حذر خبراء الأمن طيلة اليومين الفارطين خلال أشغال الإجتماع 12 السنوي لنقاط الإرتكاز، للمركز الإفريقي للدراسات والأبحاث حول الإرهاب،من عودة زحف الجماعات الإرهابية على منطقة الساحل، وتم تنسيق العمل ووضع خريطة طريق يعتمدها المركز في أشغاله لسنة 2019 في جلسات مغلقة بهدف تحليل الوضع الحالي للظاهرة في القارة السمراء.
تواصلت طيلة الأربع والعشرين ساعة الأخيرة بالجزائر العاصمة أشغال الإجتماع الـ12 السنوي لنقاط الإرتكاز للمركز الإفريقي للدراسات والأبحاث حول الإرهاب (الكايارت) وقد تم خلال اليوم الأول من الاجتماع دراسة حصيلة النشاطات السنوية للمركز وتحليل الوضع الحالي لمكافحة ظاهرة الإرهاب في القارة الإفريقية وتحسين التعاون والتنسيق بين الدول في مجال مكافحة الظاهرة مع تحديد سبل و طرق ترقية آليات مكافحة الإرهاب,، إضافة إلى بحث تعزيز التوازن بين مكافحة الإرهاب واحترام حقوق الإنسان في القارة.
وذكر المشاركون أن المركز إستمد موضوع هذه السنة من الحاجة لقيام الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي بالمصادقة على الميثاق الإفريقي حول قيم ومبادئ اللامركزية والحكم المحلي والتنمية المحلية والمبادئ التوجيهية لحقوق الإنسان والشعوب في سياق مكافحة الإرهاب في إفريقيا.
واعتبر ممثل وزارة الشؤون الخارجية الحواس رياش، الاجتماع الـ 12 للمركز الإفريقي للدراسات والأبحاث حول الإرهاب “منبرا أفريقيا مهما لتبادل التحليلات والمعلومات والممارسات الجيدة في النضال المشترك لبلداننا والقارة الأفريقية برمتها ضد الإرهاب والتطرف العنيف وهو يضاف -كما قال- للعمل الجماعي من أعضاء دول الاتحاد الأفريقي لحفظ وتعزيز السلم والأمن والاستقرار الذي تحتاجه إفريقيا من اجل تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية وتحسين ظروف حياة الناس”.
وهذه الاحتياجات تعتبر -كما أوضح- “جزءا من الديناميكية الدولية والقارية التي تسعى لإنشاء الفضاءات وخاصة وسائل التعاون الثنائية والإقليمية والدولية لتعزيز التعاون القضائي والأمن وتبادل المعلومات والخبرات و الممارسات الجيدة”.
وأكد من جهته منسق الأمن والسلم للاتحاد الإفريقي, إسماعيل شرقي، أنه بالرغم من الانجازات المسجلة في بعض المناطق الإفريقية في مجال مكافحة ظاهرة الإرهاب لازالت التحديات كبيرة في منطقة الساحل لا سيما مع تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا.
وأشار المسؤول الإفريقي الى أنه تم هذه السنة اعتماد مقاربة للتعامل مع ظاهرة الإرهاب في ظل الحفاظ على حقوق الإنسان وهي من العوامل التي وصفها ب”المهمة” من أجل محاربة الإرهاب.
أما مدير المركز الإفريقي للدراسات والأبحاث حول الإرهاب (الكايارت)، والممثل الخاص للاتحاد الافريقي للتعاون ضد الارهاب، لاري غبيفلو-لارتي اسك، فقد أبرز الدور الذي لعبته الجزائر وقيادتها الرشيدة في محاربة ظاهرة الإرهاب والوقاية منه واستئصاله, مؤكدا أن الجزائر باتت تنعم اليوم بالسلم والأمان بفضل حكمة قيادتها الرشيدة التي أعطت درسا في مكافحة ظاهرة الإرهاب تحتذي بها دول إفريقيا والعالم ككل.
وشارك نحو 75 عضوا في الاتحاد الإفريقي في هذا الاجتماع السنوي وممثلون لنقاط الارتكاز الوطنية والإقليمية الى جانب مراكز التميز في بعثات الاتحاد الإفريقي ومركز التميز التابع لمنظمة (الايغاد) ومركز تطوير المؤسسات الاهلية .
وتجدر الاشارة الى أن إنشاء المركز الافريقي للدراسات والأبحاث حول الإرهاب (الكايارت) الذي يوجد مقره بالجزائر في أكتوبر 2004 تم بقرار من الإتحاد الإفريقي لتنسيق الجهود الفردية والجماعية ما بين الدول الإفريقية لمواجهة خطر الإرهاب مع الخروج بعد كل لقاء بالعديد من التوصيات الرامية الى مواجهة أنجع للظاهرة،أما نقاط الإرتكاز، فقد إختارتها الدول الأعضاء لتكون بمثابة المؤسسة التي تمثلها أمام المركز كما يمكن تمثيلها من خلال وزراء الداخلية والدفاع والشؤون الخارجية للدول الأعضاء،كما يهدف المركز الى ضمان إطار تبادل المعلومات حول تحركات الجماعات الإرهابية والمساعدة المتبادلة للدراسات والخبرات في المجال.
داعش….الخطر القادم عبر الحدود الليبية الجزائرية
لا تزال الحدود الجزائرية الليبية غير أمنة ومهددة بخطر زحف الجماعات الإرهابية وتنظيم الدولة الإسلامية” داعش”وینشط تنظیم داعش وجماعات مسلحة أخرى، في مناطق عديدة في ليبيا محاذية للحدود الجزائرية حسب ما أعلنت عنه السلطات الأمنية الليبية قبل أيام بعد عثورها على منشورات تتضمن خطط تنظيم داعش لتنفيذ تفجيرات إرهابية تستهدف مقرات الدولة كما تشمل المنشورات تهديدات باغتيال عدد من المسؤولين الأمنيين والعسكريين.
ويأتي هذا التهديد الذي حذر منه خبراء الأمن طيلة اليومين الفارطين خلال أشغال الإجتماع 12 السنوي لنقاط الإرتكاز، للمركز الإفريقي للدراسات والأبحاث حول الإرهاب،من عودة زحف الجماعات الإرهابية على منطقة الساحل بما فيها الجزائر وهو اللقاء الذي إحتضنته الجزائر العاصمة.
هذا وكانت بعثة الأمم المتحدة إلى لیبیا قد أعلنت يوم الثلاثاء الماضي، مقتل 6 مدنیین على ید مسلحین تابعین لتنظیم “داعش” الإرھابى، بعد أسرھم خلال قتال فى بلدة صغیرة فى أكتوبر الماضى بليبيا،وكان تنظیم داعش الإرھابى قد أسر المدنیین الستة فى 28 أكتوبر الماضى، خلال ھجوم على بلدة الفقھاء الواقعة جنوب مدینة سرت الساحلیة، التى كانت معقلا سابقا للتنظیم.
ورغم صد قيادة الجيش لكل المحاولات الإرهابية لدخول لتراب الجزائري عبر الحدود تبق هذه الجماعات تستغل وسائل التواصل الإجتماعي لحشد جماعات تابعة لها خاصة بالجزائر، حيث تمكنت مصالح الأمن بالجزائر قبل سنتين من تفكيك إحدى أكبر الشبكات الإجرامية المتخصصة في تهريب المهاجرين المغاربة غير الشرعيين إلى ليبيا مرورا بالصحراء الجزائرية متجهين إلى الضفة الأخرى في أوروبا،وهو الملف الذي فتحته محكمة الجنايات صبيحة أمس الأول بالشروع في محاكمة 4 من عناصرها أحدهم في حالة فرار والمتواطئ مع شبكات ناشطة بالغرب وليبيا تعمل على تهريب المغاربة بطريقة غير شرعية مقابل مبالغ مالية تقدر بـ 2000 أورو عن كل فرد، وجلسة محاكمة تكشف عن أسباب تعليق الرحلات بين الجزائر وليبيا في 2016، وقد استدعت تلك التطورات إلى إجراء طلب افتتاحي للتحقيق بمحكمة سيدي امحمد بتاريخ 9 أكتوبر 2017، والذي توصل إلى 4 أشخاص يعملون سائقي سيارة أجرة غير شرعية لهم علاقة مع رعايا من جنسية مغربية وليبية لم تتمكن السلطات من تحديد هوياتهم،حيث تقوم الشبكة بتهريب المهاجرين من المغرب إلى الجزائر ثم إلى ليبيا مقابل 2000 أور، وهو المبلغ الذي تستفيد منه جماعات إرهابية ناشطة بليبيا وتختص في تهريب المهاجرين إلى أوروبا، وذلك بالتنسيق بينهم عبر تكنولوجيات الإعلام والاتصال «واتس آب» و«فايسبوك».
رزاقي.جميلة