الثلاثاء , نوفمبر 5 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / المحلي / في ظل تهميش السلطات المحلية...:
حي “بوشاقور” ببلدية براقي يعاني في صمت

في ظل تهميش السلطات المحلية...:
حي “بوشاقور” ببلدية براقي يعاني في صمت

ناشدت عشرات العائلات القاطنة على مستوى حي «بوشاقور» ببلدية براقي بالعاصمة، والي العاصمة عبد القادر زوخ إدراجهم في عملية إعادة الإسكان والترحيل المقبلة، لتخليصهم من المعاناة التي عمرت أزيد من 30 سنة.

30 سنة تعيشها أزيد من 200 عائلة في أكواخ القصدير
في فترة تجاوزت 30 سنة ما تزال تلك العائلات تتكبد المعاناة والتي تتضاعف يوما بعد يوم في ظل الصمت التام من قبل السلطات المعنية والتي اكتفت بأطلاق الوعود فقط دون تجسيدها على أرض الواقع، تقول احدى السيدات والتي تعد من أقدم سكان الحي إنها وفي سنة 1996 قدمت الى الحي وقامت بتشييد هذا الكوخ الصغير والذي بات يضم اليوم 3 عائلات بعد أن تزوج أبناؤها في انتظار ترحيلهم، غير أن النتيجة لم تتغير لليوم فكل عمليات الترحيل التي باشرتها السلطات الولائية لم تشملهم ولم تعمل على التسريع في إعادة اسكانها.
اذا تعيش العائلات القاطنة بحي بوشاقور وضعا كارثيا ومزريا داخل سكنات تعود الى الحقبة الاستعمارية كما أنها مصنفة في الخانة الحمراء، كما أن هذه الأخيرة تفتقد لأدنى ضروريات العيش اللائق، على الواقع المرير الذي تقبع فيه العائلات منذ سنوات طويلة دون التفاتة جدية للجهات المسؤولة وهو ما أجمع عليه المشتكون الذين أكدوا بأنهم تعبوا من المعاناة التي جعلتهم ضائعين، وهو ما دفعهم في كل مرة لمطالبة الجهات الوصية ترحيلهم، ولكن للأسف الشديد لا حياة لمن تنادي، ولم تجد نداءاتهم أذانا صاغية، معبرين عن استيائهم وتذمرهم الشديد، جراء الوضع المزري الذي يعشونها .
وفي هذا السياق طالب سكان الأحياء القصديرية من السلطات العليا التدخل العاجل من أجل ترحيلهم الى سكنات لائقة بغية حمايتهم من الأوبئة والأمراض التي تهدّدهم في الاكواخ التي يقيمون منذ السنوات ،السكان الذين أكّدوا أنّهم سئموا وعود المنتخبين المحليين المتعاقبين على البلدية، فهم يعيشون في أكواخ تنعدم فيها أدنى شروط الحياة على غرار الصرف الصحي، حيث وأنت تتجول في أحياء السكنات القصديرية تصادفك المجاري المائية القذرة الناجمة عن فيضانات المطامير الخاصة بتجميع المياه، والتي تشكل سواقي للعب الاطفال ما ينبئ بكارثة صحية خاصة في ظل قلة المياه الصالحة للشرب التي توزع في حنفيات جماعية بالأحياء، التي غالبا ما تكون وراء شجارات في الصباح الباكر.

اهتراء قنوات الصرف الصحي يؤزم الوضع
تسببت الرطوبة والروائح الكريهة وانعدام النظافة، بالإضافة إلى مجاري المياه التي كثيرا ما تغرق البيوت، في إصابة الكثير من السكان بأمراض الحساسية والربو، خاصة بالنسبة للأطفال وكبار السن الذين يعانون في الأساس أمراض القلب، السكري وارتفاع الضغط، بالإضافة إلى نساء حوامل حكمت عليهن الظروف بالعيش وسط القذارة، خصوصا في ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، الأمر الذي جعل إحداهن تتخذ من فناء بيتها الصغير مأوى لها هروبا من حرارة الغرفة، هذه الأخيرة التي تعيش رفقة زوجها وولديها ولا تتعدى مساحتها 2 متر مربع، بينما تعيش أمها وإخوتها في الغرفة الأخرى، تضطر في كثير من الأحيان إلى إبعاد ولديها بأخذهما عند أقاربها خشية إصابتهما بإمراض أخطر من الحساسية التي يعانيانها منذ ولادتهما.
أما بالنسبة للكهرباء، فلم تحس السلطات المحلية على ما يبدو بحاجة السكان إليها، بما أنها لم تكلف نفسها بمد الحي بالإنارة، مما جعل السكان يضطرون إلى مد أسلاك كهربائية من أعمدة الإنارة العمومية حتى أصبحت الأسلاك متشابكة فيما بينها، مما زاد من احتمال الإصابة بصعقات كهربائية، إلا أنهم يضطرون إلى دفع فاتورة الكهرباء التي تقدر بآلاف الدنانير، رغم أن معظمهم لا يملك أكثر من مصباحين أو ثلاث وجهاز تلفزيون.

غياب الغاز وانعدام الأمن والماء ثالوث يؤرق المواطنين
تعيش العائلات القاطنة بحي حالة من التخلف جراء الركود والجمود، بسبب غياب جملة من النقائص التي نغصت عليهم حياتهم وحولتها الي جحيم والتي تأتي في مقدمتها تذبذب في توزيع المياه وغياب شبكة الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى انعدام النظافة والأمن حيث يتخبط العديد من قاطني الحي في مشكل تذبذب توزيع المياه، مما يضطر هؤلاء السكان الدخول في رحلة البحث عن المياه الصالحة لقضاء حاجتهم في الغسيل والشرب وذلك من خلال شرائهم لصهاريج المياه التي يفوق سعرها عن700دج أو الذهاب للأحياء المجاورة لاقتنائه، ما زاد الطينة بلة هو غياب شبكة الغاز الطبيعي الأمر الذي أرهق كاهل السكان إذ لازالوا يعتمدون على قارورات غاز البوتان، وتزداد صعوبة ذلك خاصة في فصل الشتاء إذ يدخل هؤلاء في رحلة بحث يومية عن هذه المادة الحيوية حيث يضطرون في كل فترة للتوجه لشراء قارورات غاز البوتان،الأمر الذي كلفهم أعباء ومصاريف إضافية، خاصة بالنسبة للعائلات محدودة الدخل.
وحسب تصريحات سكان المنطقة عن تذمرهم واستيائهم الشديدين إزاء المعاناة اليومية التي يعيشونها والتي حولت حياتهم إلى جحيم حقيقي، وذلك من خلال قطعهم مسافات طويلة ذهابا إلى الأحياء المجاورة من أجل الظفر بقارورة واحدة من الغاز على الأقل، خاصة وأن سكان الحي يعانون الأمرين خلال فصل الشتاء بسبب افتقارهم لهذه المادة الأكثر من ضرورية بالمنطقة، وهذا في ظل البرودة التي تعرفها المنطقة والتي تنعكس بشكل أكبر على فئة الأطفال الصغار وكبار السن.

الانتشار العشوائي للنفايات يهدد صحة السكان
يشهد الحي حالة من الفوضى جراء الانتشار الواسع للقمامة والنفايات المنزلية، حيث تبقى متراكمة لعدة أيام ما جعلها تشكل ديكورا رسميا يزيّن أزقة الحي، وهو ما يتسبب في إزعاج كبير للمواطنين خاصة المارة منهم، حيث باتت هذه الأخيرة تستقطب الحيوانات الضالة على غرار الكلاب والقطط والجرذان وحتى الأفاعي، فضلا عن انتشار الحشرات الضارة من ناموس وذباب، الأمر الذي بات يهدد بانتشار أمراض وأوبئة خطيرة خاصة لدى الأطفال، وهذا نتيجة لاتخاذهم أماكن القذارة فضاء للعب لعدم توفر مساحات خاصة بذلك، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تعداه إلى قنوات الصرف الصحي التي تعاني هي الأخرى من الانسداد التام، ما أدى إلى انتشار الروائح الكريهة التي تحبس الأنفاس، حيث تصرف المياه القذرة بطريقة عشوائية مشكلة بركا من المياه عكّرت صفو حياة السكان، كما تنذر بحدوث كارثة صحية وإيكولوجية، وفي هذا السياق أبدى العديد من المواطنين انزعاجهم مؤكدين أن الوضع لم يعد يحتمل خاصة في فصل الصيف إذ تصبح هذه النفايات سريعة التعفن والتحلل، مبديين تخوفهم الشديد من حدوث ما لا يحمد عقباه.

المرافق الرياضية، الثقافية والترفيهية حلم يراود السكان
ولعل ما زاد من متاعب سكان الحي الذي شهد توسعا عمرانيا محسوسا في السنوات الأخيرة، هو غياب المرافق ذات الطابع الاجتماعي، الثقافي والرياضي، ذلك نفسه ما يفتقده سكان عدة أحياء، إذ أكد بعض المواطنين أن بلديتهم وعلى مدى سنوات طويلة لم تحظ بأي مشروع من تلك المشاريع التي تعتبر ضرورية لشباب اليوم حتى تكون ملجأ ودافعا له في آن واحد لإبراز طاقاته وكذا لقضاء أوقات فراغه بما يخدمه ويخدم محيطه الاجتماعي عوض التسكع في الشارع أو أن يتعرض إلى مخاطر الآفات الاجتماعية في الشارع، لذا أصبحت تلك المرافق سواء الرياضية أو الثقافية حلما يجب أن يتحقق على أرض الواقع، وحسب تعبيرهم السلطات المحلية تعترف بالنقائص وتعد بالمشاريع.

السكان يطالبون بالترحيل في أقرب الآجال
أمام هذه المعاناة لايزال سكان حي يعانون الأمرّين جراء التهميش الذي يتعرضون له من طرف السلطات المحلية التي لم تحرك ساكنا من أجل ترحيلهم إلى سكنات لائقة كانوا قد وعدوهم بها وبالتالي انتشالهم من حياة الغبن والمعاناة التي يحيونها في تلك الأكواخ القصديرية التي لا تصلح لشيء .يشيد السكان بيوتهم القصديرية جراء تفاقم أزمة السكن لديهم أملا منهم في الحصول على سكن لائق من برامج الدولة السكنية المخصصة لهذا الغرض، لكن الأزمة قد تفاقمت حتى في هذه البيوت القصديرية بعد اضطرار العديد من الشباب من قاطنيها إلى الزواج فيها نتيجة طول مدة المكوث فيها التي فاقت العشر سنوات لدى بعضهم التي عرفت تغير في المجالس الشعبية البلدية دون تغير في وضعيتهم المزرية· من أجل هذا ” عبر السكان عن تذمرهم من حالة الإهمال والصمت واللامبالاة التي تقابلهم بها السلطات رغم معاناتهم الشديدة في هذه السكنات المهترئة جراء التشققات التي لحقت بجدرانها والصدأ الذي أصاب سقوفها، هذه البيوت التي تعيش كل عام على وقع الانهيارات والخوف من الفيضانات التي يسببها التساقط الغزير للأمطار .
أمام هذه المعاناة ناشد سكان الحي القصديري السلطات الولائية -وعلى رأسهم الوالي مولود شريفي- النظر في وضعيتهم الصعبة واعطائهم الأولوية في عملية الترحيل خاصة وأن صبرهم قد نفذ وثقتهم في مسؤولي تبددت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super