جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
عرفت الأعمال التلفزيونية خاصة المسلسلات الدرامية التي خصصتها القنوات خلال شبكتها البرامجية في الموسم الرمضاني لهذا العام، نقاشا كبيرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وككل عام شهدت الحلقات الأخيرة لعدد من الأعمال استغرابا كبيرا، كونها كانت نهايات مفتوحة، في حين فاجأت نهايات أعمال أخرى الجمهور، وقد فتح النقاش على أشده بين المتخصصين من أهل الفن والثقافة، وحتى بين الجمهور المهتم بالشأن الفني، بخصوص ماجادت به القنوات خلال هذا الشهر، لتصبح محل تقييم، لتحديد مواطن الخلل ومن أجل تحسين الإنتاج المحلي مستقبلا.
في السياق، وفي تقييمه للأعمال الفنية التي بثتها القنوات التلفزيونية، اعتبر الكاتب والصحفي عبد الرزاق بوكبة أن نجاح بضعة مسلسلات لا يعني أن منظومتنا الدرامية بخير، وتألق بضع جمعيات لا يعني أن حقلنا الجمعوي سليم. وحضور بعض المؤسسات الثقافية لا يعني أن مشهدنا الثقافي فعّال، والحديث قياس على الحقول كلِّها، مشيرا إنّ النجاح الحقيقي لمنظومة ما هو أن تتوفّر على المناخ الصّحي والمحفز على ديمومة الإبداع، وفق سلّم قيم يراعي ثنائية المال والجمال، ذلك أن التألق الجزئي والموسمي مؤشر على أزمة عامة علينا مواجهتها بنقاش عام يفضي إلى مشروع مجتمع/ أمة، وهذا ما علينا الاعتراف بكوننا لا نملكه في الميدان، رغم أننا نملك بعضه في الأذهان.
ودون الفنان والمخرج المسرحي أحمد رزاق، بعض ملاحظاته بخصوص مسلسلات الموسم الرمضاني 2023، حيث قال أن معظم المسلسلات أجمعت أن أكثر الظواهر السلبية تأتي من الأحياء الشعبية الفقيرة، رغم أن أكبر تجار الممنوعات من طبقات وأحياء جد غنية، الفقراء مجرد باعة على الرصيف، والمرأة دائما مستضعفة وتحت سلطة الرجل، والقصص معظمها جزائرية لكن العصابات والمافيا والأدوار وكأنها من أمريكيا وكأن الكثير من الممثلين يقلد الباتشينو.
من جهته، قال الأستاذ في المعهد العالي لفنون العرض والفنون الدرامية والفنان حبيب بوخليفة أن أكبر إشكال في الكتابة الدرامية التليفزيونية هي إيجاد حركية في مساحة الأداء المتنوع للممثلين في التعبير عن الحالات النفسية بالدرجة الأولى في نفس الحلقة، بحكم الفضاء المحدود للأحداث، وهذا يتطلب مهارة كبيرة في إدارة الممثلين وثراء الحوار، مثلما يحدث في المسلسلات التركية والبرازيلية والأرجنتينية والروسية والأمريكية، والعكس سيكون خانقا للمتعة، ولو أخذنا مثالا حيا لكل حلقات مسلسلات هذا رمضان فإننا نجدها تفتقد إلى هذه الشحنة السيكولوجية المتصاعدة في بعض شبه الأحداث، وطوال كل الحلقات، فالسرد ينقل لنا القصة حيث طغى على بناء المساحة الدرامية في حوار ساذج من واقع الحياة اليومية دون انتقاء عناصره الجمالية الأدبية الشعبية الدرامية.
وعن رأيه، أقر كاتب السيناريو عبد الهادي بلغيث، بأنه من المستحسن تقديم مسلسلات قصيرة تصل حلقاتها ما بين 15 إلى 20 حلقة، حيث تحتوي على قصة منسجمة بالشكل اللائق وفق تفاعلاتها الفنية ثانيا أحداث مبتكرة وقوية وبحبكة مرتبطة بإحكام ثالثا دفع الأحداث للأمام وتقديم معلومات هامة عن الشخصيات في وقت وجيز بدون سرد يجعل المتلقي ينفر، بدل مسلسل من 30 حلقة ممل و أحداثه مترهلة وممتلئ بالحشو الدرامي يبث في الموسم الرمضاني.
صبرينة ك