تركز الجزائر جهودها في الفترة الأخيرة على توطيد علاقتها أكثر مع الدول الإفريقية خاصة منها الدول الحدودية ودول الساحل، قصد تعبيد الطريق نحو السوق الإفريقية وتكثيف التجارة البينية.
بعد الزيارات التي أجراها وزير الخارجية، صبري بوقادوم والتي كان لها طابع دبلوماسي اقتصادي، جاءت خطوات عملية من خلال فتح المعابر الحدودية وتفعيل إجراءات لتسهيل التصدير والتجارة البينية، غير أن نجاح وضمان استمرارية التواجد بالسوق الإفريقية يتطلب خطة دقيقة تمتد على المدى الطويل حسب خبراء اقتصاد، والذين أكدوا أن كسب ثقة السوق الإفريقية يبدأ بوضع رؤية واضحة بعيدة المدى.
تتضمن خطة الإنعاش الاقتصادي الذي أطلقته الحكومة رفع صادرات البلاد خارج المحروقات، واقتحام السوق الإفريقية باعتبارها سوق واعدة ولاعتبارات كثيرة لها علاقة بالتاريخ والعلاقات لثنائية الوطيدة التي تجمع الجزائر بدول القارة، وبحكم المجاورة، وكلها اعتبارات تسهل من عملية ولوج هذه السوق.
وقد سارعت الجزائر خطواتها في هذا الاتجاه، فبعد الزيارات الدبلوماسية التي أجراها وزير الخارجية صبري بوقدوم إلى عدد من دول القارة والتي حملت في طياتها بعدا اقتصاديا، جاءت الإجراءات العملية بفتح الجزائر المعابر الحدودية مع موريتانيا، وليبيا، والنيجر، ومالي، في إطار دخول منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية النشاط الفعلي، إضافة إلى تفعيل إجراءات خاصة بتجارة المقايضة والتجارة البينية، وتشجيع المصدرين الجزائريين والمستثمرين خاصة في مناطق الجنوب على تصدير منتجاتهم للدول المجاورة من خلال منح تسهيلات عدة.
غير أن نجاح و ضمان استمرارية التواجد بالسوق الإفريقية يتطلب خطة دقيقة تمتد على المدى الطويل حسب خبراء اقتصاد، و الذين أكدوا أن كسب ثقة السوق الإفريقية يبدأ بوضع رؤية واضحة بعيدة المدى.
وفي هذا الصدد يقول الخبير الاقتصادي مالك سراي في تصريح لـ”الجزائر” إن “موقف الجزائر نحو الدول الإفريقية ورغبتها في لوج هذه السوق ليس بموقف جديد، وهو رجوع للحقيقة ولما كان قد قام به الرئيس الراحل هواري بومدين.
وأشار سراي إلى أن الدبلوماسية الجزائرية سابقا كانت لها القدرة والخبرة في التعامل مع الدول الإفريقية ومع العالم ككل، وبعد تلك الفترة تراجع دورها، واليوم هناك رغبة في العودة لهذه الحقيقة لما لها من رصيد قوي في علاقاتها الإفريقية ونظرا أيضا لكونها جزء من هذه القارة و للعلاقات التاريخية بينها وبيد الأفارقة من عهد ثورة التحرير.
واعتبر سراي أن “التوجه نحو السوق الإفريقية يصب في خدمة الاقتصاد الوطني ويعطي ديناميكية جديدة وكبيرة له شرط أن تكون هناك رؤية حقيقية على منظور طويل، يمتد إلى 50 سنة”، حيث اعتبر سراي أنه “لا يمكن ضمان الاستمرار في أي سوق إذا لم تكن هناك رؤية واضحة قادرة على ضمان التواجد في هذه السوق على مدى عقود من الزمن، فلا يمكن أن تصدر الجزائر لسنة أو سنتين ثم تنقطع”.
كما شدد سراي على ضرورة التحضير لجيل جديد من الشباب ذو كفاءات و خبرة، وتلقينهم أصول الاستثمار والتنسيق في العلاقات مع الدول الإفريقية وتعليمهم مختلف اللغات كون القارة لها خصوصية وثقافة خاصة.
رزيقة. خ
الرئيسية / الاقتصاد / خبراء يؤكدون ضرورة وضع خطة بعيدة المدى:
جهود دبلوماسية جزائرية لتعبيد الطريق نحو السوق الإفريقية
جهود دبلوماسية جزائرية لتعبيد الطريق نحو السوق الإفريقية
خبراء يؤكدون ضرورة وضع خطة بعيدة المدى:
الوسومmain_post