جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
نقلت دراسة أجراها الإتحاد الأوروبي مؤخرا، أن خمس شباب الكثير من الدول العربية من بينها الجزائر ينوون الهجرة إلى أوروبا، وتفاوتت هذه الدراسة بين الدول التي مسها الربيع العربي وأخرى سلمت من رياحه كالجزائر، ولكن لم يمنع شباب هذه البلدان من اختيار الهجرة نحو القارة العجوز نظرا لظروف تفصل فيها هذه الدراسة.
كشفت هذه الدراسة التي شملت 10 آلاف شاب من كل هذه البلدان الجزائر والمغرب وتونس ومصر ولبنان أن ” خمسهم يرغب في الهجرة بينهم حملة شهادات، بسبب شعور عام بالإحباط لدى قسم من الشباب في هذه الدول العربية الخمس المتوسطية “، بالرغم من أنه كان الاتحاد الأوروبي قد أوصى بهذه الدراسة مباشرة بعد اندلاع الثورات الشعبية التي انطلقت شرارتها من الجارة تونس، وانتقلت إلى بلدان إقليمية اعتبارا من نهاية 2010.
ومن جانب آخر نشرت مؤسسة خاصة إسبانية مكلفة بتنسيق التحقيقات هذا الأسبوع ملخصا لتقرير حول واقع الشباب في البلدان العربية والمغاربية من خلال المقابلات الـ10 آلاف التي أجريت بين عامي 2014 و2016 في الجزائر، والمغرب، وتونس، ومصر، ولبنان، رشح في النتيجة أن “خمس الشباب يرغب في الهجرة”، وذكر مركز تحليل مستقل ويوجد مقره برشلونة السبب الرئيسي الذي يدفع بهؤلاء الشباب إلى الهجرة هو إيجاد وظيفة شريفة وشروط عيش أفضل.
في المقابل أكدت المحللة السياسية الإسبانية إلينا سانشيزمونتيخانو لوكالة “فرانس برس” الرسمية إن ” السخط من السياسة مقلق جدا حيث حوالي 60% من الشباب الذين هم في سن الاقتراع لم يقوموا بذلك في الانتخابات الأخيرة لكن بالنسبة إليهم هذا ليس أساس المشكلة التي تكمن في الشعور بعجزهم عن أن يصبحوا راشدين “، وأضافت المحللة الإسبانية التي تولت مهمة تنسيق الدراسة التي تشير إلى شعور عام بالإحباط والتهميش الاجتماعي بين الشباب الذين يمثلون ثلثي سكان بلدانهم، وأشارت في معرض حديثها لوكالة “فرانس برس” ذات المحللة الإسبانية بأنهم ” يرون أنهم عاجزون عن الاستقلال سريعا إيجاد وظيفة والزواج وترك المنزل الأسري- وهذا يؤخر انتقالهم إلى حياة الراشدين “.
وقال ناصر الدين حمودة من مركز أبحاث الاقتصاد التطبيقي للتنمية في الجزائر ” إن ربع الشباب في الجزائر يرغب في الهجرة “، وأضاف ذات المتحدث ” اللافت أن الوصول إلى الجامعة يعزز الرغبة في الهجرة “، وفي تونس حيث الوضع الاقتصادي يوجد أكثر تدهور منذ 2011 حتى بالنسبة للذين لديهم مستوى جامعي عال، وهذا ما ساهم في إحباط الشباب وفي شعورهم باليأس “، كما قالت فاضلة نجاح المسؤولة عن دراسة صحوة في بلادها، وفي منطقة تأثرت بتصاعد المجموعات الجهادية، طرحت أسئلة عديدة حول الصلة بالديانة عموما، في المقابل تبين أن أوقات فراغ الشباب المستجوب تسير في ” الذهاب إلى المسجد ثاني أهم نشاط بعد الخروج مع أصدقاء “، وقال 18% منهم إنهم يصلون يوميا، أما بالنسبة إلى الأنظمة التربوية فيعتبرها الشباب غير مرنة ونظرية ولا تمت بصلة إلى واقع سوق العمل “.
من جانب آخر، أوضح المتحدث أن هناك تغييرا إيجابيا يتجذر في الجزائر خلال المرحلة المقبلة حيث قال ” تشجع النساء بناتهن أكثر وأكثر للحصول على شهادات جامعية “، وأضاف ” ثلث جيل البنات يلتحق بالجامعات مقابل أقل من الربع للشباب “، كما أظهرت دراسة سابقة تندرج في مشروع صحوة أنه ” في 2012 كان والدا أو أحد والدي أكثر من ثلث الطلاب الجزائريين من الأميين ” وأضاف أنه ” نمط اجتماعي جديد سيكون له وقع على سير المجتمع “.
إسلام كعبش