وجه الأمين العام لحزب جبهة القوى الاشتراكية محمد حاج جيلاني انتقادات لاذعة للسلطة بوصفها معيقة للتغيير ورافضة لأية مبادرة من شأنها إخراج البلاد من حالة الجمود التي تقبع فيها، مبرزا أنه بعد 56 سنة من الاستقلال و55 سنة من تأسيس الأفافاس لا تزال تطلعات الجزائريات والجزائريين لدولة ديمقراطية واجتماعية حلما كما اعتبر أن العودة إلى قيم نوفمبر أمر حيوي لجزائر حرة وديمقراطية حيث الشعب هو المصدر الوحيد للشرعية وانتقد في السياق ذاته الخطاب الرسمي الذي قال إنه يزهو بالانتصارات في وقت أن المعايير التي ينادون بها أبعد من أن تعكس الواقع المر المعيش يوميا من قبل الجزائريين والجزائريات.
وأضاف جيلاني في كلمته بمناسبة ذكرى تأسيس حزبه بولاية تيزي وزو أمس أن حزبه يحمل النظام بقراراته الأحادية غير التوافقية وغير التشاورية المسؤولية الكاملة عن هذا الركود الذي يمنع بروز أي بديل ديمقراطي صادق داعيا الجزائريات والجزائريين إلى كسر جدار الخوف لإنقاذ الجزائر ولكي لا يؤدي انسداد النظام إلى انسداد الشعب وقال :”إن السلطة ترفض أي حوار وأي حل يهم الشعب مضيفا أن الحوارات والمفاوضات المزعومة حول القضايا الوطنية تجمع دائما نفس الفاعلين وهم السلطة ومن والاها وتابع :”أمام هذه الوضعية لم يتوقف الأفافاس عن المبادرة من أجل تجاوز الأزمة ولنتذكر اتفاق 1965 ولقاء لندن عام 1985 وعقد روما عام 1995 والمذكرة المرسلة إلى الجنرالات ورئيس الدولة عام 2001 ومشروع إعادة بناء الإجماع الوطني عام 2013 يبدو واضحا اليوم أن التغيير لا يمكن أن يأتي من النظام فهذا الأخير يشكل عاملا معيقا للمبادرات السياسية السلمية والديمقراطية. إن الأفافاس، كما أضاف، عارض ولا يزال يعارض هذه السلطة غير القانونية وغير الشرعية وأردف :”إنه التمسك بالجزائر وكل الجزائر هو الذي جعل من الأفافاس حزبا كبيرا إنه التزامكم ووطنيتكم هما اللذان جعلا ويجعلان من الأفافاس البديل الديمقراطي الوحيد للنظام.
وعاد الحاج جيلاني للحديث عن ذكرى تأسيس الحزب وقال:” ولد الأفافاس لمواجهة الانقلاب الدستوري الذي كرس الطبيعة الديكتاتورية للنظام الجزائري. نظام لم يغير من ممارساته منذ الاستقلال إلى يومنا هذا نزعة تسلطية وقمع وفساد وكل الوسائل المتاحة لتحويل الإرادة الشعبية وأن مبرر وجود الأفافاس هو أن تزول وتعاقب ممارسات التخويف والترهيب والديكتاتوية على أرض الشهيدات والشهداء و”بعد 55 عاما يواصل الأفافاس النضال من أجل وضع حد للسلطة الديكتاتورية والسلطوية وبعد 55 عاما لا يزال الأفافاس هنا وتابع: “ولد الأفافاس في حضن الحركة الوطنية وأَقسَم أن يواصل كفاحه السياسي والسلمي مع الشعب الجزائري من أجل تجاوز حالة الجمود السياسي الطاغي من خلال إعادة الاعتبار للعمل السياسي وإعادة تعبئة المواطنين من أجل بث الوعي لدى الشعب للاتجاه نحو حل ديمقراطي سلمي وتوافقي للأزمات متعددة الأشكال التي يواجهها الجزائريون والجزائريات.
و أشار جيلاني إلى أن الحريات الفردية والاجتماعية قد انتهكت وأن الانسجام مفكك وأن الوحدة الوطنية مهددة وأن نظام الحكامة تجاوزه الزمن وأننا – يضيف – أبعد عن تكريس دولة القانون كنتيجة لخيانة عهد نوفمبر ووثيقة الصومام وجدد وفاء الحزب لعهد نوفمبر لبناء دولة قانون ودولة ديمقراطية واجتماعية وإرجاع الدولة إلى الأمة.
و ذكر جيلاني أن إحياء ذكرى الأفافاس هي فرصة للإشادة برئيس الحزب حسين ايت احمد -رحمه الله- و التذكير بإحدى رسائله إلى مناضلي الأفافاس الذي قال ايت احمد: “أعرف سخاءكم وأعلم بحماسكم ولم أشك أبدا في التزامكم. أنا على قناعة أن هذا الشعب سيتعرف على ذويه، أعلم أنه سيأتي اليوم الذي سيعترف بشرعية هؤلاء وأولئك وأن تفانيكم ونزاهتكم سيتم الاعتراف بها وتكريمها ” .
ورسم جيلاني صورة سوداوية عن الواقع الاقتصادي للبلاد والذي ميزه – على حد تعبيره -إهدار المال العام وطغيان الاقتصاد الموازي وتخلف نظام الجباية والتسيير غير الواعي للشؤون الاقتصادية الذي يؤكد إفلاس الإدارة وانعدام مشاريع الاستثمار العمومي يضاف لها تدهور المواقع المالية الداخلية والخارجية والضعف الشديد للقدرة الاقتصادية والمالية للبلد لاسيما بعد نضوب صندوق ضبط الإيرادات كما ضمنه جملة من التساؤلات كما أكد أن البديل الاجتماعي الديمقراطي لن يتأتى من توالي قوانين مالية ظرفية لا تندرج على المديين المتوسط والطويل ولا تستجيب لتطلعات الشعب وغير قادرة على التكفل بالحاجيات الأساسية للشعب الجزائري وتكريس التبعية لسعر المحروقات في السوق الدولية.
زينب بن عزوز
الرئيسية / الوطني / قال إنها ترفض الحوار وعلى الجزائريين كسر جدار الخوف :
حاج جيلاني: خطاب السلطة يزهو بالانتصارات والواقع المعيش عكس ذلك
حاج جيلاني: خطاب السلطة يزهو بالانتصارات والواقع المعيش عكس ذلك