تصدر حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وحلفاؤه الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية التي جرت أول أمس بحصوله على 32,32 في المئة من الأصوات، يليهم اليمين بـ 21,56 في المئة، بحسب النتائج النهائية الرسمية .
وأظهرت النتائج التي نشرتها وزارة الداخلية صباح امس أن حزب “الجمهورية إلى الأمام” وحلفاءه الوسطيين في “الحركة الديموقراطية” تصدروا الدورة الأولى .
وحل ثانيا اليمين متقدما بفارق كبير على حزب “الجبهة الوطنية” اليميني المتطرف الذي نال 13,20 في المئة من الأصوات .
وتسمح نتائج الانتخابات لحركة ماكرون بأن تكون في مركز أكثر قوة يسمح لها بالدفاع عن قراراتها بكل أريحية.
وأجمع المراقبون على القول إن هذه الانتخابات لا تشبه أية من سابقاتها، لأنها ستخلط الأوراق السياسية، وستغير المشهد التقليدي في فرنسا رأساً على عقب.
ونشرت وكالة “فرانس برس” أمس نتائج استطلاعات للرأي، أشارت إلى أن حزب “الجمهورية الى الأمام” مع حلفائه الوسطيين سيحصلون في الدورة الثانية، الأحد المقبل، على ما بين 390 و445 مقعداً من اصل عدد النواب الاجمالي 577، أي أكثر بكثير من الغالبية المطلقة البالغة 289 مقعداً .
وتعتبر هذه النتائج ممتازة لهذا الحزب الجديد الذي لم يكن موجوداً قبل نحو عام، في حين تسجل الاحزاب التقليدية اليمينية واليسارية تراجعاً تاريخياً، مع أنها تقاسمت السلطة في فرنسا طيلة 60 عاماً
وأعطت التقديرات حزب الجمهوريين اليميني ما بين 80 و132 مقعداً، في حين أعطت الحزب الاشتراكي ما بين 15 و40 مقعداً، وهي نتيجة كارثية مقابل غالبية مطلقة مريحة كان الحزب يتمتع بها في عهد الرئيس السابق فرنسوا هونلاد
وأقر الامين العام للحزب الاشتراكي الفرنسي جان-كريستوف كامباديليس بأن نتائج الدورة الاولى من الانتخابات التشريعية، التي جرت أول امس، ومني فيها حزبه بهزيمة مدوية سجلت “تراجعاً غير مسبوق لليسار عموماً، وللحزب الاشتراكي خصوصاً “.
و اشارت الاستطلاعات إلى أن حركة الرئيس، “الجمهورية إلى الامام!”، لقيت تأييد 30 بالمئة من الناخبين، متقدمة على حزب الجمهوريين اليميني (20 بالمئة) والجبهة الوطنية اليمينية (18 بالمئة
و تنافس 7877 مرشحا، 42 بالمئة منهم نساء، على أصوات أكثر من 47 مليون ناخب لشغل 577 مقعدا في الجمعية الوطنية
وهذه الانتخابات أساسية بالنسبة إلى ماكرون الذي يبحث عن أكثرية مطلقة تتيح له أن ينفذ برنامجه الانتخابي، بدءا بإصلاح قانون العمل
وقال منير محجوبي وزير الدولة في حكومة ماكرون لوكالة رويترز أثناء جولة لحشد التأييد في دائرته الانتخابية بشمال فرنسا “نريد أغلبية كبيرة كي نستطيع العمل وتغيير فرنسا خلال السنوات الخمس المقبلة
وأجمع الاشتراكيون على اعتبار ما حدث الأحد بأنها “هزيمة أكثر من تاريخية” و”نتيجة قاسية” و”صفحة تنطوي” من تاريخ الحزب العريق بعدما أمسك الحكم خمس سنوات في عهد الرئيس السابق فرانسوا هولاند، لتتصاعد مجددا الأصوات الداخلية المطالبة بإعادة بناء اليسار وتغيير شكل الحزب واسمه.
ودعا رئيس الوزراء الاشتراكي السابق بيرنار كازنوف بأن “ينبغي النظر (إلى هذه النتائج) بوضوح واستخلاص كل العبر بعد الدورة الثانية، ثم إعادة بناء يسار الحكم على قواعد سليمة وجديدة “.
رفيقة معريش