أكد خبراء ومحللون اقتصاديون أن الترخيص لشركة الخطوط الجوية الجزائرية بشراء 15 طائرة لفتح خطوط جديدة وكذلك اقتناء بواخر لنقل المسافرين والسلع والحبوب، “خطوة إيجابية” ستخفف من تكاليف النقل، كما ستعزز من مكانة الجزائر جسرا يربط مختلف القارات، غير أنهم شددوا على ضرورة تغيير طريقة تسيير شركات النقل والعمل على تحسين الخدمات والأداء لجعلها أكثر استقطابا للزبائن وتمكينها من تبوؤ مكانة دولية أفضل.
الخبير الإقتصادي، مراد كواشي:
“قرار دعم الأسطولين البحري والجوي إيجابي وسيقلص من تكاليف النقل”
وفي هذا السياق، قال الخبير الاقتصادي وأستاذ الاقتصاد بجامعة أم البواقي، مراد كواشي إن “قرار السلطات بتحديث الأسطول الجوي وشراء 15 طائرة جديدة تضاف إلى 56 طائرة الموجودة حاليا إيجابي في بدايته لأنه سيسمح للجوية الجزائرية ومن ثمة للجزائر بتبؤ مكانتها المطلوبة على المستوى الإقليمي، كما ستسمح لها بتنفيذ مخططها لتكون بوابة إفريقيا، من خلال تعزيز الرحلات الجوية نحو العديد من الوجهات الإفريقية والأوروبية، وهذا سيجعل من الجزائر بمثابة جسر يربط بين القارتين الإفريقية والأوربية بالخصوص وبين القارات ككل”.
واعتبر البروفسور كواشي في حديث مع “الجزائر” أن الإشكالية التي تعاني منها شركة الخطوط الجوية الجزائرية “لا تتعلق بالجانب المالي فالدولة كانت في كل مرة تتدخل لتغطية العجز المالي الذي تعاني منه الشركة ومسح الديون وتحمل المصاريف الإضافية”.
ويرى أنه “من الضروري اليوم تحسين الخدمات والأداء”.
وثمن الخبير الاقتصادي قرار فتح خطوط جوية جديدة كونه سيساهم في تنشيط حركة النقل نحو مختلف الدول سواء الإفريقية والعربية والأوروبية وغيرها من الوجهات وستسمح بجعل الجزائر جسرا حقيقيا يربط مختلف دول العالم ببعضهم البعض.
وفيما يخص تدعيم أسطول النقل البحري، فقال إنه “خطوة إيجابية” كونه سيوفر إمكانية ووسيلة أخرى لتنقل المسافرين خاصة لأبناء الجالية بالخارج الذين لطالما اشتكوا من مشاكل جمة تتعلق بتنقلهم إلى أرض الوطن.
وأشار كواشي إلى أن اقتناء بواخر من أجل نقل السلع والحبوب من شأنه تسهيل العمليات التجارية، خصوصا في ظل الوضع العالمي الحالي جراء استمرار جائحة كورونا، إضافة إلى الوضع في أوكرانيا، ما أثر على أسعار النقل الدولي بشكل كبير، حيث ارتفعت كثيرا، واقتناء بواخر تجارية سيسمح للجزائر بتقليص تكاليف النقل وتوفير العملة الصعبة.
الخبير الإقتصادي، فريد بن يحيى:
“لا بد من برنامج لإصلاح شركات النقل لتمكينها من إيجاد المكانة الدولية المطلوبة”
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي فريد بن يحيى إن “اقتناء 15 طائرة جديدة لشركة الخطوط الجوية الجزائرية إذا كانت من أجل دعم الأسطول الجوي الذي يتوفر حاليا على 56 طائرة وليس لتعويض طائرات انتهت مدة صلاحيتها، فهي خطوة جيدة للغاية ومن شأنها تطوير الشراكة”.
غير أن الخبير بن يحيى أكد في تصريح لـ”الجزائر” على “ضرورة أن يرافق هذا الإجراء، برنامج خاص لإعادة إصلاح الشركة التي عانت الكثير خلال السنوات القليلة الماضية، إضافة إلى ضرورة توفير صيانة في المستوى، وأن يكون هناك اهتمام بتوقيت الرحلات واختيار المطارات ووضع أسعار تنافسية”.
وأكد بن يحيى أن لهذه الجوانب تأثير كبير في النهوض بالشركة وتطويرها أكثر وجعلها منافسة للشراكات الدولية التي تعد اليوم من أكبر شركات النقل الجوي في العالم والتي هي حديثة النشأة مقارنة بالجوية الجزائرية، إضافة إلى كون تقنيي بعض هذه الشركات التي أصبحت رائدة في مجال النقل الجوي تدربوا على يد تقنيي وعمال الجوية الجزائرية -حسب بن يحيى-.
وأكد الخبير الاقتصادي ذاته أنه لا بد أن تسير الجوية الجزائرية في المرحلة القادمة بطريقة جديدة تضمن لها التواجد في سوق النقل الدولية.
وبخصوص دعم الأسطول البحري، يرى بن يحيى أن “اقتناء سفن جديدة تضاف للأسطول البحري الذي يتكون من حوالي 100 سفينة، أيضا خطوة ايجابية وجيدة”، غير أنه يجب في المرحلة القادمة التركيز على صناعة السفن محليا بالشراكة مع الشركات الرائدة دوليا في هذه الصناعة كالشركات الكورية والصينية والإسبانية وغيرها، وأكد أن هناك إمكانية كبيرة لتطوير هذه الصناعة في الجزائر وأنه حان الأوان لإطلاقها.
للتذكير، فقد تم خلال اجتماع مجلس الوزراء الأخير الترخيص لشركة الخطوط الجوية الجزائرية بشراء 15 طائرة لفتح خطوط جديدة، ولاسيما نحو بلدان إفريقية وآسيوية، بالإضافة إلى اقتناء بواخر لنقل المسافرين والسلع والحبوب، كما تمت الموافقة على برنامج الرحلات الجديد للخطوط الجوية الجزائرية تحسبا لموسم الاصطياف، على أن ينشر بمرسوم تنفيذي.
رزيقة. خ