في الوقت الذي بدأت الموالاة مبكرا الحديث عن رئاسيات 2019 بإعلانها لدعم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة لم يصدر من أحزاب المعارضة سوى الاستنكار والتعبير عن الامتعاض والقول أن من يثيرون “موضوع الخامسة ” المصلحيون ” يبحثون عن التموقع.
وتباينت مواقف أحزاب المعارضة بخصوص فكرة مرشح الإجماع بين القائل إنها صعبة التجسيد مستندا في ذلك على التجارب السابقة ووضعية الشتات التي تتخبط فيها إلى جانب تضييعها للغطاء الذي كان يجمعها ممثلا في تنسيقية الانتقال الديمقراطي وهيئة التشاور والمتابعة فيما راح آخرون للتعبير عن الاستغراب من الحديث عن استحقاقات 2019 بعيدة ومرشح إجماع في الوقت أن هناك أمور أهم من ذلك ليكشف البعض بصفة مباشرة عن ترشحه إذا ما توفرت الشروط ليؤكد على مرشح واحد كفكرة غير مطروح بالمرة .
الأمين العام لحركة النهضة، محمد ذويبي:
من الصعب على المعارضة توحيد ترشحها للرئاسيات
وأشار الأمين العام لحركة النهضة محمد ذويبي على أن فكرة مرشح الإجماع وإن كانت أمرا إيجابيا غير أنه من الصعب تجسيده في ظل الشتات الذي يطبع صفوف المعارضة والتباين في وجهات النظر الذي أضحت السمة البارزة فيها وأضحى مصطلح ” التنسيق ” يتناقل بين ألسنتها فقط ما جعلها أقلية ضعيفة وغير قادرة على صنع التغيير .
وأضاف ذويبي في تصريح ل ” الجزائر ” أمس أن المعارضة لو إستطاعت أن تقدم مرشحها سنة 2019 فهذا سيعد إنجازا تاريخيا إن تحقق غير أن الأمر صعب التحقيق ولا أطن أنه سيتجسد وقال: كانت للمعارضة تجربة سنة 2014 وكانت على وشك أن تقدم مرشح إجماع لها غير أن الأمور انقلبت رأسا على عقب في الدقيقة الأخيرة ورجحت كفة المقاطعة لتنشأ بعدها تنسيقية التغيير ليستبدل الاسم بعدها بتنسيقية الانتقال الديمقراطي وهيئة التشاور والمتابعة والتي كانت بمثابة الإنجاز التاريخي بلملمة شتات المعارضة تحت غطاء واحد باختلاف التوجهات والمشارب والتيارات غير أنه لا وجود لها اليوم و ذهب ت كافة الأحزاب المنضوية تحت لوائها لحالها والإهتمام بأمورها الداخلية و تنسف الجهود و تعود المعارضة لنقطة الصفر و تجعل الموالاة تستقوي و تسبق الحديث عن العهدة الخامسة و بداية التطبيل لها ” وأضاف في السياق ذاته :” الفكرة صعبة التجسيد فشلت سنة 2014 و ستفشل سنة 2019 و التشريعيات و المحليات الفارطة عمقت الشرخ الموجود بين أحزاب المعارضة و لا أعتقد أنها ستلملم شتاتها سواء لتكرار تجربة مزافران ولا لتقديم مرشح إجماع لها “وعن مرشح للتيار الإسلامي فقط رد :” الأمر لم يطرح للنقاش على مستوى الأحزاب الإسلامية”.
رئيس جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله:
المرشح الواحد للمعارضة أمر سابق لأوانه
لم تعد فكرة المرشح الواحد لرئاسيات 2019 مطروحة في أجندة رئيس جبهة العدالة و التنمية عبد الله جاب الله سيما بعد تصريح سابق ل ” الجزائر ” أنه سيترشح لهذه الإستحقاقات إذا ما توفرت بيئة النزاهة والشفافية وترك الصندوق للإرادة الشعبية لتفصل فيمن يحكمها بعيدا عن الممارسات التي طالت العملية الانتخابية في الجزائر والتي جعلتها – على حد تعبيره- لصالح أقلية وذكر :”المشكلة ليست في الترشح بقدر ما الأمر مرهون بتوفير بيئة نزيهة و شفافة لتنظيم الإستحقاقات الإنتخابية وسأترشح إذا كانت هناك بيئة يفرز صندوقها الإرادة الشعبية لا التزوير” مبرزا أنه من الصعب الحديث عن مرشح إجماع للمعارضة .
السكريتير الأول لجبهة القوى الإشتراكية، محمد حاج جيلاني:
الحديث عن الرئاسيات سابق لأوانه
ورفض السكريتير الأول لجبهة القوي الإشتراكية محمد حاج جيلاني الحديث عن فكرة مرشح إجماع للمعارضة في رئاسيات 2019 بالتأكيد على أن الحزب لم يطرح حتى موضوع الرئاسيات للنقاش.
و قال في تصريح ل ” الجزائر ” أمس :” الأفافاس ليس كالأحزاب الأخرى فهو حزب مؤسساتي و قراراته تصدر بعد المشاورات مع هياكل الحزب وملف استحقاقات 2019 لم يفتح على مستوى الحزب وهناك العديد من الأمور التي تكتسي أهمية في الوقت الراهن من مؤتمر الحزب الذي سيعقد شهر فيفري القادم” و تابع في السياق ذاته ” الرئاسيات ليست موضوعا في حزبنا في الوقت الراهن تركناه لحينه عملا بمقولة ” لكل مقام مقال ” لا نريد سبق الأحداث عندما يقترب آجالها سيعقد المجلس الوطني دورته ويحدد الأفافاس موقفه منها ولا تعليق لي ” على مرشح إجماع للمعارضة لرئاسيات 2019″.
زينب بن عزوز