اعتبر خبراء ومحللون اقتصاديون أن الإمكانيات التي تتوفر عليها الجزائر وموقعها الاستراتيجي الذي يعد بوابة لإفريقيا تؤهلها لأن تكون الوجهة الإفريقية الأولى في الاستثمارات وليس الرابعة وفقا لما أشار إليه تقرير جديد أعدته شركة “بيزنيس انسايدر أفريكا“، مبرزين بأن إمكانيات الجزائر قادرة على أن تجعل منها رائدة في العديد من القطاعات وعلى رأسها الطاقات المتجددة والمناجم، الصناعات التحويلية إضافة إلى السياحة.
ويرى خبراء اقتصاديون أن التقرير الجديد الذي أعدته شركة ” بيزنيس انسايدر أفريكا” التي أشارت من خلاله إلى احتلالها المركز الرابع ضمن البلدان الإفريقية الـ10 الأفضل للاستثمار في سنة 2022 مبني على معطيات تقنية، وفق ما تعكسه التوجهات السياسية العامة للجزائر، غير أنهم يعتبرون بأنه يمكن أن تكون الجزائر الوجهة الأولى إفريقيا بالنظر لكل ما تمتلكه من إمكانيات وموقع جغرافي استراتيجي، لكن هذا يبقى مرتبط بمدى توفير مناخ استثماري مشجع، ووضع قوانين مشجعة وثابتة وإزاحة كافة العراقيل البيروقراطية.
الخبير الإقتصادي، أحمد سواهلية:
“الحد من الإستيراد وحماية المنتوج المحلي يجعل من الجزائر جاذبة للإستثمار“
وفي هذا السياق، يقول الخبير الاقتصادي، أحمد سواهلية إن “هذا التقرير منطقي في ظل الإرادة السياسية الموجودة في الجزائر لاستغلال ثروات البلاد والإرادة التي توليها السلطات للحد من الاستيراد وتثمين المنتوج المحلي”، إذ يرى سواهلية أن هذا التوجه “يجعل من المستثمرين يتوجهون نحو الجزائر”، غير أنه أكد على ضرورة ارتباطها بإجراءات أخرى تتعلق بتحسين مناخ الاستثمار وجعل المستمر في أريحية.
ويرى سواهلية في تصريح لـ”الجزائر” أن تركيز تقرير “بيزنيس انسايدر أفريكا” على الطاقات المتجددة وقطاع السياحة من بين القطاعات الذي اعتبر أن الجزائر قادرة أن تكون رائدة فيهما في 2022، ناتج عن المعطيات التي تشير إلى اهتمام السلطات في البلاد بقطاع الطاقات المتجددة من خلال إطلاق مشاريع ضخمة في هذا المجال، إضافة إلى اهتمامها بقطاع السياحة رغم أنه لا يزال ضعيفا جدا إلا أن هناك إرادة لإحداث الإقلاع في هذا القطاع، خصوصا أن هناك رغبة حقيقية لتحسين مناخ الاستثمار”.
في حين شدد المتحدث “على ضرورة أن تكون هذه الإرادة مجسدة على أرض الواقع وأن تجسد هذه المشاريع على أرض الواقع أيضا وأن لا تبقى مجرد مشاريع ومخططات، ويرى أن “الجزائر حاليا في الطريق الصحيح نحو تحقيق قفزة في مجالات استثمارية عدة لاسيما بالنظر إلى إمكانياتها الاستثمارية الكبيرة في قطاعات أخرى كالمناجم، والصناعات المختلفة”.
الخبير الإقتصادي، الهواري تغرسي:
“الجزائر بإمكانها احتلال المرتبة الأولى للإستثمار في إفريقيا“
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي، الهواري تغرسي أن تصنيف الجزائر في المرتبة الرابعة إفريقيا من بين أحسن 10 دول مستقطبة للاستثمار في 2022، “قد يكون غير منصف بالنسبة لها”.
ويرى تيغرسي في حديث مع “الجزائر” أن “الجزائر بكل إمكانيتها إذا ما وفرت مناخ استثمار جيد ستكون الوجهة الأولى إفريقيا”، وأشار إلى المساحة الكبيرة للجزائر وموقعها الجغرافي المميز الذي يعد بوابة إفريقيا وبوابة نحو أوروبا و البحر المتوسط، إضافة إلى مناخها وإلى ثرواتها الطبيعية، فكلها-يقول تغرسي- تجعلها أفضل من كثير من بلدان القارة بخصوص استقطاب الاستثمارات.
واعتبر الخبير الاقتصادي ذاته أن “هناك العديد من القطاعات التي يمكن أن تحدث الجزائر فيها ثورة في الاستثمارات، منها قطاع المناجم خصوصا أن الجزائر تحتوي في باطنها على عدد كبير من المواد غير المستغلة حاليا وتعد مواد نفيسة ونادرة”.
وأشارالمتحدث إلى أنه “من بين 32 مادة موجودة الجزائر لا تستغل إلى 6 مواد أو أكثر بقليل”، واعتبر تغرسي أن “مشاريع القوانين التي سوف تمر على البرلمان الفترة القادمة العديد منها تخص الاقتصاد، كقانون الاستثمار وقانون المناجم وقانون الصفقات العمومية، يمكن أن تساعد في خلق مناخ استثمار محفز”.
وأشار تغرسي إلى أن “هناك قطاع جد هام يمكن للجزائر أن تباشر به استثمارات قوية ألا وهو الصناعات التحويلية”، حيث قال إن “الجزائر بإمكانها أن تكون رائدة في هذا المجال”.
الخبير الاقتصادي، فريد بن يحي:
“الريادة في الإستثمار مشروطة بإدراج الإصلاحات الاقتصادية”
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي، فريد بن يحيى إن “التقرير استند إلى معطيات تقنية”، واعتبر أنه “لو يتم تطبيق الإصلاحات الاقتصادية بسرعة فستكون الجزائر الدولة الرائدة إفريقيا في مجال الاستثمارات”، موضحا أنه لتحقيق ذلك “لا بد من إزاحة العراقيل البيروقراطية لتشجيع المستثمرين”، ويرى أن العديد من المجالات التي يمكن أن تباشر فيها الاستثمارات منها الصناعات التحويلية.
وشدد الخبير الاقتصادي، بن يحيى لـ”الجزائر” على “ضرورة أن يلعب السفراء بالخارج دورهم في الترويج لفرص الاستثمار بالجزائر من خلال تنظيم صالونات والترويج لمختلف القوانين الخاصة بالاستثمار”.
للتذكير، أشار تقرير شركة “بزنيس انسايدر أفريكا ” أن الجزائر تمنح العديد من الفرص التجارية المربحة للمستثمرين، لاسيما مع القوانين الأخيرة المشجعة للاستثمارات الأجنبية، وذكر قطاعين رئيسيين يمنحان فرص هامة للاستثمارات المباشرة الأجنبية وهما قطاع الطاقات المتجددة والسياحة.
وأضاف التقرير أنه من ضمن مؤهلات الجزائر التي تعزز مكانتها كوجهة هي احتياطات الصرف الخاصة بها وناتجها الداخلي الخام المقدر بـ 151,46 مليار دولار في سنة 2021، وأشار إلى أن الجزائر المرتبة الرابعة بعد كل من نيجيريا ومصر وجنوب إفريقيا فيما جاءت كوت دي فوار في المركز الـ10 وراء كل أنغولا وغانا.
رزيقة. خ