يبدو أنّ سنة 2018 لن تكون بردا وسلاما على رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، خير الدين زطشي، فبعد جبهات الصراع المتعدّدة التي فتحها على العديد من الوجوه الكروية منذ اعتلائه سُدّة حكم الكرة الجزائرية قبل 9 أشهر، بدأ الحراك المضاد ضدّ رئيس “الفاف” يتصاعد من أجل الإطاحة به، مستغلين في ذلك العثرات المتكرّرة التي ميّزة مسيرته لحد الآن.
كشفت مصادر حسنة الاطلاع أنّ حراك قويا تشهده أروقة الاتحاد الجزائري لكرة القدم، بغية الإطاحة برئيسه خير الدين زطشي، حيث شرع أعضاء من الجمعية العامة في الاتحاد، بتأسيس عارضة تجمع فيها التوقيعات، قصد الإطاحة بالرئيس الذي جلس على كرسي عرش الكرة الجزائرية شهر مارس الماضي، خلفا للرجل القوي محمد روراوة.
وأكدّت ذات المصادر أنّ حوالي 73 عضوا من أصل 103، أمضوا على عارضة تهدف إلى عقد جمعية عامة استثنائية، من اجل مناقشة أوضاع كرة القدم الجزائرية خلال فترة زطشي، ومن ثم الإطاحة به والإعلان عن إجراء انتخابات جديدة، من شأنها أن تُفرز عن انتخاب رئيس جديدة لاتحاد كرة القدم، يكون قادرا على تسيير الكرة الجزائرية بأكثر احترافية.
التسيير الهاوي السبب
تأتي خطوة أعضاء المكتب الفدرالي، بناء على سياسة رئيس نادي بارادو، الذي عمد على تقريب بعض العناصر الفاعلة على حساب عناصر أخرى، إضافة إلى اتسام عامه الأول بفوضى عارمة وتسيير هاوي جعل “الفاف” تبدو أمام أقرانها الأفارقة في موضع ضعيف جدا، الأمر الذي رفضه الكثير من المتتبعين وعشاق الكرة الجزائرية، في مقدّمتهم أعضاء المكتب الفدرالي، الذين قرّروا التوجه نحو هذه الخطوة الحاسمة.
ملف “الكاف” وصل “الموس” للعظم
تعد المهزلة الكبيرة المتعلقة بعدم وصول ملف الجزائر إلى مكتب “الكاف” بالقاهرة والخاص بعضو “الفاف” بشير ولد زميرلي، القاصمة التي ستورد زطشي المهالك، حيث ستكون الجزائر بعيدة عن المجلس التنفيذي في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، لفترة طويلة، الأمر الذي سيجعل حقوقها تُهضم من طرف العديد من البلدان الأعضاء، خاصة أنّ الكرة الإفريقية تحكمها الكواليس وليس القوانين وفق تصريحات العديد من زعماء الكرة الإفريقية في مقدّمتهم المدرب الحالي للمنتخب الوطني رابح ماجر.
الكرة المحلية المتضرّرة الأولى
من المعلوم أنّ الكرة المحلية تعيش فوضى عارمة منذ أكثر من 20 سنة، إذا كان حيث الرجل القوي قد عجز وعلى مدار 15 سنة من قيادة الكرة الجزائرية إلى الاحتراف الحقيقي، فما بالك بزطشي الذي أبان عن قلّة حيلته في تسيير هذا القطاع الحساس والمليء بالمكائد والكواليس، حيث بات اللّعب تحت الطاولة وتقديم الرشاوى أبرز ما يميّز الكرة المحلية، وفق ما صرّح به الكثير من المسؤولين، الأمر الذي سيعجّل برحيل زطشي من على رأس “الفاف”.
الانقلاب على زطشي سيزيد الطين بلّة
لاشك أنّ الانقلاب والإطاحة بالرئيس خير الدين زطشي، من على رأس “الفاف”، ستكون له تبعات وعواقب وخيمة على الكرة الجزائرية، ذلك أنّ الدوائر الفعالة في كرة القدم الجزائرية باتت منقسمة إلى جهتين متصارعتين، الأولى تؤازر الرئيس السابق محمد روراوة والثانية تقف في صف زطشي، الأمر الذي يجعل من الصعب على أي جهة أن تعود بالكرة الجزائرية إلى سابق عهدها والمتمثل في المنتخب الوطني.
ع.فداد