كان خيار المشاركة في الانتخابات الرئاسية أمرا محسوما لدى حمس منذ فترة، إلا أن مجلس الشورى فضل التروي لبعض الوقت ترقبا لأي جديد في الساحة السياسية.
وصوّت مجلس شورى الحركة، في وقت مبكر من صباح أمس، بالإجماع على قرار المشاركة في الانتخابات الرئاسية.
وأعلنت حركة مجتمع السلم، أكبر حزب إسلامي في الجزائر، ترشيح رئيسها عبد الرزاق مقري رسميًا لسباق الرئاسة المقرر في 18 أفريل المقبل..
وخاطب رئيس الحركة وسائل الإعلام عقب اجتماع مجلس الشورى الوطني للحركة ،مؤكدا أن الحزب جاهز لخوض الرئاسيات، وأن البرنامج جاهز، وستنطلق حملة لجمع التوقيعات ستكون في 48 ولاية.
وتحدث مقري بنبرة واثقة أن حمس ستكون مساهمة في المرحلة الانتقالية التي ولجت فيها الجزائر منذ مدة، و أن الحركة ستكسر حملة التيئييس من العمل السياسي ،بواسطة الحديث على التزوير، قائلا:” لو ربطنا مشاركتنا في الرئاسيات بالنزاهة، لم نكن لنشارك في المحليات، والتشريعيات السابقة، والمشاركة بالنسبة لنا تعد مبدأ نضال وكفاح”.
وأضاف مقري بأن اللقاءات السياسية التي جمعته بمسؤولين في الدولة البعض تم الكشف عنهم والبعض تم التحفظ عنهم، أنها تزيد من تشريفه لأنها ارتكزت على مناقشة الملفات السياسية .
وكان واضحاً منذ فترة وجيزة أم حركة “مجتمع السلم” ستقدم مرشحها، و أن عبد الرزاق مقري سيكون الخيار الأول لمجلس الشورى..
وقال رئيس الحركة عبد الرزاق مقري، أول أمس: “نحن معنيون بالانتخابات الرئاسية، وسنكون حاضرين في صناعة مستقبل الجزائر، ولا يمكن لأي طرف أن يخرجنا من الساحة”، مشيراً إلى أن “الحركة حريصة على التوافق الوطني”.
وتعد هذه المرة الثانية في تاريخ الحزب،الذي يقدم مرشحا للرئاسة باسمه منذ آخر انتخابات عام 1995 التي تقدم فيها مؤسس الحركة الشيخ محفوظ نحناح مرشحا ،منافسا لمرشح السلطة الرئيس اليامين زروال وتحصلت حمس على نسبة 26.3 بالمائة وهي أعلى نسبة تمكن مرشح من المعارضة بالظفر بها .
والى غاية 1999، دعم مؤسس الحركة محفوظ نحناح المرشح الرئيس عبد العزيزبوتفليقة، واستجاب لتأييد مسعى الوئام المدني والمصالحة الوطنية.
واستمر هذا الدعم في انتخابات عام 2004 و2009، قبل أن تقرر الحركة مقاطعة انتخابات 2014، بعدما كانت سنتين قبل ذلك عام 2012، قد أقدمت على قطع تحالفها مع السلطة وإنهاء مشاركتها في الحكومة، بعد أن اجتاحت رياح الربيع العربي مختلف البلاد العربية، وانخرطت حمس في مسعى توحيد الحركات الاخوانية في المنطقة المغاربية الا أن حساباتها سقطت في الماء فارتمت في أحضان المعارضة وتنظم إلى تنسيقية الحريات الديمقراطية،لكنها ما فتئت أن عادت لتراجع سياستها وتعود لمجاراة السلطة.
ويعد مقري ثاني شخصية إسلامية تعلن دخول السباق رسميًا بعد الوزير الأسبق عبد القادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني، وهو حزب أسسه قبل سنوات قليلة قياديون منشقون عن حركة مجتمع السلم.
وانطلق سباق الرئاسة الجمعة 18 جانفي الجاري ،ووصل عدد إعلانات الترشح إلى 94، أغلبها لمترشحين أحرار ، وسط ترقب لإعلان موقف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من الترشح لعهدة خامسة .
رفيقة معريش