دعا سياسيون و نشطاء في المجتمع المدني و إطارات الشؤون الدينية لضرورة فتح نقاش وطني على ظاهرة الحرقة التي تفاقمت في الأونة الأخيرة و آخذت منحى تصاعدى إمتدت من الشباب لعائلات بأكملها تريد الوصول للضفة الأخرى بغية الخروج بحلول تعالج الظاهرة من العمق و تخرج عن الطابع الظرفي و الإستثنائي.
مدير التوجيه الديني والنشاط المسجدي بوزارة الشؤون الدينية نورالدين محمدي:
وزارة الشؤون ستؤدي ما عليها ولن يتوقف الأمر عند تحريم ظاهرة “الحرڤة”
جدد مديرالتوجيه الديني و النشاط المسجدي بوزارة الشؤون الدينية نورالدين محمدي القول إن ” الحرقة ” حرام مستندا في ذلك على الفتوى التي أصدرها المجلس الإسلامي الأعلى وهي التي تأتي في ظل التنامي الغير عادي لها في الآونة الأخيرة وأضحى يدق ناقوس الخطربعدما إمتدت من الشباب لعائلات بأكملها مبرزا أن الظاهرة تحتاج لفتح نقاش و حوار.
وأضاف محمدي لدى نزوله أمس ضيفا على فوروم الإذاعة أن فتوى التحريم و إن كانت جزء من معالجة الظاهرة غير أنها ليس كافية بحاجة لتجند ومساهم الجميع لحل الظاهرة من العمق ووضع حد لها لأنها لا تليق ببلد المليون شهيد وبلد الخيرات أن يصبح إبنها ضحية في الوقت أن الحلول ممكنة مشددا على أن يكتسيها طابع الإستعجالية و قال :الشاب الحراق ضحية فعلا وهي التوصيفة التي منحه إياه وزير الشؤون الدينية ولكن في قرارات نفسه نجد عدة عوامل أهلا أن يكون ضحية و أن وزارة الشؤون الدينية يقع على عاتقها سد الفارغ معالجة وفقدان الذات عن طريق الوعي الديني و كذا بث روح التفاؤل “.
وانتقد محمدي الخطابات السوداوية التي تبنتها الأحزاب المحسوبة على التيار الإسلامي و التي قال إنه غابت عنها رسائل العبرة وذكر:أستغرب من الأحزاب ذات التوجه الإسلامي توجه إسلامي لا تتحدث عن العبرة التي ينبغي أن يكون في صلب خطاباتها” .
وكشف على أن وزارة الشؤون الدينية ستباشر في دراسة عقود شراكة للقرض الحسن مع صندوق الأوقاف وليس مع صندوق الزكاة الأمر الذي سيستقطب الكثير من الشباب لتجسيد مشاريعهم .
رئيس جمعية أضواء رايتس نور الدين بن براهم:
فتوى التحريم لن توقف “الحرڤة”
ومن جانبه أكد رئيس جمعية أضواء رايتس نور الدين بن براهم على أن الفتوى التي أصدرها المجلس الإسلامي الأعلى بتحريم “الحرقة ” و تبنتها وزارة الشؤون الدينية سوف لن تكون لها فعالية و لن توقف الكم الهائل من الشباب الراغبين في الذهاب للضفة الأخرى بأي ثمن و مهما كلف الثمن دون إجراءات لمعالجة الواقع الاجتماعي والاقتصادي وقال :” تحريم “الحرقة ” لن يوقف قوارب الموت و لن يخرج فكرة ” الهجرة من رؤوس الكثير من الشباب التي أصبحت مخرجهم الأخير بعد أن أوصدت كل الأبواب في وجوههم إذا لم ترافق هذه الأخيرة بإجراءات استثنائية تكافح الظاهرة بمعالجة مسبباتها في الجانب الاجتماعي والاقتصادي ” .
وإنتقد بن براهم الصمت المخيم على البرلمان الجزائري و ممثلي الشعب الذين لم يقولوا ولا كلمة على هذه الظاهرة التي إستفحلت كثيرا في الآونة الأخيرة و قال :لا بد على البرلمان الجزائري أن يفتح نقاشا حول هذه الظاهرة لأنه و لحد الساعة لم نسمع و لا كلمة من ممثلي الشعب في البرلمان و كذا الأكاديميين المطالبين بتقديم أرقام و إحصائيات لتتضح الصورة بدل التضارب الحاصل في تحاليل في بعض الأحيان تتحول لمرافعات سياسية بين المعارضة و الموالاة لابد من ندوة بإشراك الجميع و تحيينه السياسات العمومية مع الإحتياجات الجديدة للشباب ولا بد من إعداد خارطة طريق لمكافحة الظاهرة و إعداد مشروع قانون لذلك”و قال أيضا :” ظاهرة الحرقة بحاجة لندوة وطنية لإيجاد حلول فورية لها و الخروج من دائرة ردات الفعل على الصور المؤلمة للحراقة المتوفين في عرض البحر”
النائب البرلماني والقيادي في المركزية النقابية فرحات شابخ:
ظاهرة “الحرڤة” تحتاج لفتح نقاش على مستوى البرلمان
ومن جهته أكد النائب البرلماني فرحات شابخ على أن محاربة ظاهرة الحرقة مسؤولية الجميع حكومة و سياسيين و شعب وأن لكل واحد دور يقوم به داعيا في السياق ذاته للكف عن التراشق و تضييع الوقت في سؤال “من يتحمل تنامي الحرقة ؟” لفتح نقاش موسع و الخروف بآليات كفيلة بمعالجة هذه الظاهرة التي أخذت أبعاد خطيرة في الآونة الأخيرة و انتقلت لأسر وعائلات بأكملها تريد الذهاب للضفة الأخرى ة تخاطرعلى قارب الموت .
وأضاف شابخ الذي نزل أمس ضيفا على فووروم الإذاعة أمس أن ظاهرة الحرقة أخذت منحى تصاعديا ولم تعد تقتصر على الشباب بل امتدت لعائلات بأطفالها تستدعي فتح حوار مع كافة الحساسيات و ذكر : على الحكومة أن تفتح نقاشا واسعا مع جميع الفعاليات السياسية مولاة ومعارضة وكل الفاعلين في المجتمع الجزائري لمحاربة الظاهرة لأن الشرف الجزائري لا يمكن أن يصبح رخيصا لهذه الدرجة حيث يفضل الشباب العمل في مهن شاقة بإسبانيا وإيطاليا بينما تعاني ورشات البناء والفلاحة نقصا كبيرا في اليد العاملة .”
و شدد شابخ على الطبقة السياسية ضرورة الخروج من الخطاب التيئيسي المسود لصورة الجزائر و الناكر لجملة المكتسبات التي تحققت و الذي ساهم في ترسيخ الأمر في عقول الشباب الذي أصبح شغلهم الشاغل هو الضفة الأخرى مصورين الأمر على أنه جنة غير أن الواقع هو جهنم من ينتظرهم و قال :”الطبقة السياسية عوض أن تتبنى خطاب الأمل و التفاؤل ساهمت بخطابها التشاؤمي في نفور الشباب الجزائري و التي كانت الهجرة غير الشرعية من ردود الفعل الطبيعية عن فقدان الأمل و النقم عن الواقع المعاش إلى جانب غياب ثقافة الاستماع والحوارلشريحة الشباب” وتابع :” نعم هناك نقائص موجودة و لكن لا يجب أن تقابل با”الحرقة ” هناك إجراءات قامت بها الدولة لصالح فئة الشباب من منحهم القروض للقيام بمشاريعم هي أمور غائبة في عديد الدول بما فيها المتقدمة “.
زينب بن عزوز