تسعى كل من المملكة العربية السعودية و الإمارات العربية المتحدة إلى رفع إنتاجهما من النفط بمقدار مليون برميل يوميا رغم التراجع الكبير الذي يشهده سوق النفط العالمي جراء انتشار فيروس “كورونا” وتأثيره على النمو والاقتصاد العالمي، وكذا جراء الخلاف بين روسيا والسعودية بشأن إمدادات النفط، وهو ما يهدد كل المساعي التي تقوم بها الجزائر داخل منظمة “أوبك” في محاولة الوصول إلى اتفاق بتخفيض إضافي للإنتاج لضمان استقرار الأسعار، ما ينذر باستمرار أزمة تهاوي الأسعار لعدة أسابيع حسب المتتبعين للسوق.
تعمل الجزائر جاهدة لتكثيف المشاورات بين الدول المنتجة والمصدرة للنفط من داخل “أوبك” وخارجها لإيجاد مخرج لأزمة تهاوي الأسعار التي يعرفها سوق النفط العالمي بعد تفشي فيروس “كورونا” والذي كان له تأثير كبير على الأسعار، وذلك على إثر فشل المشاورات التي جرت الجمعة الماضية والتي كانت تصبو إلى إقرار تخفيض إضافي للإنتاج، حيث كان وزير الطاقة و رئيس منظمة “أوبك” محمد عرقاب قد صرح أول أمس، أن المنظمة والجزائر باعتبارها عضو فعال فيها تسعيان إلى تكثيف المشاورات بين كل الفاعلين في سوق النفط سواء مع المنتجين والمصدرين وحتى المستهلكين لإيجاد حل توافقي، وأكد أن هذه المشاورات مستمرة رغم أخفاق اجتماع الجمعة الماضية، في التوصل إلى إقرار تخفيض جديد، وهو ما أكده أمس وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، حيث قال إن بلاده “مستمرة في المشاورات والتحاور” مع” أوبك” وإن روسيا سترسل ممثلا إلى اجتماع اللجنة الفنية المشتركة المنبثقة عن المنظمة يوم 18 مارس في فيينا.
لكن يبدو أن مهمة الجزائر في “أوبك” تزداد صعوبة في ظل إعلان المملكة العربية السعودية عن رفع إنتاجها بمقدار 1 مليون برميل يوميا، حيث أعلن مساء أول أمس، عملاق النفط السعودي “أرامكو” أنه تلقى توجيها من وزارة الطاقة بزيادة القدرة الإنتاجية بمليون برميل يوميا، وأن الشركة-أرامكو- تبذل أقصى جهد لتنفيذ ذلك التوجيه بأسرع ما يمكن، في الوقت الذي كان قد صرح به وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، أنه “ينبغي على كل منتج للنفط الحفاظ على حصته في السوق بعدما نُقل عن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك قوله في وقت سابق إن تخفيضات الأسعار التي قدمتها أرامكو السعودية أدت لذعر في السوق”.
إضافة إلى إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة أمس، استعدادها هي الأخرى برفع إنتاجها من النفط إلى 1 مليون برميل يوميا، في الوقت الذي أعرب فيه وزير طاقتها أمس، عبر تغريدة له على تويتر، إنه “يأسف لانهيار اتفاق أوبك وحلفاءها لخفض إنتاج النفط الذي يحل أجله في نهاية مارس الجاري”، وقال إنه يعتقد “بقوة في ضرورة إبرام اتفاق جديد لدعم سوق نفط متوازنة وأقل تقلبا”.
وفي ظل هذا الوضع الغامض، يبقى الأمل في تعافي الأسعار مرتبط بتمكن العالم من احتواء انتشار فيروس “كورونا” وبتراجع الإنتاج الأمريكي للنفط الصخري، هذا الأخير الذي يبدو أنه احتمال مطروح وبقوة الآن من قبل الإدارة الأمريكية، حيث نقلت رويترزأن أسعار النفط عرفت أمس الأربعاء، تحسنا طفيفا حيت تجاوزت منتصف النهار، سعر 38 دولار للبرميل، بعد تقرير أفاد بأن شركات النفط في الولايات المتحدة مستعدة لتقليص أنشطتها في ضوء هبوط أسعار النفط .
رزيقة.خ
الرئيسية / الاقتصاد / بعد إعلان السعودية والإمارات رفع الإنتاج بـ 1 مليون برميل يوميا :
جهود الجزائر في احتواء أزمة النفط “مهددة”
جهود الجزائر في احتواء أزمة النفط “مهددة”