أصيب الجمهور بخيبة أمل كبيرة، في آخر حلقات مسلسل “أولاد الحلال”، خاصة الحلقة الأخيرة التي عرفت موت البطل “مرزاق”، مع تسارع غير مفهوم وغير منطقي للأحداث، التي أفقدت العمل أهميته، فضلا عن تهميش العديد من الشخصيات التي كانت في أولى الحلقات ركيزة أساسية أعطت المسلسل قيمة فنية سواء من خلال الأداء أو من خلال الأدوار التي حملت قصصا لسكان حي شعبي عريق.
واعتبر فتحي قتال، بأن المسلسل الأجمل والمتكامل في السنوات الأخيرة وفي حلقاته الأخيرة تشعر أن المخرج شخص آخر، وفريق العمل تعب وأصبح يسرع لإتمام 30 حلقة، أحداث غير مترابطة مشاهد بلا معنى فوضوية، على غرار موت رضا هذه الشخصية المهمة في المسلسل مر مرور الكرام، وكذا شخصية توفيق القاتل والمغتصب ومروج المخدرات، لقاء الإخوة بعد بحث طويل بارد وبدون أية عاطفة، وكذا الرجوع لعقلية العائلة الجزائرية الخيالية الغنية…
عبد المنعم بن السايح قال كانت بداية المسلسل جدُ متناسقة التي كانت أحداثها في حي الدرب بالباهية وهران، و انشغال زينو بالبحث عن اخوته .. شكل لنا نص السيناريو _ التونسي الابداع_ العديد من التداخلات و الصراعات التي جعلت المتلقي يتلهف للحلقة القادمة .. و لكن منذ أن اكتشف مرزاق حقيقة موت أمه بدأت أحداث المسلسل تتدهور إلى الأسوء، و بدأ مؤشر الحبكة يتصاعد و لكن نحو الأسفل !
الكثير من المشاهد ناقصة خاصةً في العلاقات العاطفية بين الشخوص، و كوني كاتب روائي انتبهت لهذا الضعف .هناك الكثير من المشاعر العاطفية للشخصيات حضرت ثم غابت و كأنها لا حدث ، كقصة الطفل المخطوف ، موت رضا ، لقاء المرزاق و سينو بأخيهم ، علاقة خالد و زوجته ، قصة أخت خالد و الكثير من الأحداث ..
فمن خلال مشاهدتك لحلقات المسلسل، و أقول هنا الحلقات بعد مشهد أول زيارة مرزاق و زينو لقبر أمهم، تشعر أنه بدأ الخلل في المشاهد و الحبكة… فقد نقصت وتيرة العقدة و كثرت التداخلات اللامبررة… حتى في النسيج العاطفي للشخصيات كان رديئا جدًا، أما الحلقة الأخيرة كانت مستمدة من الحلقات الأخيرة التراجيدية التي يعتمدها الفن التركي في مسلسلاته، و لكن على الأقل في المسلسلات التركية كان السيناريست يشبع رغبة المتلقي في فك الكثير من عقد الحبكة النصية .. ولكن في مسلسل أولاد الخلال تُرك كل شيء مفتوح و كأنها لا نهاية … النهاية الحقيقية أن تغلق الباب للكثير من اللاحداث و توحي ترابطية المشاهد في دعم النهايات ثم تترك خيط رفيع يجعل المتلقي يتساءل ماذا حدث؟، أو ماذا سيحدث، لنلقى الكثير من التأويلات و التحليلات و لكن بعد أن يشبع رغبتنا في خل عقد بعض الشخصيات، هذا الخيط الرفيع الذي يمكن من خلاله للسيناريت أن يكتب من الجزء الثاني.
صبرينة ك