جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
عاد إرهاب الطرق حاصدا عشرات الضحايا عبر طرقات الوطن تزامنا مه عودة نوعا ما للحياة العادية، وسجل هذا الأسبوع عدة حوادث دامية بعد التراجع المحسوس في حوادث السير خلال الأشهر الأخيرة، مع فرض الحجر الصحي والقيد على تنقل المركبات بين الولايات وفي ساعات طويلة من اليوم.
شهدت الطرق عبر الوطن تزامنا مع عودة العمال وعودة الطلا إلى المدارس عدة حوادث مميتة بداية من منتصف الشهر الجاري، مخلّفة العديد من الضحايا والموتى والمصابين بشكل أعاد الصور المأساوية التي عاشها الجزائريون بسبب إرهاب الطرق قبل الجائحة.
وفي السياق ذاته، سجلت مصالح الأمن الوطني 264 حادث مرور على مستوى المناطق الحضرية, خلال الفترة الممتدة من 15 إلى 21 ديسمبر الجاري, أسفر عنه وفاة 3 أشخاص وإصابة 311 آخرين بجروح متفاوتة.
وأوضح بيان لمصالح الأمن الوطني أنه مقارنة بالإحصائيات المسجلة في الأسبوع ما قبل الماضي، عرفت حصيلة حوادث المرور ارتفاعا قدر بـ (+46) وارتفاعا في عدد الجرحى قدر بـ (+46) حادث وانخفاضا في عدد الوفيات قدر بـ (-06) حالات.
كما سجلت مصالح الأمن الوطني، 75 حادث مرور جسماني على مستوى المناطق الحضرية، يومي 25 و 26 ديسمبر 2020 (نهاية الأسبوع)، أسفر عنه وفاة 01 شخص وجرح 90 آخرين.
وتشير المعطيات التي قامت بها المصالح المختصة للأمن الوطني أن سبب وقوع هذه الحوادث يعود بالدرجة الأولى إلى العنصر البشري.
كما لقي 10 أشخاص مصرعهم، وأصيب 149 آخرين في 1186 حادث مرور في عدة مناطق مختلفة من الوطن، خلال الـ24 ساعة الأخيرة.
حادث مأساوي بعين الدفلى
وفي مشهد مأساوي شهد ليلة أول أمس، حادث سير مميت لقى خمس (5) أشخاص حتفهم وأصيب 12 آخرون بجروح بعين الدفلى في حادث اصطدام تسلسلي لعدة مركبات على مستوى الطريق السيار شرق-غرب، حسبما علم من المديرية المحلية للحماية المدنية في حصيلة مؤقتة لها.
ووقع الحادث على مستوى منحدر سيدي عابد التابعة لبلدية عين السلطان بولاية عين الدفلى، حينما أراد أحد السائقين، أصيبت سيارته بعطل، قطع الطريق قبل أن تدهسه سيارة أودت بحياته على الفور، يضيف ذات المصدر.
وتلت هذا الحادث حالة من الفزع بسبب اصطدام لـ 5 سيارات وشاحنتين نصف مقطورة أدت إلى وفاة 4 أشخاص.
1300 حادث مرور خلال الأشهر العشرة الأولى
وفي هذا السياق كشفت المكلفة بالإعلام المندوبية الوطنية للأمن في الطرق فاطمة خلاف.عن تسجيل خلال العشرة أشهر الأولى من السنة الجارية 1.300 حادث مروري تسبب فيها سائقي الوزن الثقيل الأمر الذي دفع المندوبية إلى تنظيم هذه الحملة التحسيسية.
وترتكز هذه المبادرة التوعوية على محورين أساسيين تضيف السيدة خلاف وهما تحسيس سائقي هذا الصنف من المركبات بوجوب احترام قانون المرور وتفادي ارتكاب التجاوزات التي تصدر عن بعض السواق المتهورين والتي غالبا ما تتسبب في وقوع حوادث مرور مميتة خاصة منها السرعة المفرطة .
كما سيركز القائمون على هذه الحملة على توعية سائقي هذا الصنف من المركبات بضرورة تفادي الحمولة الزائدة التي فضلا عن كونها العامل الأول في اهتراء الطرقات تعد أيضا من أهم أسباب وقوع حوادث المرور.
الملازم الأول، المكلف بالإعلام لدى مديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر، خالد بن خلاف الله:
“يجب على السائقين أخد المزيد من الحذر”
وأوضح الملازم الأول خالد بن خلف الله المكلف بالإعلام لدى مديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر في تصريح لـ”الجزائر” أن الاضطرابات الجوية الأخيرة التي عرفتها العاصمة والولايات الوطن ساهمت في ارتفاع حوادث المرور، داعيا السائقين إلى أخد المزيد من الحيطة والحذر واحترام قوانين المرور وقواعد السلامة لتفادي وقوع مجازر مرورية أخرى.
وأضح بن خلف الله أن جميع التحقيقات التي قامت بها وحدات الحماية المدنية أكدت أن أسباب هذه الحوادث تعود بالدرجة الأولى إلى العنصر البشري بنسبة تفوق 95% نتيجة عدم احترام قانون المرور, عدم التقيد بمسافة الأمان, الإفراط في السرعة, الإرهاق وعدم التركيز عند السياقة, إضافة إلى أسباب أخرى متعلقة بالمركبة.
مدير المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق، أحمد نايت حسين:
“العامل البشري له دور كبير في حوادث المرور”
من جهته، كشف مدير المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق، أحمد نايت حسين لـ”الجزائر” أن أسباب الحوادث تعود إلى العامل البشري بنسبة كبيرة.
وأبرز في السياق ذاته، أنه من أهم أسباب الحوادث الإفراط في السرعة وعدم انتباه السائقين، وعدم أخذ الحيطة من طرف المشاة، هذه العوامل الثلاثة من العنصر البشري –يقول- تشكل نسبة الأكبر في الحوادث التي تعرفها طرقنا.
وأكد المتحدث عن أهمية تنظيم الحملة التحسيسية والتوعوية للحد من حوادث المرور التي تعرف ارتفاعا خاصة في فصل الشتاء، مشيرا أن المندوبية الوطنية للأمن في الطرق وبالتعاون مع مؤسسة نفطال وعدد من الجمعيات الناشطة في مجال السلامة وأمن الطرق بادرت بإطلاق حملة تحسيسية للوقاية من حوادث المرور – تحت شعار في الشتاء… ضاعفوا الحيطة والحذر – استهدفت سائقي الوزن الثقيل الذين كشفت الإحصائيات عن تسببهم بنسبة الـ8 بالمائة في مجمل حوادث المرور.
وأضاف أنه “رغم تغيير بعض القوانين وتشديد العقوبات والغرامات الجزافية في مجال الطرقات إلا أن النتائج تبقى غير كافية مما يستلزم تكتيف حملات التحسيسية وتوعية خاصة فصل الشتاء من أجل توعية المواطنين بخطورة تجاهل قوانين مرور.
من جهته، تفاعل رئيس “جيل جديد”، جيلالي سفيان مع الحادث المروري المؤلم بولاية عين دفلى حيث دعا إلى الكفاح للقضاء على ظاهرة حوادث المرور بكل قوة وبنفس صرامة الحرب ضد كورونا.
وكتب في منشور له عبر صفحته في “الفيسبوك” “خبر مأساوي وصور لا تطاق لحادث خميس مليانة المروري الذي خلف خمس ضحايا رحمهم الله و عدد من المصابين ربي يشافيهم”.
وتابع رئيس الحزب “الكفاح ضد إرهاب الطرقات ومعالجة أسبابه يجب أن يكون بنفس قوة وصرامة الحرب ضد جائحة كوڥيد أو ضد سرطان الفساد ربي يرحم موتانا ويعطي عائلاتهم الصبر في هذه المحنة”.
جهود أمنية مستمرّة لتوعية المواطنين
من جهة أخرى، لا يمكن إنكار الجهود التي تبذلها مصالح الأمن من أجل نشر الثقافة المرورية وتوعية الجزائريين بضرورة الالتزام بالسلوكات التي تحميهم من الوقوع ضحايا لحوادث المرور، حيث تقوم مديريات الأمن في مختلف ولايات قطر الوطن بزيارات دورية للمدارس وإعطاء التلاميذ والطلبة دروسا في هذا المجال من قِبل عناصر ذات كفاءة بيداغوجية.
غير أن هذه الجهود رغم أهمّيتها تبقى غير كافية، حيث تواصل حوادث المرور حصد أرواح كثير من المواطنين، ذلك أن نشر الثقافة المرورية ليست مهمّة أجهزة الأمن وحدها، بل مسؤولية مختلف أجهزة الدولة ومؤسسات المجتمع من الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام، وكذا فعاليات المجتمع المدني المطالبة كلّ على مستواها بنشر الثقافة المرورية وتوعية الجزائريين بمخاطر بعض السلوكات التي تهدّد سلامة مستعملي الطرقات وتساهم في زيادة حوادث المرور.
فلة.س