كبّدت موجة الحرارة التي تعيشها الجزائر، منذ منتصف جوان الماضي، الفلاحين خسائر كبيرة، خاصة في محاصيل الفواكه الموسمية، الأمر الذي دفع العديد من الفلاحين للمطالبة بتدخل الحكومة لإنقاذهم من الخسائر، سيما في ظل توقعات باستمرار موجة الحر لأيام أخرى.
وتتعرض عدة محاصيل زراعية في الجنوب للإتلاف بسبب موجة الحر الحارقة التي تمر بها الجزائر بعد أن سجّلت درجة حرارة قياسية في القارة الأفريقية فاقت 51 درجة، حيث عبر عدة فلاحين عن مخاوفهم من تضرر محاصيلهم الزراعية كالعنب والبطيخ والخوخ وبعض الحمضيات كالليمون، وهو الأمر الذي الذي تخوف منه مربوا الدواجن من تكبدهم خسائر مضاعفة حيث فوجئ العديد من المربين بهلاك أكثر آلاف الدجاج، بسبب ارتفاع درجة الحرارة التي أثرت على سير مكيفات الهواء المخصصة لتهوية المستودعات
وأعادت هذه الخسائر التي سجلها مزارعو الجزائر فتح ملف “ثقافة التأمين” الغائبة تماماً عند المزارعين، الذين تعودوا على تدخل الحكومة في كل مرة لتعويض الخسائر التي يتكبدونها، يضاف إلى ذلك عدم طرح شركات التأمين عروضاً مغرية للمزارعين.وفي هذا السياق، يحصي الاتحاد العام للفلاحين الجزائريين، عدد لا يستهان به من المزارعين غير المؤمنين، حيث يكشف ان عدد المؤمنين لا يتعدى 75 ألف مزارع في سوق ينشط فيها قرابة 900 ألف مزارع، وهو رقم ضعيف اذا ما تم مقارنته بقطاعات اخرى. وحسب الاتحاد العام للفلاحين فإن أسعار التأمين تعدّ مرتفعة، الامر الذي يحتم على الصندوق الوطني لدعم الفلاحين بضرورة دعم أسعار هذه الخدمات لتكون في متناول كل فلاح، إذ تبلغ مثلاً أقساط التأمين متعدد الأخطار للإنتاج النباتي حسب نوع المحصول بين ستة وثمانية آلاف دينار (للهكتار الواحد سنوياً، وهو مبلغ لا يستطيع كل الفلاحين دفعه”.
ويتخوّف فلاحون من مشكلة أخرى قد تزيد خسائرهم وهي اندلاع سلسلة من الحرائق كما حدث العام الماضي، إذ أهلكت الحرائق آلاف الهكتارات من الأراضي المزروعة من دون الحصول على تعويضات، إذ إن أكثر من 90% من الفلاحين لا يقومون بتأمين مزروعاتهم بسبب ارتفاع التكلفة.
عمر ح