*الدبلوماسية الجزائرية تخلت عن مبادئها
قالت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون أن البيان الأخير الصادر عن وزارة الدفاع الوطني لم يوضح الأمور بشان الرئاسيات القادمة، بل زاد من حدة الغموض في البلاد، واعتبرت أنه لا يمكن لتصريحات”الهاتف الإلهي”-في إشارة لعمار غول- حول إجراء هذه الانتخابات في موعدها، أن تبدد الشكوك، وأكدت أن حزبها سواء نظمت هذه الاستحقاقات أم لم تنظم، فسوف يواصل التعبئة من اجل إنشاء جمعية تأسيسية، وانتقدت بشدة السياسية الخارجية للبلاد وقالت أن الجزائر تراجعت عن مبادئها.
وسردت حنون، أمس، في كلمة لها في اجتماع أعضاء اللجنة المركزية لولايات الوسط، نظم بمقر الحزب بالعاصمة، ما اعتبرته أسوأ الأحداث التي عرفتها الجزائر في 2018، هذه السنة التي وصفتها حنون بأسوأ سنة تمر على الجزائر منذ الاستقلال، من كل الجوانب وفي جميع الميادين، وقالت إن الجزائر و”للأسف لم تصبح الحالة الاستثنائية، مثلما كانت عليه في الفترة ما بين 2011 و 2014، فهي اليوم التحقت بالبلدان التي تتخبط في أزمات قاتلة نتيجة تفسخ النظام القائم، كما اعتبرت أن 2018 كانت سنة “التناقضات في أعلى هرم السلطة”، وانعدام كلي للبوصلة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وسنة فشل سياسة كل الوصفات التي تم توصيفها في السياسة الخارجية، وهي سنة انتشار الفساد في أعلى درجاته، وسنة الفضائح المدوية، والتفسخ المؤسساتي، وسنة خرق قوانين الجمهورية، وسنة تفاقم رهيب لمأساة “الحرقة”، و سنة المغامرة الكبرى للحكومة ولتوجهها الخاص بالتمويل غير التقليدي، وسنة التراجع عن المبادئ فيما تعلق بالسياسة الخارجية-على حد تعبيرها، حيث قالت أن الدبلوماسية الجزائرية قد تراجعت في مبادئها بشكل ملحوظ، حيث “أصبحت دولتنا تتفق مع الجميع، وذلك يظهر في تصريحات الحكومة عقب كل زيارة من الوفود الأجنبية، مهما كانت طبيعة أنظمة تلك الدول، ما أدى إلى المساواة بين الجلاد والضحية وفق منظور السياسة الخارجية، ما أفقد الجزائر بوصلتها ومبادئها المعهودة عنها”.
من جانب آخر، تطرقت حنون إلى البيان الأخير الصادر عن وزارة الدفاع الوطني الذي تحدث عن الرئاسيات القادمة، و التي رأى فيه البعض انه وضع النقاط على الحروف و قطع كل شك فيما تعلق بهذه المسالة، حيث قالت انه على العكس، لم يوضح الأمور بل زاد من حدة الغموض و التشنجات في الساحة السياسية في البلاد.
كما انتقدت حنون تصريحات رئيس حزب تجمع أمل الجزائر عمار غول دون أن تذكره بالاسم واكتفت بوصفه ب”صاحب الهاتف الإلهي”، وقالت إن تصريحاته الأخيرة، حول إجراء الانتخابات في وقتها لا يمكنها أن تبدد الشكوك، غير أنها اعتبرت أن هذا الغموض لن يطول أمده وسوف يضطر كل طرف إلى تحديد موقفه بمجرد استدعاء الهيئة الناخبة قريبا، وأكدت أنه بالنسبة لحزبها، فسواء نظمت الانتخابات أو لا، فسيواصل التعبئة لاستدعاء جمعية تأسيسية.
وفي قضية اللاجئين العرب المنحدرين من سوريا واليمن وفلسطين، والذين رحلتهم الجزائر إلى النيجر بعد أن دخلوا التراب الوطني بصفة غير نظامية عبر الحدود الجنوبية، والتي أكدت وزارة الداخلية فيما بعد أنهم أفراد من الجيش الحر السوري، قالت حنون إنه إذا كانت الجزائر تشك في أنهم من المقاتلين المسلحين أو إرهابيين، فكان عليها أن تخضعهم للمحاكمة وإدخالهم السجن، مثلما هو الحال مع السجناء الأجانب الموجودين بالمؤسسات العقابية في الجزائر، والمتورطين في قضايا المخدرات وتهريب السلاح، أو أن تسلمهم إلى بلدانهم الأصلية، لافتة إلى أن طريقة التعاطي مع هذه المسالة وبهذا الأسلوب، من شأنه إعطاء المبررات للمنظمات غير الحكومية، والتي تنتظر كل سانحة للضغط على الجزائر والتهجم عليها.
وتطرقت حنون إلى انتخاب التجديد النصفي لمجلس الأمة و ما شابهها من “تزوير وعنف”، حيث قالت أن هذه الانتخابات تؤكد من جديد تسلط المال الوسخ على الانتخابات بالمؤسسات .
وفيما يتعلق بالشأن الداخلي لحزبها، كشفت الأمينة العامة عن اجتماع مرتقب للجنة المركزية لتشكيلتها السياسية خلال شهر جانفي الجاري لانتخاب أعضاء المكتب السياسي وكذا رسم خطة عمل لتجسيد لوائح وأهداف المؤتمر السابع المنعقد في ديسمبر الفارط.
رزيقة.خ