أكد المدير العام لمعهد باستور، فوزي درار، أن الوضعية الوبائية المتعلقة بفيروس كورونا بالجزائر يمكن القول أنها جيدة بالنظر للإنخفاض في عدد الإصابات وتراجع الضغط على المستشفيات بالمقارنة مع الأشهر الماضية، غير أنه شدد بالمقابل على ضرورة الإستمرار في التقيد بالتدابير والإجراءات الوقائية.
وذكر درار لدى نزوله أمس، ضيفا على حصة “ضيف الصباح” عبر أمواج القناة الإذاعية الأولى: “الوضعية الوبائية في بلادنا نستطيع القول أنها جيدة بعد المرور بوضعية وبائية حادة سيما شهر جانفي وماي وجوان ولكن في أواخر شهر جويلية، بدأنا نعرف نوعا من الإستقرار وصولا لليوم والذي تسجل فيه عدد حالات لا بأس بها بالنظر لخصائص الفيروس وذلك إلى جانب أنه لا يوجد هناك ضغط على المستشفيات ومصالح الإنعاش وحتى مخابر لم تعد تعرف ذاك التوافد الذي كان من قبل” وتابع: “لو نريد تقييم وضعية فذلك يكون بالنظر لعدد التوافد على المستشفيات وعدد الموجودين في قسم الإنعاش وهي في تراجع وهذا مؤشر جيد لإجراء التقييم وإعطاء النظرة على الحالة الوبائية زيادة على العينات الموجبة المؤكدة والتي تجعلنا نمنح الضوء الأخضر للوضعية الوبائية”، وأبرز أن الإستراتيجية القادمة لمواجهة الوباء سترتكز على تعزيز التدابير الوقائية والرفع من وتيرة التشخيص.
وكشف ذات المتحدث عن إجراء معهد باستور لـ 220 ألف تحليل خاص بفيروس كورونا، راد عما إذا تغير هذا الفيروس بالمقارنة مع بدايات ظهوره: “فيروس كورونا من خصائصه أنه يتغير من حيث قوة الانتشار في وقت ما كانت عالية ولكن ليس هناك تغيرات كبرى تجعلنا نقول أن هناك فيروس جديد”.
وعن عودة ارتفاع الحالات بولاية البليدة، ذكر درار: “هذا فيروس تنفسي يتنقل في الهواء وإذا وضع الشخص كمامة وقائية والتزم بكافة الإجراءات الوقائية المتخذة تنقص عملية التفشي وفي حالة التراخي يتم تسجيل ارتفاع في عدد حالات الإصابة والمنحنى يكون حسب التعامل مع هذا الفيروس في منطقة ما”.
وتطرق درار لتحذيرات منظمة الصحة العالمية بأن شهري أكتوبر ونوفمبر سيكونان أخطر شهرين في مواجهة فيروس كورونا حيث توقعت ارتفاع في عدد الحالات والوفيات بالتأكيد على أنها تأتي مع ديناميكية تطور الفيروس وبداية انخفاض درجات الحرارة وتواجد الكثيرين في الأماكن المغلقة وقال: “تصريحات منظمة الصحة العالمية تأتي بالتوازي مع ديناميكية تطور فيروس كورنا والذي يسجل حالات كبيرة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية ونرى أنه في بعض المناطق أكثر من 10 آلاف حالة في اليوم ونعرف في الوقت نفسه من خلال تتبعنا للأنفلوانزا أنه بداية شهر اكتوبر ونوفمبر ومع بداية انخفاض درجات الحرارة يكثر بقاء الناس في الأماكن المغلقة ويضاف لها الدخول الإجتماعي وزيادة التواصل بين الناس وهي مؤشرات على أن الوباء سيتصاعد خلال الأشهر المقبلة مع تسجيل عدد حالات كبيرة في العديد من الدول الأوروبية.” وتابع: “منظمة الصحة العالمية تتنبأ وتعطي توصيات ولا بد أن نكون على وعي وأن نتخذ إجراءات احترازية أكثر”.
اللقاح المضاد للأنفلونزا الموسمية لا يحمي من فيروس كورونا
وأشار درار إلى أن هناك خلط كبير بين الإنفلوانزا الموسمية وفيروس كورونا بحيث أكد أنهما وعلى الرغم من أنهما فيروسات تنفسية غير أن لكل واحد مميزاته وخصائصه، كما كشف أن التلقيح ضد الإنفلوانزا الموسمي لا يحمي من الإصابة بفيروس كورونا بل يوفر للشخص مناعة أكثر من الإنفلوانزا الموسمية والتي تعد هي الأخرى قاتلة في ظل الإحصائيات لمنظمة الصحة العلمية بوفاة 650 أف شخص منها سنويا في العالم، وذكر في هذا الصدد: “فيروس كورونا مختلف عن الإنفلونزا الموسمية وليس لهم نفس الخصائص.. صحيح فيروسات تنفسية ولكن المصاب بالأنفلونزا إذا تعرض لفيروس كورونا ستصبح وضعيته أخطر وبالتلقيح ضد الأنفلوانز للأشخاص ذي الأمراض المزمنة والمسنين يكسبهم مناعة” وتابع: “فيه خلط بين الإثنين فيروس كورونا غير الأنفلوانزا الموسمية والتلقيح ضد الأنفلوانزا الموسمية لا يحمي من فيروس كورونا وهذا مهم جدا معرفته وذلك إلى جانب أن الأنفلوانزا الموسمية يمكن أن تكون أقوى من فيروس كورونا ولهذا ندعو الأشخاص الذي تعودوا على التلقيح ضد الإنلفوانزا الموسمية ان يقوموا بذلك ليس للحماية من فيروس كورونا بل ليكونوا محميين لأن الأنفلوانزا الموسمية تتسبب سنويا في وفاة 650 الف شخص في العالم لاسيما عند المسنين والمصابين بالأمراض المزمنة”.
اللقاحات المضادة للأنفلونزا الموسمية ستكون متوفرة خلال الأسابيع الأولى من أكتوبر
وعن توفير معهد باستور اللقاح ضد الأنفلونزا الموسمية قال درار :” ككل سنة فيه اتصال بمعهد باستور في مناقصات دولية البعض منها يستغرق وقت بالنظر للوضعية الخاصة بسبب فيروس كورونا و لكن معهد باستور في تقدم جيد و الجرعات الأولى للتلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية ستكون متوفرة خلال الأسابيع الأولى من شهر اكتوبر و سنكون في الوقت من أجل انطلاق في الحملة الموسمية للتلقيح ضد الأنفلوانزا ” و تابع :” نتمنى ان تنطلق هذه الحملة في اقرب وقت لتتماشى مع ديناميكية الأنفلوانزا في اكتوبر و نوفمبر لا نسجل حالات كثيرة و لكن في شهر ديسمبر يصعد المنحنى الوبائي ليصل الذروة شهر جانفي و مهم جدا في أوائل شهر ديسمبر أن العدد الأكبر ملقحين سيما المسنين و الوضعية الوبائية للبلاد بسبب كورونا تقتضي الشروع مبكر في عملية التلقيح ضد الأنفلوانزا الموسمية ” و كشف درار بلغ الأرقام عن توفير 1.8 مليون جرعة لقاح ضد الأنفلونزا الموسمية و قال :” سنقتني 1.8 مليون جرعة و لكن فيه عزوف الناس للتلقيح في السنوات الماضية ما أدى إلى عدم استعمال الكثير من الجرعات في المستشفيات وراعينا الوضعية الحالية و هناك بنود في العقد تسمح بزيادة شراء الجرعات في أي وقت إذا اقتضت الحاجة لذلك”.
اللقاح المضاد لكورونا ليس في القريب العاجل
وفي سياق منفصل، أكد درار أن اللقاح المضاد لفيروس كورونا والذي تتسابق المخابر العالمية على صناعته ولا واحد فيها تجاوز للمرحلة الثالثة والتي وصفها بالمهمة لكونها تعطي النجاعة للقاح وتدرس فيها كافة الأعراض الثانوية إلى جانب أنها تستغرق وقتا كبيرا، مشيرا إلى أن الجزائر لم تتجل في شرائه إلا بعد أن تثبت نجاعته وأن في المرحلة الحالية تبقى اليقظة والالتزام بالتدابير الوقائية هي الحل الفعال لمواجهة هذا الفيروس. وذكر: “يجب أن تكون هناك نظرة عقلانية ما يقع حاليا حول اللقاح المضاد لفيروس كورونا هو تسابق لا نظير له بين المخابر، ولكن لا يوجد حاليا مخبر تجاوز المرحلة الأهم وهي المرحلة الثالثة و التي تعطي نجاعة اللقاح ويتم فيها دراسة دقيقة مضاعفات والأعراض الثانوية وتستغرق وقت أكبر من المرحلتين الأوليتين وتجريبه على أكبر عدد من الأشخاص أكثر من 40 ألف وهذا يستغرق وقتا لمعرفة بعض الأعراض الثانوية والتي لا تظهر بسرعة”، وأضاف: “منظمة الصحة العالمية وضعت منشورا مؤخرا على أن حملات التلقيح على نطاق واسع لا يمكن أن تنطلق قبل شهري مارس أو أفريل 2021 لأن أمور مرتبطة بالمرحلة الثالثة البعض شرع فيها وآخرون لا ” وتابع: “أجرينا اتصالات مع بعض المخابر ولكن ولا واحد منها لديه رخصة للبيع واللقاح ليس في القريب العاجل”، وقال أيضا: “لا نستطيع التعجيل بشراء اللقاح لأنه في بعض الأحيان هناك أعرض ثانوية واللقاح ليس الحل للقضاء على فيروس كورونا 100 بالمائة قد يكون فعالا على شريحة فقط دون أخرى ويظل الإلتزام بالتدابير والإجراءات الوقائية هو الحل الفعال”.
زينب بن عزوز