عبرت رسميا عن إدانتها للحرب والاقتتال في هذا البلد الجار، حيث دعا وزير الخارجية صبري بوقادوم، قبل أسبوعين من تونس، الأطراف الليبية إلى الحوار لإيجاد الحل السياسي في البلاد.
وأوضح بوقادوم الذي التقى الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، خلال ندوة صحفية مشتركة مع نظيره التونسي خميس الجهيناوي، أن العودة إلى الحوار والتفاوض بين الليبيين بمختلف توجهاتهم يظل هو الحل الأمثل لوضع حد للاقتتال و تأزيم الوضع وذلك بدعم من الدول الجارة والمجتمع الدولي.
في سياق متصل، قال المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، إن على طرفي النزاع العودة إلى طاولة المفاوضات لمنع مزيد من عمليات النزوح والإرهاب.
وأضاف سلامة، خلال حديث له في بروكسل، أن هناك “جمودا عسكريا” في القتال من أجل السيطرة على طرابلس، وأن اللاعبين الإقليميين والليبيين تمكنوا من تقييم الصراع بشكل أكثر واقعية.
وفي الشهر الماضي، أمر المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي قواته بالسيطرة على العاصمة الليبية طرابلس من قوات حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج. وتوقف القتال الذي أسفر عن مقتل 454 شخصا وإصابة 2154، بعدما وصل إلى حالة الجمود، إذ لم يتمكن أي من الطرفين من تحقيق تقدم جوهري.
وقال غسان سلامة: “كان هناك وهم قبل شهر أن أقصر طريق للحل هي الطريق العسكرية… لقد أصبح واضحا اليوم أن هذه الطريق ليست عملية وأن أقصر طريق لإخراج ليبيا من أزمتها الجلوس إلى طاولة المفاوضات”. وحذّر من أن تفاقم النزاع في ليبيا سيزيد خطر الهجرة والنزوح والإرهاب. وأضاف: “العودة إلى طاولة المفاوضات هي الحل الحقيقي، ليس فقط لأزمة ليبيا ولكن أيضا لوضع حد لمخاوف جيرانها”.
من جهة أخرى، دعا مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي أمس، الطرفين المتحاربين إلى تنفيذ وقف لإطلاق النار، واصفا هجوم حفتر بأنه “تهديد للسلام الدولي”، وقال إنه يعزز خطر الإرهاب عبر البلاد.
وأضاف المجلس أن “الاتحاد الأوروبي يدعو كل الأطراف إلى التنفيذ الفوري لوقف إطلاق النار والتعاون مع الأمم المتحدة لضمان وقف كامل وشامل للأعمال العدائية”.
وفي السياق ذاته، دعت فيديريكا موغريني الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية، في أعقاب هذا اللقاء، جميع الأطراف في ليبيا إلى وقف الأعمال العسكرية على الفور، متوقعة أن تقوم جميع الأطراف والفاعلين الإقليميين بوقف الأعمال العسكرية، وأن يعيدوا الحوار السياسي في ليبيا إلى سكته؛ خدمة لمصالح كل الليبيين.
وأكدت في هذا الإطار على دعم أوروبي لمساعي المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا غسان سلامة، الهادفة إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتشجيع العودة إلى المفاوضات.
وأكد فايز السراج بعد هذا اللقاء، أنه أطلع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على التجاوزات الخطيرة التي ترتكبها قوات المشير خليفة حفتر، محملا المجتمع الدولي مسؤولية مباشرة من أجل وقف هذه التجاوزات، التي قال إنها ترقى إلى “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية”.
ودعا رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، الذي التقى به فايز السراج، من جهته، كل أطراف المعادلة السياسية في ليبيا، إلى التزام فوري بوقف إطلاق النار بقناعة استحالة تسوية الأزمة الليبية بالقوة العسكرية.
إسلام.ك
الرئيسية / الحدث / الأمم المتحدة تطالب بوقف الاقتتال:
جهود إقليمية بمشاركة الجزائر لوقف الحرب في ليبيا
جهود إقليمية بمشاركة الجزائر لوقف الحرب في ليبيا
الأمم المتحدة تطالب بوقف الاقتتال:
الوسومmain_post