انطلقت أمس السبت بالجزائر العاصمة أشغال الملتقى الافريقي الخامس للاستثمار والتجارة، حيث يعد هذا الملتقى فرصة للتواصل مع رجال الاعمال من القارة السمراء قصد ايجاد شراكة اقتصادية فعالة من خلال مساحة للعرض وفضاء اللقاءات الثنائية والجلسات المتخصصة. كما سترتكز هذه الطبعة والتي ستستمر فعالياتها الى يوم غد الاثنين على مختلف صيغ التمويل المتاحة في الجزائر والعالم لتطوير التجارة والاستثمار، وتوجيه رواد الاعمال الجدد وتسهيل الاتصال بين المصرفيين والمستثمرين، بالاضافة الى تعزيز التجارة الالكترونية والبحث في سبل تفعيل الصيرفة الاسلامية. وقد أكد الخبراء الاقتصاديون الذين تحدثت اليهم “الجزائر” ان الانفتاح الاقتصادي للجزائر يمنحها بامتياز احقية استقطاب مشاريع الاستثمار وتوجيهها نحو القارة الافريقية، داعيين في الوقت ذاته الى ضرورة التفكير في ايجاد حلول استراتيجية مميزة للتنمية ورفع الاقتصاد وتنويع الصادرات داخل القارة، وكذا التفكير في دعم وتطوير الشراكة في المجالات الحيوية والبديلة، مشيرين ان حجم المبادلات التجارية الجزائرية مع الدول الإفريقية هي الأضعف.
الخبير الاقتصادي عبد المالك سراي: المبادلات التجارية الجزائرية مع الدول الإفريقية هي الأضعف
سرد الخبير الاقتصادي الدولي عبد المالك سراي في تصريح خص به الجزائر أن بلادنا تنفرد بتبوئها مكانة جيوستراتيجية في المنطقة العربية، المغاربية والافريقية ما يجعل منها شريكا فعالا اقتصاديا وسياسيا. وقال إن الاستقرار السياسي والامني الذي تعيشه الجزائر له بلا شك اسقاطاته على مناخ الاستثمار والتجارة، كما ان التحولات الاقتصادية الكبرى، وتعزيز الهياكل القاعدية الهامة للبلاد هي قاعدة صلبة لاحتضان الاف المشاريع المنتجة. واشار في هذا الصدد ان الانفتاح الاقتصادي الذي تعيشه الجزائر مؤخرا يمنحها بامتياز احقية استقطاب مشاريع الاستثمار وتوجيهها نحو القارة الافريقية، لاعتبارات عدة، اهمها هي ان بلادنا بوابة افريقيا، فالسوق الجزائري هي الممر الرئيسي نحو السوق الافريقية، الا انه لم يخف في ذات السياق التحديات الكبرى التي تنتظر الجزائر للانفتاح على القارة الافريقية، نظرا لضعف المبادلات، إذ تمثل2 في المئة فقط من مجموع التجارة الخارجية، ناهيك عن عدم وجود آليات لمرافقة المؤسسة الجزائرية الراغبة في الاستثمار في افريقيا كالبنوك والنقل الجوي. وبلغة الارقام كشف ذات الخبير، ان حجم الاستثمار في افريقيا ارتفع من 30 مليون اورو سنة 2014، الى 800 مليون اورو سنة 2017، كما ارتفع رقم لقاءات الاعمال الثنائية بين الجزائر ودول افريقيا من 80 لقاء سنة 2014 الى 250 لقاء سنة 2017.
عبد الرحمان مبتول: على الحكومة التفكير في إيجاد حلول استراتيجية مميزة للتنمية
من جانبه، نوه الخبير الاقتصادي الدولي عبد الرحمان مبتول ان بالموقف الاستراتيجي الذي يميز الجزائر بالقرب من الاسواق الاوروبية والافريقية والواقع الاقتصادي المتميز الذي عرفته خلال السنوات الاخيرة والتنمية التي تطرقت الى جميع المجالات الحيوية والاساسية بفضل الاستقرار والطاقات والحكم الرشيد. ودعا مبتول في هذا الصدد الحكومة الجزائرية الى ضرورة التفكير في ايجاد حلول استراتيجية مميزة للتنمية ورفع الاقتصاد وتنويع الصادرات، مؤكدا انه لا يمكن للتنمية الصناعية ان تحقق نسبة نجاح الا بشراكة حقيقية وهي شراكة تزيل كل العقبات، وتزيد من وتيرة التنمية الاقتصادية التي لا تستطيع تحديد جزء منها، وتعتبر اهم صلة بين الشركات دون تمييز، سواء كانت عامة او خاصة، داعيا في ذات الاطار الى التفكير في دعم وتطوير الشراكة في المجالات الحيوية والبديلة. للاشارة ستضع الجزائر على اجندة المستثمرين مجالات اقتصادية متنوعة قصد الاستثمار فيها اهمها القطاع الفلاحي، النسيج، المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، التجارة، الطاقة والطاقة الشمسية، الصيد البحري، بالاضافة الى قطاعات اخرى محفزة على الاستثمار في بلد اجتمعت فيه كلب الظروف على انه بلد الفرص والاستثمار. وحسب الأجندة، فسيتقدم الملتقى الافريقي الخامس لترويج السياحة في الجزائر بالاعتماد على علاقته الدولية، كما سيتم تسليط الضوء على أزمة الوقود والمحروقات، من خلال تقديم بدائل اقتصادية وتقديم طاقة بديلة ومستدامة، كما سيتم التركيز على الابتكارات والعمليات والمؤسسات والالتزامات والمشاريع في فطاع الطاقة المتجددة.
نسرين محفوف