انتقد محللون سياسيون الخطاب الذي ألقاه أويحيى أمس الأول خلال عرضه لمخطط عمل الحكومة على نواب برلمان الغرفة السفلى بوصفه ديماغوجيا وشعبويا تارة والمغامرة غير مدروسة العواقب تارة أخرى على خلفية الإجراءات والإلتزامات والتعهدات المعلن عنها في شكل تطمينات للشعب.
سفيان صخري:
تطمينات أويحيى موجهة للاستهلاك الإعلامي
أدرج المحلل السياسي سفيان صخري الخطاب الذي ألقاه الوزير الأول أحمد أويحي خلال عرضه لمخطط عمل الحكومة أمام نواب الشعب أمس أول في خانة الشعبوية والكلام الموجه للاستهلاك الإعلامي أكثر منه واقعية ومجرد وعود خيالية تعودت عليها الحكومة دون أن تجد لها تجسيدا على أرض الواقع.
وأضاف صخري ل”الجزائر” أمس أن خطاب أويحيى ليس موجها لإنقاذ الدولة بقدر ما هو رسالة على إبقاء السلطة لأن الخوض في المعطيات الاجتماعية والاقتصادية لا تدع مجالا للشك أن الدولة في خطر وانتقلت من مشكلتها السياسية لتقع في أزمة مالية خانقة لن تخرجها – حسبه- رسائل الطمأنة التي بعث بها الوزير الأول للشعب الجزائري وإنما ستولد تصدعات اجتماعية أخرى وقال :”المشكلة أن الحكومة فقدت مصداقيتها وخطاب أويحيى وتطميناته لن تعيدها فهذه الأخيرة لم تقدم شيئا في عز البحبوحة المالية فكيف لها أن تقلب الموازين وتخرج البلاد من الأزمة المالية في المدة القياسية التي كشف عنها 3 أو5 سنوات وكأن الأمر بالسهولة التي يتحدث عنها سيما وأنه أقر بصعوبة الأزمة المالية “وتابع :”الوزير الأول قدم تطمينات فيما يتعلق بالاستمرار في بقاء سياسة الدعم الاجتماعي للمواد الأساسية والالتزام بمشروع “عدل” وغيرها تحمل في طياتها عن عديد التساؤلات عن الرجل ذاته تعاقب على بعض الحكومات في عز البحبوحة المالية ولم تقدم هكذا تطمينات ليأتي الرجل ذاته وفي عز الأزمة ليقدم تطمينات بخزينة فارغة وبحلول تزيد من تعقيد الأزمة أكثر من حلها في الوقت الذي كان أن تسبق هذه الأخيرة بإجراءات خلال سنوات فاتت لتجسيد ما ظل لسنوات عديدة مجرد شعار وهو تطليق الاقتصاد الريعي والذهاب لاقتصاد منتج”.
وأشار صخري في السياق ذاته أن رغبة الجزائريين في “الحرقة ” والتي عادت بقوة في الأونة الأخيرة ما هو إلا دليل صارخ على أن الشعب سئم من سياسة الوعود التي انتهجتها الحكومة لسنوات وأن هذه الأخيرة فقدت مصداقيتها وتحاول إنقاذ نفسها وذكر:”يريدون طمأنة الشعب ولكن إجراءاتهم تنم عن خوف وقلق أدار لها الشعب ظهرها بقوارب الموت “الحرقة ” هذه الأخيرة التي ما هي إلا تعبير صارخ عن حالة اليأس التي يتخبط فيها وسعيه بحثا عن حياة أفضل في الضفة الأخرى”. وقال أيضا : “الحكومة لازالت تنتهج سياسة الهروب للأمام”.
محند أرزقي فراد:
خطاب أويحيى ديماغوجي وشعبوي بامتياز
واعتبر المحلل السياسي ارزقي فراد أن خطاب أويحيى أمام نواب الشعب خلال عرضه لمخطط عمل الحكومة ديماغوجي وشعبوي ليقع في فخ من انتقدهم في السابق لتبني ذلك – في إشارة للوزير الأول الأسبق عبد المالك سلال – تجاوزها لوصفه بالخطير سيما بإعلان توجه الحكومة لطبع الأوراق النقدية والتي لا يقابلها أي إنتاج.
واستغرب فراد في تصريح ل”الجزائر” من حديث أويحيى عن تطمينات في عز التقشف وتعهد بالخروج من الأزمة باتخاذ العديد من التدابير والإجراءات سبقها العديد منها في عز البحبوحة لم تر النور لتلتقي مع حزمة جديدة تحت عنوان كبير “إطمئنوا”.
وأشار فراد أنه من غير المعقول الحديث عن تطمينات وتجاوز الأزمة بنفس البرامج والأشخاص أنفسهم الذي تسببوا في الأزمة ونفسهم من يقترحون الحلول طارحا علامة استفهام كبيرة عن تحدي أويحيى بإخراج البلاد في ظرف 3 أو خمس سنوات بخزينة فارغة و بتدابير وصفها بالمغامرة والخطيرة.
أحمد عظيمي:
هل نعالج الأزمة بنفس البرنامج والأشخاص؟
وسار المحلل السياسي أحمد عظيمي على نهج سابقيه من المحللين الذين انتقدوا خطاب أويحي حيث قال إنه تضمن إجراءات وإن وصفها هو بالتطمينات غير أنها ممزوجة بتخوفات من أن البلاد تتخبط من أزمة من الصعب الخروج منها.
وأشار عظيمي إلى أنه كان الأولى قبل اقتراح أية خطة تنموية جديدة عليهم بتقديم التقييم الشامل والكامل للخطة السابقة ولماذا فشلت وما هي أسباب فشلها ومن تسبب في ذلك؟ ليتم بعدها بناء خطة تنموية وقال: أوصلنا ما يسمونه “برنامج فخامة الرئيس” إلى أزمة اقتصادية غير مسبوقة فهل من المنطق القول بأن الحكومة الحالية تستطيع في إطار نفس “برنامج الرئيس” معالجة الأزمة الاقتصادية؟ ومن كان السبب في الأزمة الاقتصادية يستحيل عليه معالجة هذه الأزمة” وذكر : “منذ سنة 2011 ونحن نقول لهم وأقوالنا مسجلة لدى القنوات التلفزيونيه وعلى صحف الجرائد، بأننا نسير نحو الكارثة الاقتصادية وهم يتهموننا بتسويد الوضع وبأن اليد الأجنبية هي من تحركنا واليوم يعترف اويحي أن الوضعية الاقتصادية جد خطيرة لو أنكم استمعتم لما قلناه ولو أنكم اتخذتم الإجراءات اللازمة لما كان بلدنا اليوم في مثل هذا الوضع.
زينب بن عزوز