الأربعاء , أبريل 24 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / إشادة وترحيب إقليمي بوساطة الجزائر في ملف سد النهضة:
جولة لعمامرة الأخيرة.. الدبلوماسية الجزائرية تكسب الرهان

إشادة وترحيب إقليمي بوساطة الجزائر في ملف سد النهضة:
جولة لعمامرة الأخيرة.. الدبلوماسية الجزائرية تكسب الرهان

أستاذ العلاقات الدولية، عبد الرحمان بن شريط: “الجزائر قادرة على لعب دور في حل ملف سد النهضة”

محلل سياسي سوداني يتوقع نجاح المبادرة الجزائرية في حل أزمة سد النهضة

عرفت الدبلوماسية الجزائرية خلال الأيام القليلة الماضية حركية مكثفة، ميزتها زيارات مكوكية للعائد على رأس وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة للعديد من دول الجوار وإفريقيا، وهو ما أدرجه متابعون في خانة الأمر المنتظر نظرا للأزمات التي تحيط بالجزائر في جوارها القريب مثل تونس وليبيا ودخول الجزائر على الخط في ملف الوساطات الدولية على غرار أزمة سد النهضة بين الدول الثلاث إثيوبيا، مصر والسودان نظرا للسمعة التي تمتاز بها قاريا.
واعتبر المحلل السياسي والمختص في العلاقات الدولية، عبد الرحمان بوشريط أن الملاحظ للدبلوماسية الجزائرية في الوقت الراهن يدرك أنها في حالة نشاط مكثف وذلك مع عودة المحنك رمطان لعمامرة على رأسها مرّة أخرى وهو ما اعتبره بـ”القرار الصائب بالنظر للدور الذي لعبه في السابق في عديد الأزمات”.
وقال بن شريط في تصريح لـ”الجزائر”: “في الحقيقية مع عودة رمطان لعمامرة على رأس وزارة الخارجية لاحظنا نوعا من الديناميكية والحركية وحتى ما يسمى بالمبادرة والاستباقية لحل أزمات الجوار بعيدا عن التدخل فيها بل بالدعوة للحوار”.
وأضاف: “هذه الإستباقية والمبادرة دليل على أن هناك خطة وبرنامج دبلوماسي تريد من خلاله الجزائر أن تستثمر سمعتها ومبادرتها في احترام الدول وشؤونها الداخلية وعدم التدخل فيها، فالدبلوماسية الجزائرية أضحت لها مصداقية التعامل وحكمة كبيرة في التعامل مع الدول”.
وتابع في السياق ذاته: “الدليل على كل هذا هو موقف الجزائر من الأزمة الليبية والتي شددت فيه على الحوار بين الأطراف المتنازعة والحل السلمي، وهو أمر تمسكت به بالمقارنة مع دول جوار أخرى رجحت كفة الحل العسكري غير أنه في الأخيرة تبين أن المقاربة الجزائرية كانت صائبة”. وأردف: “فالدبلوماسية الجزائرية استرجعت صلاحيتها وتعمل على استثمار خبرتها ومكانتها في حل الأزمات”.
وعن الدور المنتظر أن تلعبه الجزائر في أزمة سد النهضة قال بن شريط: “الجزائر تعتبر نفسها جزء من هذا الإنشغال ومادام أن هذه الأزمة موجودة في إفريقيا فهي تعبر نفسها أنها معنية بها والدور المنتظر أن تلعبه الجزائر هو دعوة الأطراف للحوار على طاولة واحدة وإيجاد حلول توافقية بينها تفاديا لتعفين الوضع”.
وأضاف: “الجزائر لها دور ولكن من أجل تشجيع الحوار المباشر بين الأطراف المتصارعة واللقاء بينها دون وسائط لأن الجزائر تريد الخير والاستقرار للقارة الإفريقية”.
وكان وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة قد دشن جولاته المكوكية لدول الجوار بزيارته لتونس بحيث التقى فيها الرئيس التونسي قيس السعيد وتم التأكيد على ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية من أجل تمكين البلدين من مواجهة التحديات المشتركة بشكل أكثر فاعلية بما في ذلك تلك المتعلقة بجائحة كوفيد19 وتم التطرق إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لاسيما الوضع في منطقة المغرب العربي ومنطقة الساحل والصحراء وكذلك على مستوى العالم العربي.
المحطة الثانية من زيارته كانت لأثيوبيا بحيث استقبل لعمامرة من طرف رئيستها ساهيل وارك زودي اليوم اده تريد تعزيز علاقاتها التجارية والاستثمارية والدبلوماسية مع إثيوبيا، كما ناقش البلدان سبل العمل المشترك على الساحة الدولية، وخاصة في الحفاظ على السلام والأمن”.
وشكرت الرئيسة الاثيوبية الجزائر على “جهودها للتوسط في الصراع في العديد من البلدان، بما في ذلك الصراع الإثيوبي-إلاريتري” (1998-2000) وتناولا الجانبان بالنقاش الوضع في تيغري والتعبئة الثانية من سد النهضة الكبير”.
واستمرت زيارات لعمامرة بحيث كانت محطته الثالثة السودان بحيث استقبل من طرف رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق الأول عبد الفتاح البرهان حيث نقل له رسالة من رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون وسمحت الزيارة بالتأكيد على علاقات الصداقة والتآزر التي تربط الجزائر والسودان وشعبيهما الشقيقين وإبراز إرادة قادة البلدين على إعطاء نفس جديد للعلاقات الثنائية.
كما زار لعمامرة أول أمس مصر والتقى نظيره المصري، سامح شكري استعرض خلالها الجانبان علاقات الأخوة والتعاون التاريخية بين البلدين وآفاق تعزيزها.
وأعرب رئيسا دبلوماسية البلدين عن ارتياحهما لجودة العلاقات السياسية التي اتسمت بالزيارات المتبادلة المنتظمة على أعلى مستوى كما اتفقا على تسريع وتيرة المشاورات الثنائية حول القضايا ذات الاهتمام المشترك وإعادة تنشيط اللجنة المشتركة العليا الجزائرية-المصرية بهدف ترقية التعاون في المجال الاقتصادي.
وأكد الطرفان على ضرورة الحفاظ وتطوير الشراكة بين العالم العربي وإفريقيا وتعزيزها وحمايتها من أي تدخل من شأنه الإضرار بمناخ الثقة بين المجموعتين.
كما شدد الوزيران على ضرورة تنشيط العمل العربي المشترك من أجل التمكن من مواجهة التحديات المتعددة التي تواجه دول المنطقة بشكل فردي وجماعي.

توقع بنجاح المبادرة الجزائرية في حل أزمة سد النهضة
لقيت المبادرة التي قدمتها الجزائر لحل أزمة سد النهضة ترحيبا ويتوقع لها النجاح من باب أنها ترمي لإرجاع المفاوضات بين السودان ومصر وإثيوبيا إلى مظلة الاتحاد الأفريقي.
وفي هذا الصدد قال الكاتب الصحفي السوداني، عمر صديق أمس إن المبادرة التي تقدمت بها الجزائر للوساطة في أزمة سد النهضة “تأتي في إطار إرجاع المفاوضات بين السودان ومصر وإثيوبيا إلى مظلة الاتحاد الإفريقي”.
وتوقع صديق خلال حديثه لـ”راديو سبوتنيك” نجاح المبادرة الجزائرية مرجعا ذلك إلى الظروف الحالية المواتية للاتفاق بين دولتي المصب مصر والسودان مع إثيوبيا، خاصة أن الملء الثاني لم يكتمل كما كان مخططا له ما يعني أن إطالة فترة ملء السد وتشغيله ستكون في متناول اليد”.
ولفت إلى أن “السودان ومصر وصلا إلى قناعة بأن الطريقة الإثيوبية السابقة في التفاوض كانت تهدف إلى ضياع الوقت وعدم إحراز أي تقدم حول الموضوعات الجوهرية”.
ودعا إلى “ضرورة وضع جدول زمني محدد لمناقشة القضايا المختلف عليها للوصول إلى اتفاق بالإضافة إلى ضرورة تواجد إرادة حقيقية من الجانب الإثيوبي”.
ورحبت في وقت سابق وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق المهدي بالمبادرة التي قدمها وزير الخارجية رمطان لعمامرة لحل أزمة سد النهضة بقولها بأن المبادرة تأتي متوافقة مع إعلان المبادئ الموقع بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا.
كما أكدت بالموازاة مع ذلك إلى أن أن بلادها تسعى للوصول إلى حل دبلوماسي لأزمة سد النهضة، وشددت على موقف بلادها الذي يتمثل في ضرورة الاتفاق القانوني الملزم بشأن تعبئة وتشغيل سد النهضة.
وسبق لوزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة أن أكد بأن الجزائر تعتقد أن الظرف والوضع فيما يتعلق بالعلاقات بين دول حوض النيل، خاصة مصر وإثيوبيا والسودان تمر بمرحلة “دقيقة”.
وأبرز أن اهتمام الجزائر بهذا الموضوع باعتباره “أساسي بالنسبة لدول شقيقة وصديقة”، مؤكدا موقف الجزائر الثابت وحرصها على “ألا تتعرض العلاقة الاستراتيجية والمتميزة بين الجانبين العربي والإفريقي لمخاطر نحن في غنى عنها”.
كما شدد على أهمية وصول هذه الدول الشقيقة إلى حلول مرضية تحقق حقوق وواجبات كل الأطراف، لتسود الشفافية المطلقة في هذه العلاقة، وتجعلها مبنية على أسس قوية.
وقال لعمامرة إن سد النهضة “موضوع عالمي” اجتمع من أجله مجلس الأمن الدولي، و”ينظر له في عدة منابر باعتباره قضية مهمة فلا بد أن نكون فكرة كاملة وأن نسهم بآراء وأفكار في هذا الأمر” .
وأكد الوزير رغبة الجزائر دائما وأبدا “عندما تتوافر الشروط، والمناخ الملائم، أن تكون جزءا من الحل في جميع الملفات الكبيرة الوجودية التي تهم أشقاءنا”.

رسالة من الرئيس تبون لنظيره المصري
وكان قد استُقبل وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، من طرف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وأفاد لعمامرة في تغريدة له عبر موقع “تويتر” أنه سلم رسالة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لنظيره المصري، مؤكدا على متانة العلاقات الأخوية التاريخية والاستراتيجية بين الجزائر ومصر، والتنسيق المستمر للجهود المشتركة في سبيل ترقية حلول سلمية للأزمات في المنطقة.

لعمامرة يجري محادثات مع الأمين العام للجامعة العربية
في غضون ذلك، قام وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، بإجراء محادثات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على هامش زيارته أمس الأحد، لجمهورية مصر العربية.
وأكد لعمامرة في تغريدة له على “تويتر” أن “الجزائر ملتزمة بالتنسيق الوثيق والتحضير المتميز للاستحقاقات المقبلة بغية تحقيق الآفاق الواعدة للعمل العربي المشترك من خلال دور جزائري ريادي”.
زينب بن عزوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super