انتقد الإعلامي الجزائري الشهير حفيظ دراجي بشدة بعض الدعوات التي انتشرت وتدعو الجزائريين إلى مغادرة قطر، مثلما فعل السعوديون الذين استجابوا لقرار سلطات بلادهم التي قررت قطع جميع العلاقات مع الدوحة. وفي تغريدة مطولة نشرها عبر صفحته الرسمية على فيسبوك تحت عنوان “كلام لا بد منه”، رد دراجي على عبارة قال إنه قرأها في أحد المواقع الإلكترونية جاء فيها:
“السعوديون يغادرون الجزيرة وبي ان سبورتس ويلقنون الجزائريين درسا في الوطنية”..
وعدّد دراجي في ما كتبه أوجه الخلاف الكثيرة التي تدحض هذا الطرح، قائلا: الجزائر بمتاعبها وهمومها كانت دائما صاحبة مواقف مشرفة، ولم تنزل عبر التاريخ إلى مستوى دنيء يفرض على أبنائها في الداخل والخارج اتخاذ مواقف صبيانية متهورة تسيئ إليهم أو تسيئ إلى تلك المبادئ التي كبرنا عليها”..
بقلم: حفيظ دراجي
“السعوديون يغادرون الجزيرة وبي أن سبورتس ويلقنون الجزائريين درسا في الوطنية”
هذا الكلام قرأته في أحد المواقع الالكترونية التي راحت تتهكم على الجزائريين الذين ينتمون لمختلف المؤسسات الإعلامية القطرية، كاتب المقال اعتبر ما فعله الأخرون مثالا يجب الاقتداء به من طرف الجزائرين!!
منذ متى كان السعوديون أو غيرهم مثالا نقتدي به في التعامل مع الأحداث؟ ومتى وأين اتخذت الجزائر موقفا معاديا لقطر أو غير قطر؟ ومتى طلبت منا الجزائر لكي نتجند من أجل قضية مبدئية ومصيرية ورفضنا الالتزام بها في الداخل والخارج؟
الجزائر بمتاعبها وهمومها كانت دائما صاحبة مواقف مشرفة، ولم تنزل عبر التاريخ الى مستوى دنيء يفرض على أبنائها في الداخل والخارج اتخاذ مواقف صبيانية متهورة تسيئ إليهم أو تسيئ إلى تلك المبادئ التي كبرنا عليها ..
الجزائر بكل همومها لم يسبق لها وان حاصرت شعبا او بلدا صديقا وشقيقا، ولم يسبق لها وان حرضت أبنائها على الشر..
ليعلم صاحب المقال ومن وراءه بأن الجزائريين ولدتهم أمهاتهم أحرارا ، يتصرفون بقناعة وحرية ومسؤولية دون إيعاز من أي طرف كان، وليعلم بأن العاملين في مختلف المؤسسات الإعلامية القطرية يحضون بكامل الاحترام والتقدير ولا يستجيبون الا لنداء الضمير والوطن، ولن يتخلوا عن مواقعهم في مثل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها البلد الذي نعيش فيه فهذا الأمر بعيد عن شيمنا.
أنا شخصيا سأرحل عن القناة التي إحتضنتني عندما أشعر فقط بأنني لم أعد قادرا على العطاء، وعندما أشعر بأنه لم يعد مرغوبا فيَّ، وسأعود الى وطني أو أرحل إلى وجهة أخرى عندما أقرر بقناعة دون ايعاز، ولست بحاجة الى دروس في الوطنية من أي كان خاصة من هؤلاء و أولائك الذين أساؤوا إلى الوطن في يوم ما، ويحاولون الآن عبثا تبيض صورتهم أو التدثر بلباس الوطنية، وشتان بين من يملك الوطنية والرجولة غريزة ثابتة ، وبين من يلبسها كعباءة كلما تغير جوٌ المواقف..