كشفت إحصائيات خاصة بواقع استيراد المركبات في الجزائر عن انهيار رهيب للواردات، وتراجع فاق 80 بالمائة لحصة الوكلاء من الاستيراد في مختلف العلامات، توازيا مع تعنت الجهات الوصية في الإفراج عن “الكوطة” السنوية.
ويعيش وكلاء المركبات أوضاع صعبة تهدد نشاط العديد منهم، في ظل إصرار الحكومة على عدم إصدار رخص الاستيراد السنوية، ضمن مساعي تخفيض فاتورة الواردات الوطنية للتكيّف مع أزمة شح المداخيل، فعلى الرغم من تسجيل ارتفاع في حصة الاستيراد بالنسبة لعلامات معينة لاسيما المركبات النفعية والشاحنات على غرار “إيمين أوتو” و”جي أم آ” إلاّ أنّ الحصة الإجمالية لاستيراد السيارات في النصف الأول من السنة تراجع بشكل حاد إلى حدود 55 في المائة، ما يهدد نشاط الوكلاء الممثلة للعلامات المصنعة للسيارات في الجزائر.
و تتجه السلطات العمومية إلى تعويض العرض من خلال نحو 40 ألف وحدة من مشاريع التركيب الثلاثة ، لسوفاك فولكسفاغن وهيونداي سيما موتورز تحكوت و رونو الجزائر، بمعدل 12 ألف وحدة للأولى و 15 ألف وحدة للثانية و 15 ألف وحدة للثالثة، يضاف إليها مشاريع تركيب الشاحنات ل “جي أم سي” هيونداي و ايفال ايفيكو.
وفي هذا الصدد، كشفت آخر الأرقام الصادرة عن مصالح الجمارك عن انهيار كبير للواردات، على خلفية فرض رخص الاستيراد التي لم تسلم إلى الآن برسم سنة 2017 ،وقد بلغ حجم استيراد المركبات المختلفة خلال الفترة الممتدة ما بين جانفي و نهاية أفريل 2017 ، نحو13.878 وحدة و بقيمة 218.66 مليون دولار ،مقابل 33.181 وحدة و قيمة 485.70 مليون دولار في نفس الفترة من 2016،اي بنسبة تراجع بلغت 56.88 في المائة من حيث الحجم و 54.98 في المائة من حيث القيمة.
و عرفت واردات أهم العلامات تراجعا كبيرا، فقد انعدمت واردات رونو الجزائر خلال الفترة المذكورة، مقابل 7474 وحدة في سنة 2016 و قيمة 73.03 مليون دولار اي بتراجع نسبته 100 في المائة ،اما سوفاك الجزائر،فقد بلغ حجم الواردات 860 وحدة بقيمة 11.60 مليون دولار بنسبة تراجع بلغت 85 في المائة من حيث الحجم و القيمة،بالمقابل،بلغت واردات بوجو الجزائر وحدة واحدة مقابل 4985 وحدة و قيمة 49.02 مليون دولار .
وكشفت الحصيلة الصادرة عن مصالح الجمارك عن تراجع حصة أول وكيل مستورد خلال السنة الماضية “رونو” الجزائر، حيث لم تستورد أي سيارة، بينما استوردت خلال نفس الفترة من السنة الماضية 7474 وحدة بقيمة مالية تفوق 73 مليون دولار، وهو نفس المصير الذي عرفته علامة “بيجو” التي استوردت منذ بداية السنة الجارية سيارة واحدة فقط تحمل علامة الأسد الفرنسية، بعدما بلغ حجم استيرادها في السنة الماضية في نفس الفترة 4985 وحدة بما يعادل 49 مليون دولار. و لكن التراجع هذا مس معظم العلامات و الوكلاء،مما يؤكد التوجه إلى سنة بيضاء تقريبا.
وتراجع حجم استيراد ثاني وكيل في الجزائر خلال السنة الماضية وهو “سوفاك” الذي يجمع أبرز العلامات الألمانية بما يعادل 85 في المائة، حيث تهاوت من 5561 سيارة مستوردة في الأشهر الأولى من السنة 2016 إلى 860 سيارة فقط، وتقلصت حصة الوكيل المعتمد للعلامة اليابانية “نيسان” أيضا بـ99 في المائة، متراجعة من 2216 سيارة في السنة الماضية إلى 27 سيارة فقط في السنة الحالية، على غرار ما عرفته كذلك العلامة الكورية “كيا” التي سجلت تراجع بـ82 في المائة 2649 سيارة استوردت في السنة الماضية إلى 223 فقط خلال السنة الجارية.
عمر حمادي
الرئيسية / الاقتصاد / عدم الإفراج عن رخص الاستيراد يحدث زلزالا في السوق:
خسائر فادحة لوكلاء السيارات بالجزائر
خسائر فادحة لوكلاء السيارات بالجزائر