قالت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون انه يجب العمل من اجل اللجوء إلى المادة 11من اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوربي لحماية اقتصاد البلاد، و طالبت بتجميد عضوية الجزائر في جامعة الدول العربية ، كما اعتبرت أن السبيل الوحيد لتحصين البلاد يكمن في تقوية الجبهة الداخلية، و قالت أن تدخل رئيس الجمهورية و منعه تمرير تدابير بقانون المالية التكميلي 2018 تتعلق بخوصصة الأراضي الفلاحية العمومية “نثمنه”، غير أنها طالبت بحماية المزارع النموذجية من النهب حماية للأمن للغدائي الوطني.
انتقدت،حنون، أمس، في كلمة لها خلال انعقاد دورة عادية للمكتب السياسي للحزب بمقر هذا الأخير بالعاصمة، مسعى الوزير الأول احمد أويحيى لتمرير إجراءات وصفتها ب” الخطيرة” بقانون المالية التكميلي 2018 و المتعلقة بخوصصة الأراضي الفلاحية المؤممة ومنحها لمستثمرين خواص و أجانب، و قالت أن توجه أويحيى هذا كان قد تعهد به في حملاته الانتخابية لتشريعيات 2012، معتبرة أن تدخل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لمنع تمرير هذه التدابير “نثمنه” لكن نطالب أيضا بحماية المزارع النموذجية حماية للأمن ألغدائي، خصوصا و أن هذه الأراضي الفلاحية و المزارع النموذجية من أجود الأراضي.
من جانب آخر، ترى حنون أن الانتقادات الكبيرة و التنديدات التي أطلقها الاتحاد الأوربي ضد قرار الجزائر المتعلق بتقليص الاستيراد، ورد الجزائر أنها تتفهم هذه الانتقادات و أنها “مقبولة” مع أنها غير مقبولة-تقول حنون-يعبر عن “فقدان الجزائر لسيادتها جزئيا في هذا الاتفاق”، و ترى انه بهذا فموقف الجزائر يتقهقر يوما عن يوم، ودعت إلى التوقف عن “سياسة الانبطاح” لأوروبا و الغرب، و اعتبرت أن بهكذا سياسية فان الدولة تؤكد أنها غير قادرة حتى على الدفاع عن مصالح البلاد، ما يدعو-حسب حنون- إلى ضرورة التعبئة و الكفاح من اجل اللجوء إلى المادة 11 من هذا الاتفاق التي تنص على حق أي طرف موقع على الاتفاق في الانسحاب منه عندما يكون ميزان المدفوعات بلاده يعاني من العجز وهو الحال بالنسبة لميزان المدفوعات و الميزان التجاري الجزائري.
و ترى حنون أن الهشاشات الاجتماعية تشكل خطرا بما فيه على مبدأ عدم التدخل في البلدان الأخرى، و اعتبرت انه لما يكون هناك وضع داخلي هش فالبلاد معرضة أكثر للضغوطات الخارجية، و قد تؤدي هذه الأخيرة إلى تخليها عن بعض المبادئ كإقحام الجيش في الحروب وغيرها، مضيفة أن تحصين البلاد من أي خطر خارجي آو تدخل أجنبي يكمن في تحصين الجبهة الداخلية.
الارتفاع”الرهيب” للأسعار يؤكد فشل سياسية الحكومة
من جانب آخر انتقدت حنون الارتفاع الرهيب في أسعار مختلف المواد واسعة الاستهلاك قبيل أيام من شهر رمضان، و اعتبرت أن هذا الوضع يؤكد عجز السلطات في مراقبة الأسواق و تحديد هوامش الربح، و أن كل السياسات الخاصة بالتجارة الخارجية و الداخلية فاشلة، ودعت في هذا السياق إلى ضرورة عودة احتكار الدولة للتجارة الخارجية و الداخلية، وكذا بإعادة فتح المساحات الكبيرة العمومية “سوق الفلاح” للبيع بأسعار منخفضة للمحافظة على القدرة الشرائية التي انهارت بـ 40 بالمائة حسب الديوان الوطني للإحصاء وهي في الحقيقة تفوق عتبة 70 بالمائة حسبها.
المطالبة بتجميد الجزائر لعضويتها في الجامعة العربية
في سياق آخر طالبت حنون بضرورة تجميد الجزائر لعضويتها في جامعة الدول العربية، كون هذه الأخيرة تتخذ قرارات تتنافى مع مبادئ الجزائر معتبرة ان مواقف الدولة تعرف تراجعا بسبب وجودها ضمن هذه الهيئة، وترى ان الطرف الجزائري أصبح عاجزا فيها بسبب عجزه في الوضع الداخلي.
هذا وتطرقت حنون إلى الاحتفال بذكرى عيد الطالب التي تأتي اليوم في ظرف تعيش فيه الجامعة الجزائرية وضعا سيئا للغاية و تراجع في المستوى بسبب تراجع ميزانية القطاع، كما عادت للحديث عن استعمال النظام “للعنف الشديد” مع احتجاجات الطلبة و الأطباء المقيمين و أفراد الجيش المتقاعدين” و اعتبرت أن لجوء النظام لهكذا أسلوب دليل على ضعفه و نادت بضرورة رحيله بطرق سلمية.
اليوم العالمي للعيش معا بسلام “مسخرة حقيقية”
أما عن اليوم العالمي للعيش بسلام، فقالت حنون انه” مسخرة حقيقية”، ففي الجزائر لا تتوفر أدنى الشروط للعيش معا بسلام حسب حنون- مع وجود فوارق اجتماعية كبيرة بين طبقة الأغنياء القلة و الفقراء التي تتوسع يوما عن يوم، و المساس بالحريات و الحق النقابي و المعاملة “السيئة” للمهاجرين الأفارقة.
رزيقة.خ