يبدو أن فكرة إطلاق جواز سفر موحد لكل الأفارقة باتت أقرب إلى الواقع مما يتخيل كثيرون، حسب ما كشف رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقيه محمد..
وقال موسى فقيه محمد، في رسالة أن الدورة العادية الـ 32 لمؤتمر الاتحاد الافريقى التي ستعقد شهر فيفري المقبل بالعاصمة الإثيوبية ( أديس أبابا) أنه سيتم خلالها عرض تفاصيل متعلقة بإصدار جواز سفر موحد لكل الأفارقة، واصفا هذا الأمر “بالحلم الذي طال انتظاره” .
وقال فقيه محمد في تصريحات له مس إن المؤتمر سيشهد عرض التفاصيل المتعلقة بتصميم وإنتاج وإصدار جواز السفر الأفريقي” ، مضيفا أن هذه الخطوة أصبحت أقرب إلى الواقع، وذلك من أجل حرية تنقل كاملة عبر القارة الأفريقية..
وأشار المتحدث أن الجواز الموحد يهدف إلى تسهيل حركة تنقل الأفارقة بين الدول الأفريقية، إلى جانب تحفيز النمو الاقتصادى وتعزيز الحركة التجارية .
ويأتي هذا التطور، عقب إعلان الاتحاد الأفريقي مبادرة “سوق جوية موحدة”، الهادفة إلى خلق سوق مشتركة للسلع والخدمات.
ورغم الدعم المؤسساتي الذي تحظى به الاتفاقية، إلا أن العديد من الدول تسجل تحفظها على مضامينها، وتتقدمها كل من الجزائر وجنوب إفريقيا ونيجيريا، التي تتخوف من تدفقات بشرية كبيرة من البلدان التي تعاني ويلات الحروب والمجاعات وغيرها من المآسي الإنسانية، فضلا عن غياب فرص الشغل داخل بعض البلدان التي تعاني أزمات اقتصادية حادة .
ويأتي جواز السفر الإفريقي في إطار برنامج الإصلاح المؤسساتي الذي كلف به الرئيس الرواندي بول كاكامي”، لكن أمر المصادقة عليه ليشمل المواطنين يطرح العديد من التحديات، من بينها الهجرات القوية لمواطني بعض الدول التي تقاسي من ظروف معيشية مزرية اتجاه دول أخرى أكثر آمانا .
وإن تمت المصادقة فمسألة مراقبة الحدود تبقى مطروحة على الدوام، خصوصا بعد أن سجل الثلاثي الجزائري والنيجيري والجنوب الإفريقي تحفظه على الجواز، كما أن اصدار كم هائل من الجوازات يطرح تحديا كبيرا، إذ يتوفر العديد من المواطنين على جواز دولتهم ، و تكتلهم الإقليمي، وسيضاف الآن جواز قاري”، مستشهدا بمثال “سيدياو”، الذي يتوفر على جواز خاص بالإقليم
ويراهن الاتحاد الإفريقي على إلغاء كل الحواجز والتأشيرات التي تعترض تنقلات الأفارقة داخل قارتهم، وذلك وفق أجندة 2063، في أفق إنشاء سوق اقتصادية مشتركة، لكن يبقى التحدي الأول المطروح على المبادرة الإفريقية هو تهديدات الجماعات الإرهابية المتنقلة بين عديد البلدان الإفريقية .
ومن المرجح أن تكون هذه الخطوة مفاجئة بالنسبة إلى مواطني الدول الأفريقية، الذين يحملون بعض أقل الجوازات قوة في العالم .
كما أن التنقل داخل قارتهم أمر صعب أيضاً، حيث تقدم دولتا سيشل وبنين فقط السفر من دون تأشيرة لجميع المسافرين الأفارقة، وحتى مع استرخاء أنظمة التأشيرات، يحتاج المسافرون من دول مثل جنوب السودان وبوروندي إلى تأشيرات للذهاب إلى 48 و47 دولة أفريقية على التوالي .
ولا يزال جواز السفر الأفريقي حصرياً لرؤساء الدول والدبلوماسيين الآخرين مثل الزعيم التشادي إدريس ديبي، والرئيس الرواندي بول كاغامي، كونهم أول المستفيدين منه، منذ عام 2016 .
واجتمع خبراء الهجرة من الدول الأعضاء في شهر جويلية الماضي، في نيروبي للتداول بشأن المواصفات الفنية للجواز، وخصائصه الأمنية، وأفضل طريقة لاستخدامه عبر 55 دولة في الاتحاد الأفريقي .
ويشير المشككون إلى أن هذه الخطوة ستشكل تحدياً، حيث إن العديد من الدول الأفريقية تقاوم بالفعل المهاجرين واللاجئين، والبعض الآخر يشدد قواعد التأشيرة الخاصة بهم بهدوء ، ومع ذلك، أشار رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي إلى أن الاتحاد سيدفع باتجاه مزيد من التكامل قائلاً: “إن العوائق المستمرة لحركة مواطنينا داخل قارتهم هي ببساطة غير مقبولة “.
رفيقة معريش
وسط تحفظات جزائرية::
الوسومmain_post