يتواصل الجدل في الدول الأوربية، حول أزمة الهجرة غير الشرعية وانتشار الإسلام والمسلمين العرب بأراضيها، وتشير العديد من التقارير أن الحوار بين الإسلام والغرب لا يزال بعيدا رغم اعتراف العديد منها بأن المسلمين باتوا جزءا من أوربا ولم يصلوا عبر قوارب الهجرة حسب اعتراف دول أوربية.
تشير تقارير المنظمة الدولية للهجرة، إلى أن أوروبا استقبلت العدد الأكبر من المهاجرين من مختلف أنحاء العالم، خاصة العرب المسلمين منهم، إلا أن حركة الهجرة ازدادت في السنوات الأخيرة لتحقق أرقام قياسية مع قوارب “الحرقة” وجاء ذلك في غضون البحث عن فرص عمل للتخلص من البطالة.
وتعد الدول الغربية من أوروبا، صاحبة النصيب الأكبر في استقبال المهاجرين، وخاصة من دول المغرب العربي” الجزائر والمغرب وتونس” إلى جانب تركيا، ويقدر عدد السكان العرب المسلمين في أوروبا نحو 45 مليون مسلما بأوروبا وفرنسا الأكبر في الدول الغربية، وتستعرض التقارير عن أكبر الجاليات الأجنبية في مختلف الدول الأوروبية، تظهر فيها الجزائر “المستحوذ” على المرتبة الأولى خاصة في فرنسا، من حيث عدد الجالية فيها، إذ بلغ عدد المهاجرين الجزائريين أكثر من 6 ملايين شخص، مقابل 3 ملايين مغربي، ويتمركز المهاجرون بشكل كبير في الدول المتقدمة منها كفرنسا، وألمانيا، وبريطانيا، وإسبانيا، والدنمارك، ويشار إلى أن عدد المسلمين في أوروبا في تزايد مستمر، وأن دورهم وتأثيرهم في مجتمعاتهم تزايد بشكل ملحوظ خلال الأعوام العشرة الأخيرة، حيث أصبح الإسلام الدين الثاني والمعترف به رسميا من السلطات الرسمية في الدول الأوروبية.
وفي نفس السياق تتواصل ردود الفعل المثمنة لقرار خارجية إسبانيا، والذي اعترفت صراحة بان الإسلام بات جزءا من القارة العجوز، ونفت أن يكون كل المسلمين قد وصلوا أوربا عبر قوارب الهجرة الغير شرعية، وقال وزير خارجية إسبانيا جوزيب بوريل إن “الإسلام لم يصل إلى إسبانيا عبر قوارب الهجرة، بل هو جزء من هذا البلد الأوروبى”، وذلك ردا على حملات اليمين المتطرف فى إسبانيا ضد هجرة العرب والمسلمين، وإنتقد بوريل، فى ندوة ثقافية في إشبيلية، أولئك الذين ينادون فقط بالجذور المسيحية لأوروبا، مذكرا بالجذور اليهودية والعربية ومشيرا إلى ضرورة ترك الديانات جانبا في الصراعات الداخلية.
وأكد بوريل، أن الإسلام يشكل جزءا من المشهد العام في أوروبا، أما بالنسبة لإسبانيا فهي جزء من أوروبا التي وجد فيها الإسلام سبعة قرون، وهو ما يميزها، فيعيش فى إسبانيا 4% من المسلمين أي 2 مليون، ومنهم من يحمل الجنسية الإسبانية،وجاءت تصريحات بوريل حول العرب والإسلام، ردا على الحزب القومي اليمينى المتطرف “فوكس”، الذي ينادى بالتقليل من المظاهر العربية والإسلامية في إسبانيا وأوروبا، خاصة بعدما نجح في الحصول على أكثر من 10% من الأصوات في إقليم الأندلس،وكان هذا الحزب قد طالب بتغيير احتفالات غرناطة التي تصادف يوم 2 يناير من كل عام، وتؤرخ لسقوط مملكة غرناطة، وتحويلها إلى “احتفالات حروب الاسترداد” نظرا لأن هذا الحدث التاريخي يشكل بداية تشكل الدولة الإسبانية الحديثة.
من جهته ثمنت مرصد الإسلاموفوبيا، في بيانه الذي أصدره مساء الجمعة حول تصريحات وزير خارجية إسبانيا حول العرب والإسلام، ودعا مرصد الإسلاموفوبيا مسلمي إسبانيا إلى لعب الأدوار الإيجابية والفعالة في المجتمع الإسبانى وتقديم النموذج والمثل في الولاء للوطن والدفاع عن مصالحه، باعتبارهم جزءا أصيلا من مجتمعاتهم الأوروبية التي يعيشون بها،كما دعا المرصد مسلمي إسبانيا والغرب إلى عدم الالتفات إلى محاولات اليمين المتطرف لاستفزازهم وغيرها من المحاولات التي تسعى لاختلاق الصراعات وبث الفزع من الإسلام والمسلمين في أوساط المجتمع الإسباني على وجه الخصوص والمجتمع الغربي على وجه العموم.
وللإشارة يبلغ تعداد الدول المعترفة بأن الإسلام أصبح الدين الثاني والمعترف به رسميا من السلطات الرسمية في الدول الأوروبية حوالي العشرين بلد منهم النمسا وكرواتيا فنلندا النرويج بلجيكا إسبانيا رومانيا هولندا لوكسمبورغ ومولدافيا لاتفيا ألمانيا إيطاليا اليونان إيرلندا فرنسا السويد سويسرا و الدانمارك المجر بولندا و ليتوانيا،و الدولة الوحيدة في أوربا رافضة لهذا القرار يتعلق بسلوفاكيا وقد صادق البرلمان في الثلاثين من نوفمبر 2016 على قانون يمنع الاعتراف بالإسلام كديانة رسمية في المنظور القريب وتعد سلوفاكيا التي يبلع عدد المسلمين فيها 27 ألف نسمة و يشكلون 0.5% من السكان المقدرين بنحو 5.4 ملايين نسمة أول دولة أوروبية تقرر قانونا يمنع الاعتراف بالدين الإسلامي.
رزاقي.جميلة