كشفت الرئاسة عن قائمة الطاقم الحكومي الذي سيقوده الوزير الأول عبد العزيز جراد، بحيث تتألف من 39 عضوا بينهم خمس نساء و7 وزراء منتدبين و4 كتاب دولة، مع الاحتفاظ بستة وزراء من الطاقم القديم، وتميزت هذه الحكومة بضمها لأسماء من الكفاءات غير المتحزبة وانضمام وزير شاب يبلغ 26 سنة كلف بوزارة جديدة عنوانها المؤسسات الناشئة.
بعد أيام من تعيين الوزير الأول الأكاديمي عبد العزيز جراد، أخرجت رئاسة الجمهورية قائمة الأسماء التي سيقودها الرئيس تبون بمعية وزيره الأول لتضع نهاية لحكومة تصريف الأعمال التي قادها بدوي ثم صبري بوقادوم، وسيشهد يوم الأحد القادم أول اجتماع لها في مجلس وزراء عادي برئاسة رئيس الجمهورية.
وكما كان متوقعا فإن التشكيلة الحكومية طغى عليها اللون التكنوقراطي في حين عرفت حضور وجه من “الأرندي” في شخص وزير المجاهدين الطيب زيتوني وانضمام وزيرة من جبهة المستقبل الحزب الذي يرأسه المترشح السابق للرئاسيات عبد العزيز بلعيد، ولكن بصورة أعم فإن هذا الطاقم “التقني” شمل مجموعة من الأسماء الجديدة التي اختيرت لها حقائب في المجال الاقتصادي لكن في المقابل أمام الحكومة الجديدة تحديات سياسية صعبة، تتعلق بالأساس في إنجاح الحوار مع الحراك وأحزاب المعارضة وتعديل الدستور في أقرب وقت.
وحافظ وزراء الخارجية والداخلية والعدل على مناصبهم في الحكومة الجديدة، حيث بقي صبري بوقادوم وزيرا للخارجية، وتولى حقيبة الداخلية كمال بلجود، وبلقاسم زغماتي وزيرا للعدل، وراوية عبد الرحمن وزيرة للمالية، وكمال نصري وزيرا للسكن، كما تم الإبقاء على محمد عرقاب وزيرا للطاقة، في حين ضمت التشكيلة الجديدة أربعة وزراء آخرين تولوا مناصب وزارية في عهد الرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة، وهم وزير الصيد البحري سيد علي فروخي وفاروق شيالي وزير الأشغال العمومية وحسان مرموري وزير السياحة ووزير المالية عبد الرحمن راوية.
ووفق قراءات فإن هذه الحكومة لن تعمر طويلا وستشرف على تسيير البلاد خلال الأشهر القادمة، قبل تعديل الدستور الذي من المرتقب أن تعقبه انتخابات تشريعية ومحلية مبكرة ستؤدي آليا إلى تغيير حكومي يتناسب مع نتائج الانتخابات.
ويأتي الإعلان عن الحكومة بعد ساعات من الإفراج عن عشرات نشطاء الحراك الشعبي، وهو الموقف الذي تريد من خلاله السلطة السياسية الجديدة إبداء حسن نيتها في فتح صفحة مع الوضع السياسي تبدأ بالحوار وتنتهي بالإصلاحات المرجوة من طرف المعارضة، خاصة أن الجزائر اليوم تجد نفسها بين إقليم مضطرب متعدد الأزمات لن تستطيع مواجهته إلا ببناء جبهة داخلية قوية.
إسلام كعبش