أصدرت دار ميم للنشر والتوزيع رواية جديدة للطاهر مرابعي موسومة “خريف تيلّة”.
ومما جاء في أجواء الرواية مايلي: قبل سنواتٍ بدأ الشّيبُ يغزو قٌرانا.. كنّا نرمّم وجوهَنا للّحاق بالفخامة، ولأنّنا لا نُحسنُ ترتيب حالنا، حلُمنا باقتلاع السّقف الذي تعلّق أجدادُنا به، فجرّدناهُ من الشموخِ والهِمّة وألبسناهُ الصّلابة.. وضربنا عليه بالحديد والإسمنت المسلّح.. وخُضنا غمار معركة الوعي، نجّددُ كلّ قديمٍ.. وأخيرا لبِست قُرانا ثوب المدينة وتخلّصت من القِرميد الأحمر والحجر المرصوف بطين البَيَّاض، ذلك الطين الذي حُزنا شرف حماية أنفسنا به بعد أن جلبناهُ من جامع القرية، حيث كنّا نمسح به وجه اللّوح ونكتبُ فيه آيات القرآن التي نحفظها طمعًا وخوفًا… الآن يذوبُ بين حجارة أسوار بيوتنا؛ تحلله أمطار المدينة التي يجلبُها إلينا الأقارب الوافِدون منها ومعهم وابلُ البرق والرّعد، يكتسحون بها ودياننا وزرائِبَ حيواناتنا..أخيرا سنتخلّص من رائحة صلصال آدم في ألواح الجامع.. وقريبًا سنهدمُ الجامع أيضا ونقتلعُ حصيرَهُ الحَلفاوي، لنعوّضه بسماحَة البحر… لن نترك مسافةً بين قريتنا والمدينة إلا قطعناها.. هكذا قالت لنا العواصمُ!”.
يذكر أن الطاهر مرابعي كاتب مهتم بالشؤون الثقافية والسياسية، اشتغل في مجال الإعلام، صدرت روايته الأولى “من يستأجر لي وطنا؟” في 2019 عن دار خيال للنشر والترجمة، كما صدرت له في 2018 كتاب حول راهن الصحافة المكتوبة ومشكلاتها وتحدياتها بعنوان “خبايا غرفة التحرير” عن دار أسامة للنشر والتوزيع في الأردن، كما لديه أيضا دراسات في الشعر والأدب والنقد وقصائد.
ص ك