كشف وزير الداخلية نور الدين بدوي أمس أن نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية ليوم 4 ماي هي 25ر38 بالمائة، وهي نتيجة لم تعكس حجم المجهودات والوسائل التي جندتها السلطات لتغطية الحملة الانتخابية التي كلفت الدولة الملايير،من أجل تمويل العملية الاشهارية للحدث الانتخابي ، الذي بدا مخيبا لآمال السلطة والأحزاب المشاركة التي كانت تعقد آمالا كبيرة على إقبال الناخبين .
وعلى الرغم من أن السلطة تتغنى بنسبة المشاركة إلا أنها تدري في قرارة نفسها أن العزوف يعكس غضبا شعبيا كبيرا من أداء الحكومة وممثلي البرلمان .
وسعت السلطات في الأيام الأخيرة للحملة أن تحارب كل ما من شأنه أن يعرقل سير الحملة ،وكانت مواقع التواصل الاجتماعي اول ما نغص على السلطات مشروعها لكنها بالمقابل لم تتمكن من توقيف إقبال ملايين المتابعين لهده المواقع على الانترنت بفعل صعوبة التحكم في العالم الافتراضي.
وانتشرت مقاطع فيديو لشابين ينتقدان الوضع السياسي ويحملان مضموناً سياسياً مشحوناً بالغضب، وفيهما دعوة واضحة للجزائريين لعدم التصويت في الانتخابات، وعبرت الفيديوهات عن الإحباطات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في الجزائر، وانتقدت الخطاب الرسمي الذي يقترب من المواطنين عند الاستحقاقات الانتخابية ،وسعت الاحزاب السياسية والسلطة في اللحظات الأخيرة الى امتصاص غضب الشارع، وتوجيه الأنظار إلى مستقبل البلاد، والتهديدات الخارجية ،الا أن دلك لم يكن كافيا لسد الهوة بين الطرفين
وتفاعل ملايين الجزائريين مع هذه المواقع، وعبروا عن خيباتهم المتواصلة في نواب البرلمان وممثلي الحكومة، وتأكد للعيان أن الناخبين يتفاعلون مع هذه المواقع أكثر ما يتفاعلون مع منشطي الحملة الانتخابية، وعكس ذلك نسبة العزوف والأوراق الملغاة في مكاتب الانتخابية التي سجلت حصة الأسد في منافسة الافلان والارندي .
خبير تكنولوجيا ووسائل الاتصال يوسف بوشريم
مواقع التواصل الاجتماعي صارت تتحكم في اختيارات الناخبين
كشف خبير التكنولوجيا ووسائل الاتصال يوسف بوشريم أن الحملة الانتخابية عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة عامة وشبكات التواصل الاجتماعي في الجزائر، اقتصرت على حملتي “سمع صوتك” التي نشرتها السلطة وما نسوطيش التي نشرها شاب هاوي.
وهو ما يعكس صراعا بين وسائل الإعلام التقليدية ممثلة في السلطة الرابعة التي تدعو وتروج للمشاركة في الانتخابات بقوة وبين وسائل التكنولوجيا الحديثة، التي يسميها البعض السلطة الخامسة، والتي احتلها الشباب الداعي إلى المقاطعة .
ووصل عدد المشتركين في الفيسبوك فقط أكثر من17 مليون مشترك ما يمثل 43% من عدد سكان الجزائر واذا أضفنا إليهم المشتركين في الوسائل الأخرى فإن العدد الاجمالي سيتعدى عدد المسجلين في الانتخابات.
وأضاف أن 80 بالمائة من مستعملي الشبكة هم شباب تتراوح أعمارهم بين 18 و 44 سنه وأن 6% فقط تفوق أعمارهم 45 سنة والباقي 14% هى الفئة الاقل من 18سنة و الغير معنية بالعملية الانتخابية. وأعتبر الخبير أن تجاوز الانتخابات لنسبة 35 يعتبر إنجازا عظيما.
و توقع الخبير ان تكون- نسبة المشاركة في المدن الكبيرة ضعيفة جدا وهي المناطق التي تستعمل فيها وسائل التكنولوجيا بقوة وأن نسبة المشاركة ستكون مرتفعة في المدن الداخلية والمناطق النائية وهي المناطق التي لا تستعمل وسائل التكنولوجيا بشكل كبير .
وأن الكهول وكبار السن والنساء هم الأكثر مشاركة، وبالتالي يجب ان يعلم الجميع ان وسائل التواصل الاجتماعي كما رجحت كفة أوباما و ترامب في امريكا وقفزت بمولونشون في فرنسا إلى المرتبة الرابعة في الدور الاول فإنها ستحدد الصراع في الجزائر الدي لم يُلعب في الميدان واقتصر على المشاركة و المقاطعة. يجب الاستثمار والتحكم في وسائل التكنولوجيا سريعا.
رفيقة معريش