خرجت أمس، الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون بتصريحات حول الرئاسيات القادمة قالت أنها تمثل رأيها الشخصي و ليس حزبها، وقالت أنها” شخصيا ترفض دخول حزبها الرئاسيات المقبلة”، لأنها- أي الرئاسيات- لن تحل المشاكل التي تنخر البلاد، بل ستزيد من خطورتها وتسرع مسارات خطيرة، وتساءلت عن “مضمون حوار رئيس الجمهورية مع مجمع “اوكسفورد بزنس” وشككت أن يكون ” مصدره الرئيس بوتفليقة” لأنه حسبها لا يحمل بصمته.
وقالت حنون، أمس، في التقرير الافتتاحي لأشغال الدورة الأولى العادية للمكتب السياسي للحزب، و التي نظمت بمقر هذا الأخير بالعاصمة، أنها “شخصيا جد قلقة على الجزائر”، وأضافت “أنا ضد دخول حزبي للرئاسيات، وهذا موقفي الشخصي، والذي سوف أدافع عنه في اجتماع اللجنة المركزية القادم- سيدة القرار في مسالة المشاركة في الانتخابات من عدمها- غير أنها أكدت أنه في الأخير يبقى رأيها الشخصي الذي يلزمها هي فقط، وأنها سوف تحترم القرار الذي سوف تتخذه اللجنة المركزية الخاص بالرئاسيات وستنفذه مهما كان.
واعتبرت حنون أن الرئاسيات ليست أولوية وأنها لن تحل المشاكل التي تنخر البلاد- حسبها- بل بالعكس قد تسرع مسارات خطيرة، ليس فقط بسبب طبيعة الاقتراع إذا ما سيكون غير نزيه، بل أيضا بعلاقته بالوضع السياسي، الاقتصادي والاجتماعي في البلاد الذي يتميز بالاحتقان المتزايد، إضافة إلى الضغوط الدولية على الجزائر الحمالة للمخاطر، واعتبرت أن الأولوية تكمن في الانطلاق في “التجديد السياسي المؤسساتي والدستوري من خلال إرجاع الكلمة للشعب ليحدد شكل ومضمون المؤسسات التي يحتاج إليها لممارسة سيادته”.
وقالت الأمينة العامة أن الغموض السياسي المترتب عن الرئاسيات يذكرها “فعليا” بمرحلة تشريعيات ديسمبر 1991، لأن النقاش السياسي الحالي يواجه صعوبات شبيهة بصعوبات تلك المرحلة، غير أنها اعتبرت أن هذه المرحلة قد تكون أخطر من سابقتها نظرا للوضع الراهن الخطير، كما اعتبرت أن هذه الفترة شبيهة أيضا بالأوضاع التي كانت سائدة في مصر وتونس في 2010 بعد أن وصل تعجرف النظام إلى مداه وأدى إلى حدوث انفجار شعبي ضخم.
وترى حنون أنه لم يحدث أن طرح منذ اقتراع 1999 مخاوف وصعوبات في تشخيص الوضع والفرز السياسي كما اليوم، وقالت إنه ورغم استدعاء الهيئة الناخبة فالضبابية تسيطر على الجو ، والتساؤلات لازالت مطروحة بسبب الغد المشكوك فيه، وقالت إنه إذا كان الهدف من هذه الرئاسيات هو بقاء النظام الحاكم واستمرار نفس الظروف فما هو الثمن الذي ستدفعه الجزائر، وما هي التنازلات التي سوف تقدمها للقوى العظمى حتى تغض الطرف، هل التراجع عن الموقف الثابت من القضية الفلسطينية؟ آم التراجع عن مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول وبالتالي إقحام الجيش الوطني في مستنقعات الحروب التدميرية؟ آم القبول بالقواعد العسكرية الأمريكية وغيرها على أرض الوطن؟ أم الرضوخ للضغط الأوروبي حول مسالة المهاجرين غير الشرعيين؟ آم العودة إلى المديونية الخارجية لكسر القرارات التي كانت سيادية للدولة الجزائرية؟ تتساءل حنون، التي استخلصت في النتيجة، أن كل هذه الأسباب والمخاوف والمخاطر وبسبب أيضا الأزمة العالمية، فمسألة ومتطلب “ضمانات نزاهة الانتخابات” لم تصبح قضية ديمقراطية فحسب إنما باتت من أهم شروط الحفاظ على الأمة، وقالت “إننا اليوم أمام معادلة واضحة، فاستمرار النظام الحاكم من خلال اقتراع لا تتوفر فيه ادني شروط النزاهة معناه مصادرة سيادة الشعب ومعناه الانزلاق نحو الفوضى العارمة ومن ثمة زوال الأمة.”. وتساءلت مرة أخرى قائلة” هل سيرضى المجاهد عبد العزيز بوتفليقة بانقراض الجزائر”.
من جانب آخر، تطرقت حنون للحوار الذي أجراه الرئيس بوتفليقة مع “اوكسفورد بزنس”، و قالت أنها اطلعت عليه وشككت في أن يكون الرئيس هو من كتبه و علقت عليه بالقول” اطلعت على الحوار المنسوب الى الرئيس بوتفليقة، وكان مكتوب بطريقة تقنية للغاية، و لا توجد به بصمة ولا روح لكتابات وحوارات الرئيس، كما اعتبرت أن تطرق الرئيس إلى فتح المجال أمام الخواص في حين انه كان دائما ما يعطي الأهمية للقطاع العام، عامل آخر يشكك في أن يكون الحوار قد أجراه الرئيس فعليا-تقول حنون.
رزيقة.خ