الثلاثاء , نوفمبر 5 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الوطني / معركة مواقع حول القيادة وانتخابات "السينا":
خلافات الأفلان… إلى أين؟

معركة مواقع حول القيادة وانتخابات "السينا":
خلافات الأفلان… إلى أين؟

تكشف إفرازات الأزمة الجديدة داخل حزب جبهة التحرير الوطني عن معطيات جديدة حول التحركات التي تحدث وراء الستار تحسبا للمرحلة المقبلة المفتوحة على عدة سيناريوهات تتوقف كلها على القرار الذي يتخذه الرئيس بوتفليقة بشأن خوضه معترك الانتخابات الرئاسية من عدمه.
الرئيس بوتفليقة الذي ظل يشكل عامل وحدة وانسجام، ليس داخل حزب جبهة التحرير الوطني فحسب بل بين جميع أطراف السلطة سيشكل انسحابه المحتمل من المعترك الرئاسي نقطة تحول كبيرة في سير الإعداد لمخرجات الاستحقاق الرئاسي القادم.
تبدو حالة الغموض والخلافات التي صارت تعلن عن نفسها بشكل محتشم داخل الأفلان إحدى تجليات القلق السائد بين الأطراف الفاعلة في محيط السلطة من أحزاب ومنظمات وزوايا ورجال أعمال وغيرها، ومرد ذلك تأخر الرئيس بوتفليقة عن إعلان قراره النهائي حول الرئاسيات. إذ بالرغم من تشكل التحالف الرئاسي الرباعي إلا أن أحد أطراف هذا التحالف، رئيس الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس، أكد أن لا أحد يعرف بالضبط موقف وموقع الرئيس بوتفليقة من الاستحقاق القادم.
وفي قراءة أولى للتفاعلات السياسية التي كان الأفلان مسرحا لها الأسبوع الماضي وبداية الأسبوع الحالي، وفي ظل التحركات التي يقوم بها أعضاء قياديون داخل الحزب في الولايات واللقاءات الماراطونية التي يجرونها بمناسبة التحضير لانتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، يمكن أن نميز اتجاهات ثلاثة على الأقل منها الاتجاه الذي يدعم طرح تولي معاذ بوشارب مهامه على رأس الحزب بالرغم من تعارض هذا الموقف مع القانون الأساسي للحزب لكون الرجل لا ينتمي للجنة المركزية للحزب وليس عضوا بالمكتب السياسي أصلا فضلا عن أن يكون هو الأكبر سنا.
والاتجاه الثاني البارز هو الاتجاه المحافظ على بقاء ولد عباس بالرغم من وضعه الصحي حتى ولو اقتضى الأمر أن يتولى تسيير الحزب من بيته كما أشار إلى ذلك بومهدي في آخر تصريح له للصحافة.
أما الاتجاه الثالث فيمثله موقف مؤيد لذهاب ولد عباس غير أنه لا يبدي الرضا بخلافة بوشارب له بل يتمنى أن يأتي الخليفة من أصحاب هذا الاتجاه ويمثل وزير العلاقات مع البرلمان محجوب بدة أحد أبرز الممثلين لهذا الاتجاه وهو الذي ترأس لقاء للمنتخبين السابقين للحزب بعنابة في الوقت الذي كانت تجري فيه فعاليات لقاء تنسيقية التحالف الرباعي بمقر الأفلان بحيدرة.
ويسعى كل اتجاه هذه الأيام لحشد التأييد لموقفه ومساعيه وأهدافه بغية التحضير لأي طارئ قد يحدث إذا ما قرر الرئيس بوتفليقة العزوف عن خوض السباق الرئاسي. وتعد انتخابات السينا أحد الميادين المناسبة بامتياز لهذا السباق المحموم الذي يلعب فيه عامل الوقت دورا حاسما وهاما حيث أن أي حضور قوي في السينا لأي اتجاه سيعزز موقفه داخل الحزب وقد تؤول له الغلبة في نهاية المطاف.
والمتتبع للتفاعلات القائمة في محيط الفاعلين في السلطة يدرك أن هذه الإفرازات ليس وليدة اللحظة الأخيرة ولم تأت صدفة أو نتيجة تصادم غير منتظر بل يمكن العودة بأصولها إلى صيف العام الماضي، وبتعبير أدق إلى المعركة التي أطاحت بالوزير الأول عبد المجيد تبون من الحكومة. آنذاك تشكل تحالف يضم أطرافا من الأفلان مع الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي احمد أويحيى ورئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد والأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين سيدي السعيد للإطاحة بالوزير الأول تبون.
وجرت العادة أن الأطراف “المنهزمة” في أي صراع تدخل في مرحلة سبات وقد تعود بعد حين من الدهر لتلعب دورا جديدا وفق المعطيات المستجدة وهو المنطق الذي يتحرك ضمنه وزير العلاقات مع البرلمان محجوب بدة الذي كان وزيرا للصناعة في حكومة تبون.
ومن جانب آخر توحي مؤشرات “الصراع” القائم اليوم أن التحالف الذي كان قائما ضد تبون ضعفت اليوم مبررات وجوده أمام الرهانات الجديدة المتمثلة في حرب المواقع تحسبا للرئاسيات المقبلة، فالتوافق الموضوعي حول شخص احمد أويحيى الوزير الأول لن يكون بالضرورة التوافق نفسه حول أحمد أويحيى الرئيس، ولو أن هذا الأخير لا يستبعد أن ينال تأييد قطاع من قيادات حزب جبهة التحرير الوطني مستقبلا، وليس أدل على ذلك من تصريح أدلى به القيادي السابق في الأفلان عبد العزيز زياري بأن أويحيى يعد المؤهل لخلافة بوتفليقة ولكنه “لا يحقق توافقا في الآراء” كما أيد هذا الطرح تأكيد ولد عباس أنه لا يشك في وطنية احمد أويحيى وأن الأفلان لا يتدخل في المناوشات القائمة بين الطيب لوح وأحمد أويحيى.
ويبقى الأفلان الذي افتكه الرئيس بوتفليقة من بن فليس عام 2004 عرضة اليوم للانقسام من جديد في حالة ما إذا قرر بوتفليقة عدم خوض الاستحقاق القادم وحينها سيدخل في مخاض عسير حول من يحظى بتزكيته للمرحلة المقبلة.
احسن خلاص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super