شدد يوسف بلمهدي الأمين العام لـ”رابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل”، على أن المقاتلين ضمن التنظيمات الإرهابية ينفذون أجندات ومخططات لضرب الأمة الإسلامية. كما عبر بلمهدي على خشيته من عودة آلاف الإرهابيين من سوريا والعراق إلى منطقة الساحل التي تعتبر الدرع الجنوبي للجزائر.
رد يوسف بلمهدي حول رأيه في الأخبار المتداولة بشأن عودة مقاتلين من تنظيم ” داعش ” الإرهابي، من الشرق الأوسط إلى إفريقيا بعد هزيمته في العراق وسوريا، في مقابلة مع وكالة الأناضول للأنباء، حيث أكد بلمهدي أن خطر “داعش” على الجزائر والمغرب العربي ودول الساحل الإفريقي ” لا شك فيه “، وهو أي التنظيم الإرهابي ” يبحث عن مكان يسترجع فيه قوته، بعد خروجه (هزيمته) من مناطق عديدة “. وأشار أن ” هذه الجماعات المسلحة (داعش) تبحث عن مكان تأمن فيه وتسترجع قوتها، غير أن ذلك يهدد مناطق آمنة أخرى، ويشيع الفوضى ونشر الجريمة “.
واعتبر بلمهدي أن وجود فرد واحد يهدد المنطقة، لذلك ” يجب مضاعفة الجهد للحد من نشاطهم “، وجدد الأمين العام لـ” رابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل ” دعوته لنبذ العنف، وترك القضاء والمؤسسات العدلية تؤدي دورها. وشدد يوسف بلمهدي، وهو إطار سابق بوزارة الشؤون الدينية الجزائرية، على أن ” الفكر المتطرف، بغض النظر عن مسمياته ومن يمثله أو يروج له أو يتبناه، هو نتاج لسوء الفهم للدين الإسلامي “، وبشأن الحد من خطر “داعش” وأفكاره في إفريقيا، تحدث أمين عام رابطة دعاة الساحل على أن ” الرابطة تعمل على تصحيح المفاهيم ومراجعة أفكار هؤلاء وإقامة جسور الحوار معهم “، ونوه بلمهدي إلى لقاءات وجلسات مطولة عقدت، لمراجعة فكر هؤلاء، مؤكدا ” عودة الكثير إلى رشدهم “.
وبخصوص التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب والتطرف، تحدث بلمهدي قائلا ” لاشك أن مشروعا الوئام المدني، ثم المصالحة الوطنية أصبحا قبلة العالم في هذا المجال “، وأردف بلمهدي ” روجنا لمشروع المصالحة الوطنية، وفتحنا أعين الكثير من الناشطين في إقليم دول الساحل الإفريقي للعمل على نشره وتحقيقه “.
وفيما يتعلق باتفاق الرابطة مع ” المركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب ” الذي مقره بالجزائر العاصمة، لتطوير برنامج تكويني خاص بأئمة ودعاة وعلماء إفريقيا لمحاربة التطرف في القارة، أوضح المتحدث أنه ” شمل تطوير الخطاب الديني والإعلامي والتنمية في المنطقة ومدافعة الفقر “، وأكد أن ” الإمام والداعية يحتاج دورة لضبط المفاهيم المتداولة والمصلحات الرائجة في العمل الدعوي، خاصة تلك التي تستعمل في غير ما وضعت له واستغلها الفكر المتطرف “، وشدد بلمهدي على أن ” محاربة الفقر بالتنمية وتوفير العمل والشغل، وتقديم الخدمات في المجال يشكل حصنا منيعا للشباب من التطرف “.
وفي ختام حديثه، تطرق بلمهدي إلى مسألة إعلان رئيس مالي، أبو بكر إبراهيم كايتا، الاستعانة بالتجربة الجزائرية في المصالحة بين الحكومة المركزية في باماكو، وأبرز المجموعات المسلحة الناشطة شمالي البلاد، وهنا تحدث بالقول إن ” مالي لجأت إلى الجزائر للخبرة التي تملكها ولنجاح المصالحة كمشروع جعل الجزائريين يتجاوزون محنة العشرية السوداء “، وشدد في السياق على أن الجزائر حذرت من الضغوط الأجنبية التي تريد فرض الحل، وتحدث على أن الجزائر ” أكدت مساعدتها مالي “، واعتبر أن ” الاستقرار والأمن لا يصنعه إلا الماليون أنفسهم بالجلوس إلى طاولة الحوار من غير إملاءات خارجية “. وتأتي مخاوف منظمة رابطة علماء الساحل التي عبر عليها أمينها العام بعد إعلان مسؤولين في الاتحاد الإفريقي شهر ديسمبر الفارط، من مدينة وهران عن عودة ” وشيكة لـ6 ألاف عنصر من تنظيم ” داعش ” إلى إفريقيا “.
من جهة أخرى تأسست رابطة علماء الساحل مطلع العام 2013 ومقرها الجزائر، حيث تضم علماء من الجزائر وليبيا فضلا عن النيجر ومالي وبوركينا فاسو وموريتانيا ونيجيريا وتشاد، وتأسست الرابطة بهدف ” مواجهة الفكر المتطرف ونشر قيم التسامح “، حسب تعريف القائمين عليها.
إسلام.ك
الرئيسية / الوطني / يوسف بلمهدي الأمين العام لرابطة علماء ودعاة وأئمة الساحل::
“خطر داعش على الجزائر والمنطقة لا شكّ فيه”
“خطر داعش على الجزائر والمنطقة لا شكّ فيه”
يوسف بلمهدي الأمين العام لرابطة علماء ودعاة وأئمة الساحل::
الوسومmain_post