تعتزم المهندسة في الكمبيوتر سوسن شارف ذات ال35 سنة، أن تكون سياسية من صنف الكبار، فبعد أن رفضت إلى حد اليوم وزارة الداخلية اعتماد حزبها “التنمية الوطنية”، تبحث جاهدة عن طرق لإيجاد مكان لها بين مختلف التشكيلات السياسية الموجودة في البلاد، كما أرادت الترشح لرئاسيات القادمة، غير أن حاجز السن منعها من ذلك، وهي تسعى إلى التحضير “الجيد” للتشريعيات والمحليات والرئاسيات للسنوات القادمة، وترى أن”الطموح” و”خدمة الوطن” و”كسب ثقة المواطن” هي الأسلحة التي يجب على السياسي التزود بها إذا أراد الانتشار وتشكيل قاعدة قوية وتحقيق الأهداف المسطرة، وهو ما أكدته في حوار لها مع “الجزائر”.
كيف جاءت فكرة دخولكم عالم السياسية؟
سوسن شارف: فكرة دخولي الحياة السياسية كانت لدي منذ وقت طويل، رغم أن مجال تخصصي كان بعيدا تماما عن السياسة فأنا مهندسة دولة في الكمبيوتر، ولقد كنت دائما أتابع بشغف أخبار بلدي خاصة عندما كنت أقيم في الخارج، فأنا من مواليد ولاية تسبة 1982، وعشت في العديد من الدول، لكني اليوم رجعت إلى أرض الوطن وأقيم بالعاصمة، ولما كنت أتابع الأخبار كنت أحلل بنفسي وأجد تحليلي مع الوقت صحيح، إضافة إلى أن غيرتي على بلدي جعلتني أدخل الساحة السياسية لأنني أحيانا كنت أحس أن الجزائر تناديني، فسابقا كنت أشارك في الحملات الانتخابية وكنت أجد متعة في التعرف على هذا المجال وكذا الأشخاص ذوي المناصب العليا كنت دائما أحب التعلم والتركيز في كل ما يخص الجزائر سواء كان على الصعيد المحلي أو الدولي.
وكيف تم تأسيس الحزب؟
تأسيس حزب ليست فكرة، بل هدف وضعته أمامي، وكان الدافع حبي لوطني، وبالنسبة لي تأسيس حزب هو عقد صفقة مع وطني، وهذا يعني أني أعده أنني سأكون مخلصه له وللشعب، فالحزب ليس مكتبا أو إسما أو ورقة هو كل شي بالنسبة لي، هو نضال هو تنمية للوطن هو خوف على مستقبل شعب خوف على وطن، وهو قرارات ومسؤولية، ورغم أن الطريق صعب وفيه الكثير من الشوك، إلا إنني رفعت التحدي لقيادة حزب فيه كل أنواع الشباب الشابات الفقير المتوسط الحال، البطال، لأن الحزب لا يكتمل بدون كل الطبقات لنستطيع حل مشاكل المجتمع وتنمية الجزائر في جميع القطاعات وأنا امرأة طموحة وطموحي ليس له سقف بصراحة منذ الصغر أتحدى كل شيء صعب. هذه هي شخصيتي.
لماذا لم تفكروا في الانخراط في حزب معروف لاختصار الطريق أمامكم؟
لم أنخرط في حزب معروف سؤال جيد وذكي، فأنا عندما فكرت في تأسيس حزب، بحثت على جميع الأحزاب السياسية، المعروفة منها وغير المعروفة حتى، لكن بصراحة توجد أشياء كثيرة تجعلني أفكر أن أكون رئيسة حزب منها العمل على الدوام في الساحة السياسية وهذا ما نفتقر إليه اليوم يعني يجب أن يكون الحزب حاضرا دائما في الواجهة ويعمل ويجتهد ويناضل كل من في الحزب للوصول للأهداف المخطط لها من قبله، وتحقيق نتائج ايجابية له- للحزب- والتعريف به في 48 ولاية والعمل الجماعي، وهذا للأسف لا نجده اليوم في الساحة كذلك التحاور مع المواطن وإعطائه قيمته الأصلية لأنه لتنجح كسياسي يجب التحاور مع الشعب والاستماع لانشغالاته وهذا الواجب علينا العمل عليه لأنه بدون قاعدة شعبية والاهتمام بالمواطن لن يذهب أي حزب بعيدا ، ولهذا قررت أن أترأس حزبا وأقوم بتحقيق طموحاته، ولا أرى نفسي أبدا عضوا أو مناضلة في حزب لست مقتنعة بنشاطه أو أفكاره، الأحزاب الحقيقية تحتاج أشخاصا وطنيين يخدمون الوطن بكل صدق و ثقة لتنمية الجزائر.
ما هو توجه حزب التنمية الوطنية؟
حزب التنمية الوطنية حزب ريادي وشبابي، وحزب للشعب، وهدفنا الأول قبل كل شيء كسب ثقة الشعب والعمل على إرجاع الثقة بين السياسي والمواطن لأنها اندثرت وهذا صعب، لكننا نحاول في حزب التنمية الوطنية إرجاعها، وحزبنا يدل عليه اسمه، فنحن نسعى على إحداث تنمية شاملة لكل القطاعات سوى كانت اقتصادية ثقافية اجتماعية سياحية تربوية…الخ نعمل على تنمية الجزائر و جعلها دولة متقدمة بين الدول.
وحزبنا وسطي لا يريد أن يضع نفسه في ثنائية المعارضة والموالاة، نحن مع كل من يخدم الجزائر وفقط.
كيف ترون وضع الجزائر اليوم؟
الجزائر ليست في حالتها التي هي في مخيلتي، فهي تعاني وتنزف في جميع المجالات ولم تجد الدعم الكافي لتقوم وتنهض، وللأسف أصبحنا نتخبط في صراعات والبحث عن المصالح والمناصب، ونسينا أن البلاد بحاجة إلى كل واحد فينا، وضع الجزائر مؤلم رغم أن ما تمتلكه من إمكانيات يمكنها من أن تكون من اقوي الدول، وأحيانا كثيرة أتساءل في قرارة نفسي، كيف هانت علينا أرض الشهداء .
وبالنسبة لتقييمكم للوضع السياسي؟
بالنسبة للوضع السياسي أنا أقولها دائما وأعيدها الساحة السياسية فيها شغور كبير، أين الأحزاب وأين السياسيين، اليوم وكأننا نعيش بقدرة القادر، فلا نضال ولا عمل ولا برامج تجسد على أرض الواقع حتى برنامج رئيس الجمهورية لم ينفذ كما وعدونا.
في حال ما إذا منح الاعتماد لحزبكم، هل تفكرون في الترشح لانتخابات ستنظم مستقبلا؟
بالنسبة للترشح أنا في الحقيقة تقدمت للمجلس الدستوري للترشح للرئاسيات، لكن كان هناك شرط السن، فانا في عمر 35 سنة والقانون يحدد 40 سنة لقبول الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، لكن سأعمل هذه السنوات الخمسة على إنشاء قاعدة شعبية للمشاركة في الانتخابات القادمة، لكن بالنسبة للتشريعيات والمحليات أكيد سوف أترشح وبقوة إن شاء الله، فالآن الحزب يتواجد ب 15 ولاية و إن شاء الله نكمل النصاب في 48 ولاية ونكون حزبا قويا.
وفي الأخير أوجه نداء لوزير الداخلية نور الدين بدوي، أن ينظر إلينا بعين الاعتبار وأن يتم قبول حزبنا واعتماده من قبل مصالحه الوزارية.
رزيقة.خ