رغم أن الموعد الرسمي للشروع في الحملة الانتخابية لرئاسيات 12 ديسمبر القادم، لم يحن بعد، حيث حدد تاريخه في 15 نوفمبر الجاري، إلا أن هناك في الجهة المقابلة “حملة مبكرة” انطلقت عبر شبكات مواقع التواصل الاجتماعي بين الراغبين في الترشح، وسوف “يحمى وطيسها” خلال الأيام المقبلة بعد أن أعلنت السلطة العليا المستقلة للانتخابات أمس، عن القائمة الرسمية للمترشحين من المقبول ملفاتهم.
أطلق عدد من الراغبين في الترشح حتى قبل الإعلان الرسمي عن قبول ملفاتهم، حملات انتخابية مبكرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفتحوا بذلك صفحات على مستوى مواقع “الفايسبوك”، “اليوتوب”، “تويتر”، “إنستغرام”، وجندوا لها شبابا متخصصين في التكنولوجيات، ورغم أنها أصبحت ظاهرة عشية كل انتخابات، سواء محلية أو تشريعية، إلا أن للانتخابات الرئاسية نكهة خاصة، خصوصا في الظرف الحالي الذي تعيشه الجزائر، و ما ميز الحملة “الانتخابية الالكترونية” للمرشحين، أن المجندين في خدمة صفحاتهم قد قطعوا أشواطا كثيرة في عملهم التعريفي بـ”الرئيس المحتمل”، وانتقلوا إلى التعريف ببرنامجه الانتخابي وبالحلول السحرية التي يملكها لإخراج البلاد من أزمتها وتحقيق كل مطالب الشعب، ولم يكتفوا بهذا، فقد لجئوا إلى شن تهجمات عبر منصاتهم “إلكترونية” ضد خصومهم من منافسي مرشحهم، وبتوجيه “التهم”، ومحاولة التقليل من شأن الآخر.
وبالنظر إلى هذه الحملة المبكرة، والتي سوف تعرف منافسة أشرس انطلاقا من اليوم، بعد أن يتعرف كل مرشح على خصومه “الرسميين”، فستكون حرب ” كشف المستور”، و” الأخبار الكاذبة”، وتبادل التهم، زادها-أي زاد الحملة الإلكترونية- ورغم أنها ليست بتقليد جزائري، حيث أن أغلب المرشحين في الانتخابات في كل دول العالم يستعلمون مثل هذه الأساليب والتي تصل أحيانا إلى حد القذف والسب والشتم، إلا أنه في وضع كالذي تعيشه البلاد، فمن المتوقع أن يستغل كل طرف “تاريخ وماضي” الخصوم، للعمل على “النبش” في قضايا قد تثير غضب الشارع و تؤلبه ضدهم، في محاولة للحط من أسهمهم في سوق الانتخابات.
وفي السياق ذاته، تلعب مواقع التواصل الاجتماعي دورا كبيرا في الرفع أو الحط من أسهم المترشحين أو الترويج لهم، ويتعدى تأثيرها تلك المقابلات التي تبث في التلفزيونات، أو الحوارات التي تبث على أثير الإذاعات أو تلك التي تنشر على صفحات الجرائد، ولعل ما يميز هذه الرئاسيات بالذات عن الانتخابات السابقة، سواء محلية أو تشريعية، هو هذا الدور الكبير التي أضحت تمثله هذه المواقع لدى المواطنين، خصوصا و أنهم-أي المواطنين- أصبحوا أكثر اهتماما بالسياسة نتيجة الأحداث المتتالية التي تعيشها البلاد منذ أزيد من ثمانية أشهر، وأصبحوا أكثر مطالعة للمجريات بالاعتماد بما نسبته 80 بالمائة على هذه المواقع لمعرفة المستجدات، كما يتفاعلون معها في كل دقيقة و ثانية، و كل هذا سيكون له تأثيره البالغ في الحملة “الالكترونية” المبكرة للراغبين في الترشح.
رزيقة.خ