نظمت النقابة الوطنية لناشري الكتب “سنال” أمس، ندوة استذكرية للكاتب والقاص الراحل حفناوي زاغز بجناح النقابة، وذلك في فعاليات الصالون الدولي للكتاب في طبعته الــ23، سيلا 2018. الندوة التي نشطها الاعلامي حميد عبد القادر، وأقامها كل من الدكتور ابراهيم رماني، الدكتور بجامعة بليدة 02 علي لونيسي بلاز نور الدين، حضرتها ابنة الراحل.
ابراهيم رماني قال أن ابن المخادمة بولاية بسكرة حفناوي زاغز حالة استثنائية، ويعتبر من أوائل الذين كتبوا القصة في الجزائر إبان الثورة التحريرية، فضلا عن ذلك فان زاغز أول كاتب ومثقف أهدى كتبه لمؤسسة إعادة التربية بالحراش، بدل المكتبات الوطنية ومراكز البحث، ومن الأول فضل هذا الرجل الصامت، النشر في مجلة “الثقافة” وإصدار كتبه باسمه الحقيقي، بدل اسم مستعار.
ونوه رماني في سياق آخر، بالنقابة الوطنية لناشري الكتب “سنال” التي أقامت هذه الندوة، معتبرا أن رئيسها أحمد ماضي كانت تجمعه علاقات طيبة مع الراحل وأصدر له كل كتبه في دار الحكمة، مؤكدا أن أكبر تكريم للمفكرين والعلماء والرموز الوطنية، هو نشر أعمالهم، واعدا ببذل كل الجهد، لإعادة أعمال زاغز للساحة، برعاية مؤسسات حتى يتعرف الأجيال والرأي العام، على هذه الشخصية التي جمعت بين المناصب السياسية الحساسة باعتباره كان إطارا في الأمن الوطني والكتابة، التي انقطع عليها في فترة من الفترات نظرا لمسؤوليته،
وذكر أنه كتب إصدارا حول الراحل بعد اصرار عليه ولليوم لايوجد الكثير من المراجع حول الشخصية.
الدكتور بلاز نور الدين، اعتبر أن حفناوي زاغز رجل يستحق الذكر، ذلك أنه حمل هم الوطن باعتباره عايش الثورة بكل تفاصيلها، فبدأ الكتابة مباشرة بعد الثورة التحريرية المظفرة، فكتب عن الوطن بكل قوة، وكتب أيضا عن قضية فلسطين.
وتأسف بلاز نور الدين، عن غياب المراجع والمصادر التي تتناول مسيرة هذه الشخصية الوطنية الثقيلة، وانحصارها في رسالة ماجيستير واحدة ومذكرة دكتوراه، مشيرا أن المراجع حوله تعد على الأصابع. وأضاف الأستاذ بلاز، أن الراحل كان مثقفا، ومطلعا على كل العلوم والمعارف، وهو ماأهلته ليكون.
وينتمي حفناوي زاغز إلى أسرة تعتبر من أثرياء القرية لما تتوفر عليه من نخيل و مياه السقي – و أغنام، كان يميل منذ النشأة إلى الأدب نثرا و شعرا فكان أن حفظ كثيرا من نصوص الشعر الفصيح. عايش فترة قبل الثورة، وحينها وبعد الاستقلال، وانخرط بعدها في سلك الأمن الوطني، فبقي بعيدا عن الأضواء، له أعمال قصصية، هي : ( أشواق ) و ( أشجان )، قصص طويلة : ( فتضحك الأقدار ) و ( صلاة في الجحيم ) و حكاية ( قدسية ). وروايات طويلة : الزائر – ضياع في عرض البحر – الفجوة – المكنونة – نشيج في الجراح – عندما يختفي القمر –الشخص الاخر – خطوات في إتجاه آخر – الإبحار نحو المجهول من جزئين….
صبرينة كركوبة