أفاد السكريتير الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية محمد حاج جيلاني على أن الأفافاس كان السباق لطرح فكرة الإجماع الوطني والتي راحت الأحزاب السياسية تتهافت عليه وتعيده بمسميات مختلفة غير أن الفكرة ذاتها وهو ما اعتبره بالمحاولة والسعي لإفراغ مبادرة الأفافاس من محتواه واستغلالها لتحقيق مأرب ضيقة.
وأوضح محمد حاج جيلاني في تصريح ل ” الجزائر ” أمس على أن الساحة السياسية شهت مؤخرا إطلاق بعض المبادرات السياسية و التي تحمل نفس مسعى الإجماع الوطني و الذي كان الأفافاس قد طرحها منذ 2013 ولا يزال متمسكا بها وسيسعى جاهدا لتجسيدها بوصفها الحل للأزمة التي تتخبط فيها البلاد و قال :”كنا السباقين لطرح فكرة الإجماع الوطني مرت بمراحل عدة من مشاورات مع الأحزاب السياسية و نقابات و مجتمع مدني و خلصت اليوم لضرورة رميها لدى الشعب الجزائري ليحتضنها بوصفه المسؤول الأول عن التغيير غير أن اليوم تعددن المسميات لفكرتنا ويستغل لإفراغه من محتواه واستغلاله لأغراض أخرى والجميع يعلم أن مبادرة الأفافاس تهدف بالدرجة الأولى لإخراج البلاد من الأزمة بمشاركة الجميع بعيدا عن سياسة الإقصاء والتهميش و عن أية أهداف ضيقة “.
وعن إمكانية إعادة النظر في المبادرة بعد أن طفت على السطح مؤخرا عديد المبادرات السياسية من قبل الأحزاب منهم من شرع في جولة المشاورات و منهم أجلها لما بعد قال حاج جيلاني :” نحن متمسكون بالمبادرة على الشاكلة التي طرحناها سنة 2013 لن نفتح مشاورات مع الأحزاب السياسية والكرة اليوم في ملعب الشعب .”
وعن ما ذهب إليه المتتبعون من وصف مبادرات المعارضة على أنها بحث عن التموقع في الخارطة السياسية للمرحلة المقبلة أبرز حاج جيلاني على أن هذا الأمر ينطبق أحزاب أخرى غير الأفافاس المعروف بمواقفه الثابتة لم يكن يوما في السلطة وصار اليوم في المعارضة وذكر : “هل هذا ينطبق على حزب جبهة القوى الاشتراكية المعروفة بمواقفها الثابتة و لم تحد عنها يوما ولم يتغير مع مستجدات الساحة السياسية فنحن لا نؤمن بالتموقع السياسي و لن نبحث عنه لأننا حزب مؤسسات وذو باع طويل في نضال ولسنا حزب مناسبات أو ظرفيين ولسنا حزب يتلون، مواقفنا ثابتة تسيرنا المؤسسات لا الأفراد بدليل المؤتمر الإستثنائي الأخير والذي أعطى درسا في الديمقراطية في كيفية تجاوز الأزمات الداخلية بعيدا عن الصراعات .”
وكشف ذات المتحدث على أن الحزب سيعقد يومي 29 و 30 جوان دورة عادية للمجلس الوطني والذي سيتم خلاله التطرق فيه للوضعية السياسية للبلاد وإبداء موقف الحزب من عديد المستجدات التي عرفتها الساحة السياسية مؤخرا.
للأفافاس أولويات والرئاسيات ليست من ضمنها في الوقت الراهن
وفي الوقت الذي سارعت فيه عديد الأحزاب السياسية للحديث مبكرا عن رئاسيات 2019 رغم أنه تفصلنا عنها أكثر من سنة منها من أعلن عنها جهرة من حزب جبهة التحرير الوطني الذي أعد العدة بتصريحات وخرجات الأمين العام للحزب من التصريح بأن 700 ألف مناضل مع الاستمرارية وما سبق الخطوة من جرد إنجازات رئيس الجمهورية طيلة العشرين سنة الماضية وما أعقبها من تأسيس لتنسيقية جيل بوتفليقة والمكون من المنظمات الطلابية والبعض الآخر بصفة ضمنية من خلال الإعلان عن مبادرات سياسية في محاولة للتموقع في الخارطة السياسية بمسميات مختلفة لكن لهدف وحيد هو التوافق مع السلطة غير أن جبهة القوى الإشتراكية و كالعادة فضلت عدم الخوض في هذه المسالة التي وصفتها بالسابقة لأوانها بحيث أكد حاج جيلاني أنه من غير المعقول الحديث عن أمر سابق لأنة و تخصيص له حيز أكبر من الاهتمام في الوقت أن هناك أمور أحق و أولى بالإهتمام و فتح الحديث حولها سيما تلك التي لها علاقة بالمواطن والجبهة الإجتماعية و قال :” الأفافاس حزب مؤسسات وله أولويات المرحلة والرئاسيات موضوع غير مطروح للنقاش بالمرة في الوقت الراهن وإن سبقت بعض الأحزاب السياسية الأخرى الحديث عن ذلك فهذا أمر يخصها و لكل حز ب سياساته ورؤيته ” وتابع :” أكثر من عام تفصلنا عن الرئاسيات والأمر مرتبط بمستجدات قد تعرفها الساحة السياسية فمن غير المعقول الفصل في الأمر في الوقت الراهن دون وضوح الخارطة السياسية” و أردف في السياق ذاته :” الحديث عن أمر سابق لأوانه شعوذة سياسية “.
لا زلنا على خط المؤسس الراحل حسين آيت احمد
وأبرز السكريتير الأول حاج جيلاني أن من يقول إن جبهة القوى الإشتراكية حادت عن خط مؤسسها الراحل حسين آيت احمد مخطئ لأن الجميع على نهجه ماضية وبمبادئ وأهداف الحزب متمسك لأنها خارطة طريق الحزب وبوصلته وقال :” نسمع الكثيرين يرددون على أن الأفافاس حاد عن خط مؤسسه الراحل “حسين آيت احمد وأن الأفافاس اليوم غير أفافاس الأمس وهو السيناريو الذي يطرح في كل مرة غير أن القيادات الحالية لا زالت تسير على نهج مؤسسها و المبادئ و الأهداف التي تأسس عليها الحزب و لا انحراف ولا حياد عنها فهي بوصلة الحزب” وتابع :” نحن على عهد الد الحسين ماضون وعلى نهجه متمسكون فالإجماع الوطني هي مبادرة مؤسس الحزب حسين آيت احمد و لهذا نحن متمسكون بها “.
زينب بن عزوز